مساء الخير
عرفت موقعكم من جوجل وأنا أبحث... أرجو أن تفيدوني في مشكلتي
نشأتُ مع أمٍّ نرجسية، ضحية محترفة. نجحت في عزلنا عن عائلتي من كلا الجانبين، كل من كان سيئ الحظ في الارتباط بنا يكرهنا الآن. لا نتلقى دعوات لحضور حفلات الزفاف أو التجمعات العائلية، وعندما نتلقى دعوات، تبذل قصارى جهدها لإخفاء ذلك عنا ثم تعود قائلة: "انظري، الجميع لا يحبك ولا يريدك هناك".
لم يكن أيٌّ من أصدقائي جيدًا بما يكفي لها (حتى في روضة الأطفال هههه)، دائمًا ما يكون لديه ما يقوله عن أصدقائي ولماذا عليّ قطع علاقتهم تمامًا لمجرد ذلك. أتساءل أحيانًا كيف كنت سأصبح لو كانت طفولتي مختلفة، وأمٌّ عادية.
لديّ أصدقاء ودائرة اجتماعية صغيرة، ومظهري لائق، ويدعوني أشخاص رائعون للخروج، وأكسب مالًا جيدًا، وبشكل عام، يجب أن أشعر بالرضا، لكنني للأسف لست كذلك.
من الصعب عليّ حقًا الحفاظ على علاقة، فقد نشأتُ وأنا أُسمع كم الجميع سيئون وكيف يتركني الجميع. يُمزح أصدقائي كثيرًا عن سرعة قطع علاقتي مع أي شخص لأتفه الأسباب. لكن هذا كل ما أعرفه، هذه طبيعتي الثانية، وما كان طبيعيًا بالنسبة لي في طفولتي. كنت أتحدث مع صديقتي لأول مرة، وأعطيتها نبذة قصيرة عن خلفية طفولتي النفسية فقالت: "أصبح كل شيء منطقيًا الآن، فهمت لماذا أنتِ على ما أنتِ عليه الآن؟".
أحاول مسامحتها، لكنني أتذكر دائمًا كيف قيل لي إنها لم ترغب أبدًا في إنجاب طفل ثانٍ (أنا)، وكيف دمرنا أنا وأختي حياتها وبددنا إمكانياتها. أتذكر دائمًا كيف قيل لي مرارًا وتكرارًا إنها ليست فخورة بنا وتخجل عندما يسأل عنها أحد (أصبح هذا صوتي الداخلي، وأشعر بالخجل كلما قابلت شخصًا يعرفها، وأشعر بأنني شخص يستحق الخجل).
أتذكر دائمًا كيف كذبت عليّ بشأن كل شيء في طفولتي، وسخرت مني، وتلاعبت بكل حدث لكسب بعض التعاطف، وأشركتني في مشاكلها ومشاكل والدي، بتفاصيل لا ينبغي للطفل أن يعرفها، وحاولت أن تجعلني أرى القصة دائما من جانبها وأرويها للكل وهي تُصوّر والدي على أنه الشيطان.
لا أشعر تجاهها بأي شيء الآن. لا كراهية ولا حب.
فقط ندم عميق لأنني دمرت حياتها عندما ولدت.
27/8/2025
رد المستشار
الابنة الكريمة
أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا لمن دلك علينا ونرجو من الله أن نكون عونا لك على تخطي معاناتك.
الأسرة هي أول مكان ومؤسسة تحتضن الطفل وتقبله بلا شروط وتهتم به وتساعده في النمو الاجتماعي والعاطفي وهو ما لم يتحقق في طفولتك (أم مسيطرة ويبدو لي أب متنحي).
الأجمل في قصتك هو أنت فرغم كل معاناتك استطعت أن تحصلي على تعليم جيد وخلق وعلاقات وحب من قبل الآخرين وهذا يعكس قوة شخصيتك وقدرتك على التعافي من جروح الطفولة ولو حتى ظاهريا.
يضع بعض أهالينا في عقولنا أفكاراً ومعتقدات سلبية سواء عن أنفسنا أو عن المحيطين بنا وهو ما حدث في حالتك حيث أخرجت الأم معاناتها عليك واتهمتك أنك سبب فشلها كما زعمت وحملتك ما لا ذنب لك فيه وحاولت أن تستنسخ منك نسخة سلبية مثلها لكن أرى أنها لم تنجح في ذلك بقدر كبير.
هذه المعتقدات لا دليل عليها (تُصوّر والدي على أنه الشيطان/ إنها ليست فخورة بنا وتخجل عندما يسأل عنها أحد/ الجميع لا يحبك ولا يريدك هناك") وهذا هو الأهم حاليا وهو أن تتعرفي على هذه الأفكار المعيقة وتناقشيها مع نفسك أو مع من تثقين فيه من الدائرة المحيطة وتستبدلينها بأفكار إيجابية حقيقية تجعل مشاعرك جيدة ومريحة وهذا سيجعل حياتك أكثر اطمئنانا.
تشتكين أنك (لا أشعر تجاهها بأي شيء الآن. لا كراهية ولا حب) وكأن مشاعرك بيدك تجعلين الحب والكره إراديا وهذا غير حقيقي فالمشاعر لا إرادية وشخصية لكن التصريح بها والتعامل مع الآخرين بناءا عليها هو الإرادي وهو ما أطلبه منك الآن. تعاملي معها بلطف حتى ولو شعورك نحوها مختلف فالمطلوب منك الكلمة الطيبة والصحبة الحسنة لا المشاعر الإيجابية.
عليك مناقشة فكرة (ندم عميق لأنني دمرت حياتها عندما ولدت) كما ناقشنا كل الأفكار الخاطئة السابقة ولا تستسلمي لها.
استمتعي بحياتك واجعلي لنفسك نصيبا من الدنيا واهتمي بعملك وكوني معارف وأصدقاء وكوني حذرة ولا تكوني شكاكة وحافظي علي علاقتك بالله .
اقرئي كثيرا في كيفية التعامل مع المشاعر المؤلمة والعلاقات السامة واحذري أن تستسلمي لأفكارك ومشاعرك السلبية فقد تقودك لا قدر الله إلى الاكتئاب.
عيشي واستمتعي وعاوني الآخرين.
واقرئي أيضًا:
أمي تعرقل حياتي: الأم النرجسية
الأم النرجسية الحقودة المؤذية