مساء الخير
تزوجته وعشنا معًا لمدة ٥ سنوات حتى الآن. خلال تلك الفترة، اكتشفت أنه كان يخونني لمدة عامين تقريبًا مع نساء مختلفات. قبل أشهر، قررنا أخذ استراحة لأنني شعرت بالانفصال عنه، وأخبرته أنني لا أشعر بأي شيء لأنه كان دائمًا مشغولًا، يعمل، وخائنًا، وكان دائمًا يخبرني أنه يبذل قصارى جهده!
خلال هذه الاستراحة، ارتكبت أنا أيضًا خطأً وخنت، لكنني قطعت علاقتنا بسرعة لأنني أدركت أن حياتي تسير في الاتجاه الخاطئ. على الرغم من أن ما فعلته كان خطأً، إلا أنني أشعر أنه لا يُقارن بما فعله، فقد مارس الجنس مع فتيات أخريات! ومع ذلك، ارتكب كلا الطرفين أخطاء.
المشكلة الحقيقية الآن ليست فقط الخيانة، بل هي أنني لم أعد طاهرة... يبدو أنه لا يستطيع مسامحتي على هذا، على الرغم من أنني مستعدة لمسامحته على ما فعله. هذا تركنا عالقين، حيث نستمر في التردد والتردد دون أن نجد حلًا. الحل.
كنت أريده حقًا، أردت أن يكون جيدًا من أجله حتى يتغير من أجلنا، لكنه يذكرني كل يوم الآن أنه قبل هذا لم يكن لديه أي شك في أنني أنا الشخص المناسب...
لكنه الآن لا يريد شخصًا يمكنه الغش والكذب.. ويقول حتى أنتِ.. بالتأكيد تريدين رجلًا وفيًا، فهو يعلم أننا أخطأنا كلانا لكننا عالقان.
أعلم أن هذا الوضع معقد، لكن هذا ملخص ما حدث.
23/9/2025
رد المستشار
سيدتي
أهلا وسهلا بك علي مجانين ورغم قصر رسالتك وغموض بعض تفاصيلها مثل هل أخبرتيه بسلوكك أم لا. فيبدو من رسالتك أنك أخبرتيه فلماذا؟
والموقف معقد جدًا لأنه يجمع بين الخيانة المتكررة من طرف الزوج، وردة فعلك أنتِ بالخيانة من وجهة نظرك في فترة الانفصال، وما تبع ذلك من مشاعر ذنب، فقدان الثقة، وانكسار صورة العلاقة فتعالي نناقش الموقف بعمق أكبر من خلال دراسة العوامل التي أدت إليه .كقص الإشباع العاطفي والجنسي بسبب الانشغال بالعمل والخيانة المتكررة عند الزوج جعل العلاقة تبدو غير مشبعة بالنسبة لكما ولك علي وجة الخصوص. مع وجود فراغ عاطفي لديك مما فتح الباب للبحث عن الاهتمام أو التقدير خارج العلاقة.
استخدمت حيلة دفاعية نفسية سلبية للأسف الشدي وهي الإسقاط Projection: انا خنته وهو السبب .
وكلاكما استخدام حيلة أخري وهي التبرير:فالزوج يرى أنه كان يحاول بذل جهده، وأنتِ في فترة الانفصال اعتبرتِ ما حدث خطأ لكنك أصلحته سريعًا. وما سبق جعلك تشعرين بالذنب (لم أعد طاهرة). بينما هو متمسك بالغضب (أنتِ غشتيني وخنتيني ولن أسامحك).
وجود خمس سنوات من الروتين والانشغال، مع غياب تواصل عاطفي فعال. فالاستراحة التي أخذتموها مؤشر على أن العلاقة وصلت لحالة جمود.
في ثقافتنا كثيرًا ما يُتسامح مع خيانة الرجل (نزوة أو ضعف بشري) بينما يُنظر إلى خيانة المرأة كوصمة قوية مرتبطة بـالشرف والطهارة. وهذا الفارق الاجتماعي قد يكون سببًا في رفضه لمسامحتك رغم أنكِ مستعدة لمسامحته.
غياب الاستشارات الأسرية ، ربما كان يمكن احتواء الانفصال دون الدخول في خيانات متبادلة.
