السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أستاذي الفاضل، لو أنني أعلم أن صدرك لا يتسع لأمثالي ما كتبت إليك، أسأل الله أن يجعلك سببا في هدايتي من هذه المشكلة. أذكر سيادتكم بمشكلتي وهي: شماعة ضغوط الأهل: الشاب أيضًا يتراجع.
الوضع الحالي لي هو أن هذا الموضوع مؤثر على جميع جوانب حياتي من عبادات وأعمال أخرى وعملي الخاص بي. أشعر بتناقض بيني وبين نفسي؛ حيث إن هذا الأمر يجعلني أحيانا لا أغض بصري، حيث إنني أتخيل أن من أراها هي خطيبتي الأولى، مع العلم أني قائم بواجبي على أكمل وجه من ناحية زوجتي وابنتي. أنا لا أيأس من الصبر على هذه المشكلة، ولكن أخشى أن يدركني الموت وأنا على هذه الحال.... قلبي مع خطيبتي وكياني مع زوجتي وطفلتي.
هذا الأمر طال ولا أعرف ما نهايته.... فهل هذه نزوة؟ النزوة شيء عابر لبعض الوقت، ولكن أدخل على السنة الثالثة ولا جديد في هذا الموضوع.
أرجو ممن يقرأ مشكلتي أن يدعو لي بالهداية لعل الله يستجيب من أحدهم....
وجزاكم الله خيرا.
19/9/2025
رد المستشار
الأخ الكريم، أريد أن أطمئن أنك تفهمني جيدا أو أن كلامي يبدو غامضا أو مستحيلا؟! وأحب أن يشترك معنا الإخوة والإخوة في الاطلاع ومتابعة موضوعك لأسباب متعددة.... إن استمرار تعلق قلبك بخطيبتك السابقة يبدو مفهوما.... ولكن السؤال هو: ثم ماذا؟
قد لا يملك الإنسان مشاعره وقلبه وخياله ويظل متعلقا بتلك الجنة التي بناها في عقله لأسطورة لو نزلت لأرض الواقع لاستيقظت من الحلم ورأيت تلك الخطيبة امرأة مثل كل النساء، وليست كما تراها الآن أميرة في مملكة مستحيلة، ولكنها رائعة هي في عالم خيالك الثري الذي تهرب إليه من حياتك وضغوطها العادية مثل كل إنسان، ومن زوجتك العادية مثل كل النساء.
المرأة قبل الارتباط يراها الهائم بها مثل أي خيال جميل، ثم يكتشف بعد ذلك رومانسية هذه الصورة، أي عدم واقعيتها، وفي أحسن الأحوال فإنه يرى ويكتشف ويندهش أنها إلى جانب صفاتها الإيجابية شكلا أو موضوعا تحمل عيوبا ونقائص مثل كل إنسان.
وخطيبتك تلك محظوظة إذا ظلت تحتفظ بعرشها هذا في خيالك. ولا أشك لحظة أنها كانت ستفتقده حتما لو ارتبطت بها.... وكأني بزوجها في المستقبل يقابلك في الخيال فتقول له: لقد أخذت مني جوهرة عشت حياتي نادما على فقدها؛ فيقول لك كما يقول المصريون: "يا عم خدها وفوقها بوسة" قبل أن يكمل هو حياته نادما على ساعة الغفلة التي تزوجها فيها.
خطيبتك يا عزيزي واحدة من النساء اللائي تقرأ قصصهن في هذه الصفحة..... يمكن أن تكون زوجة مملة ونكدة، أو باردة وكسولة، أو عصبية وحمقاء، أو خائنة برغبتها، أو مضطرة.... فماذا بك؟ وما الذي تعتقده أنت أنه يحل المشكلة؟
هل خطة ترك امرأة تزوجتها مختارا أو بضغط الظروف وتعرف عيوبها من أجل امرأة تحلم بها وتهرب إلى خيالك معها هي الخطة الأوفق؟ هل تعتقد أن أميرة خيالك ستظل كذلك حين تصبح زوجة؟ أم أن جمال الخيال أن يظل خيالا؟ وأجمل ما في الحلم أنه في النوم يحدث لا في اليقظة، وأن بقاء الوضع في مكانه وحجمه ليس تناقضا وليس مشكلة.
مسألة أخيرة تحتاج على مزيد سؤال وفحص وهي قولك عن تأثير قصتك على كل حياتك، ومسألة أنك تتخيل كل امرأة وكأنها خطيبتك السابقة. ولا أعتقد أن هذه الخبرة بهذا الوصف هي خبرة نفسية طبيعية. وأخشى أن تكون حالتك محتاجة إلى عون نفسي مباشر. وفي هذه الحالة فإن مجرد الحديث المتبادل بيننا لا يكفي لخروجك من هذه الخبرة؛ لأنك لو صحت هذه الانطباعات ستكون محتاجا لتشخيص وعلاج يتجاوز مجرد كلام التفاهم والدعم النفسي وشرح المشكلة واقتراح حلول. أرجو أن نستوضح هذه النقطة في رسالتك القادمة. وأهلا بك دائما يا أخي الكريم.