هناك توقع ثقافي قوي بأن المرأة يجب أن تبقى صامدة ومخلصة حتى لو أخطأ الرجل. وهذا قد يولّد شعورًا بالظلم لديك (أنا مستعدة لمسامحته، لماذا هو لا يسامحني؟)
الزوج: قد يكون لديه سمات اندفاعية أو باحثة عن المتعة. وضعف في مهارة الالتزام طويل المدى بالعلاقة. واحتمال وجود صعوبات في تحمل المسؤولية أو الإخلاص العاطفي.
شخصيتك أنتِ:تبدين أكثر ميلاً للالتزام والإصلاح (كنت أريده حقًا، أردت أن يتغير) لكن في لحظة الانكسار والفراغ العاطفي، لجأتِ لسلوك اندفاعي (الخيانة). لديك قدرة على الاعتراف بالخطأ وتحمل الذنب (وهذا مؤشر نضج)، لكن جلد الذات (لم أعد طاهرة) يزيد معاناتك.
نستخلص مما سبق أن الخيانة لم تكن السبب فقط، بل النتيجة: نتيجة غياب التواصل، تراكم مشاعر الإهمال، والتمييز العنصري بين خطأ الرجل وخطأ المرأة. فما حدث يوضح أن العلاقة كانت بحاجة مبكرًا إلى إصلاح في التفاهم والحميمية بدلًا من الاستراحة والانفصال العاطفي.
ونأتي لمرحلة الحلول رغم صعوبة الأمر لكنها محاولة منكما لإصلاح ما أفسدتموه معا
الجلوس سويًا لتحديد:ما الذي أوصلكما إلى هذه المرحلة؟ ما الذي يريد كل طرف أن يحققه الآن؟ (الاستمرار؟ الطلاق؟ إصلاح العلاقة؟)
الاتفاق على أن الخيانة كانت عرضًا لمشاكل أعمق وليست المشكلة الوحيدة.
كل طرف يعبّر عن خطئه دون تبرير (أنت: ارتكبت خطأ في فترة الانفصال، هو: خنت لسنوات عديدة).
الاتفاق على قواعد واضحة: شفافية في الهاتف/السوشيال ميديا مؤقتًا (حتى تعود الثقة). مع مواعيد ثابتة للحديث الأسبوعي عن مشاعركما. البدء بخطوات صغيرة لإثبات الالتزام (الالتزام بالمواعيد، الصدق في التفاصيل).
تخصيص وقت أسبوعي للقيام بنشاط مشترك (خارج إطار المنزل والعمل). مع استخدام الحوار غير العنيف: بدلًا من أنت دائمًا تخون أقول أشعر بعدم الأمان حين لا نتواصل.
إذا اختار كلاكما الاستمرار: وضع أهداف واضحة للعلاقة (أسرة مستقرة، أطفال، التزام بالوفاء).
إذا لم تستطيعا: الاتفاق على الانفصال بطريقة صحية تحافظ على احترام كل طرف.
بالنسبة لك يجب عليك التعامل مع الشعور بالذنب من خلال تذكير نفسك:أن ما فعلته خطأ بالفعل، لكنكِ أوقفته سريعًا. أن خيانتك كانت رد فعل ظرفي وليست سلوكًا متكررًا. استبدال جملة لم أعد طاهرة بـارتكبت خطأ وتعلمت منه، وأنا أستحق بداية جديدة.
كتابة يوميات قصيرة تذكّرك بصفاتك الإيجابية (إخلاصك، رغبتك في الإصلاح، قدرتك على مواجهة الحقيقة).
ممارسة نشاط ذات معنى (عمل تطوعي، هواية، تعلم شيء جديد).
التحدث مع صديقة داعمة أو معالج نفسي. أو استخدام الكتابة أو الرسم لتفريغ الغضب والحزن بدلًا من جلد الذات.
وفي النهاية الإصلاح ممكن إذا كان كلا الطرفين مستعدًا للاعتراف والالتزام. لو بقي زوجك رافضًا المسامحة بشكل نهائي رغم جهودك، فالقرار يصبح عندك: هل تستمرين في علاقة تحمل إدانة مستمرة؟ أم تبحثين عن بداية صحية جديدة؟ والأهم أن تعالجي شعورك الداخلي بالذنب ، حتى لا تعيشي أسيرة الماضي.
وتابعينا