مساء الخير عليكم
أتمنى ألاقي حل أو مساعدة عندكم، أنا في لخبطة شديدة، لا أفهم نفسي، ولا أعرف ماذا أريد أو إلى أين أذهب.
في الجامعة، لا أعرف كيف نجحت. أنا في سنتي الأخيرة، ولم أدرس إطلاقًا في السنوات الثلاث الماضية. لا أعرف كيف تجاوزت هذه السنوات. لا أستحق النجاح بالتأكيد، فأنا مهملة ومقصرة للغاية. لديّ ما يكفي من اللامبالاة تجاه العالم. أذهب إلى الامتحان ولا أعرف اسم المادة، وأنجح فيه بمحض الصدفة. أشعر بالاشمئزاز من نفسي لأنني غير قادرة على إنجاز أي شيء. لا أعرف كيف أصف نفسي بهذا الشكل.
هل أنا مهملة، أم كسولة، أم مكتئبة؟ لا أشعر بذلك. لا أعرف السبب. لا أملك القدرة على إنجاز أي شيء، ولا أطيق فهم أو قراءة أي شيء. ما الذي دفعني إلى ذلك؟ إلى هذه النقطة؟ أنا مستاءة حقًا. من نفسي وأشعر أنني لن أكون شيئًا كهذا أبدًا. ماذا علي أن أفعل لتحقيق شيء ما في حياتي؟ أنا أيضًا صغيرة قليلاً وسأبلغ الحادية والعشرين من عمري ولا أعرف حقًا. لا أشعر بقيمة لي حتى في أبسط الأشياء، وهي أنني أدرس مثل الآخرين. لست قادرةً على ذلك وأشعر أنني لا أهتم.
حياتي مملة للغاية وبائسة. أشعر أنني أعيش بلا روح أو أعيش لأن الله يريدني أن أبقى، ولكن لماذا لا تحتوي حياتي على روح مثل تلك التي في سني؟ لقد أنعم الله عليّ والحمد لله في جوانب كثيرة وأنا راضية عن كل ما كتبه الله لي، لكنني لست راضيةً عن نفسي، لا في المظهر ولا في المضمون. قد أتأخر في الذهاب بعد المحاضرات للتأكد من أنني راضية عن مظهري وأشعر أنني مقبولة بأي شكل من الأشكال لأنني تعرضت لعدة تعليقات سخيفة من قبل وكان لها تأثير كبير علي، على الرغم من أن هناك أشخاصًا يقولون لي أشياء لطيفة حقًا. لا أعلم إن كان هذا مجاملة أم لا. ثم أحتقر نفسي كثيرًا وأشعر أنني سطحية وفارغة من الداخل.
حياتي الاجتماعية ليست أسوأ شيء، لكنها تقتصر على أصدقائي الذين نشأت معهم. أشعر أنهم لم يعودوا مثلي اليوم، لكنني أحبهم بالتأكيد. وأصدقاء الجامعة، الذين هم أصدقاء الجامعة، لكنني أشعر وكأنني أعيش على الهامش، على الرغم من أن ظروفي ليست سيئة، ويمكنني أن أكون أكثر حضورًا في الحياة وأستفيد منها كثيرًا، لكنني غير قادرة على إنفاق طاقتي.
يقولون إنني شخص اجتماعي وأعرف كيف أتحدث، لكن لا يمكنني إبقاء الناس من حولي لفترة طويلة لأنني أشعر بالبرودة ولا يمكنني بذل الكثير من الجهد في العلاقات. أحاول، لكن لا يمكنني دائمًا. أشعر حقًا أنه لا يزال من السابق لأوانه قول هذه الأشياء. من الصعب جدًا بالنسبة لي أن أفعل ما أفعله بنفسي، على الرغم من أنني أدرك أن هذا الوقت لن يعود أبدًا. ستُسلب مني حياتي دون أن أشعر. لكن الحياة بالنسبة لي إما أبيض أو أسود. أنا متعبة ولا أعرف كيف سينتهي هذا. أحتاج إلى الناس والرفقة، لكنني لا أعرف كيف أفعل ذلك.
كيف أعود شخصًا حيًا يرى ألوان العالم؟
وأخشى أن تسوء الأمور بعد التخرج؟! أشعر باليأس.
16/10/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
رغم تعدد التناقضات حول أدائك التعليمي، ولكن ما هو واضح أنك تعيشين حالة ألم وحيرة.
إذا توجهت صوب طبيب نفساني أو معالج نفساني فالاحتمال الكبير أنك تعانين من اكتئاب أو اضطراب في المزاج أو من انخفاض الطاقة العام. ربما ما تعانين منه عواقب تراكمية للتوتر، قلة النوم، سوء تغذية، ضغوط دراسية/اجتماعية، أو تجربة نقد متكررة أثرت عليك سلبيا. لكن في غالبية الحالات لا يكون هناك سبب واحد؛ بعض الناس يفقدون الدافع لفترات بسبب عوامل بيولوجية ونفسية وبيئية مجتمعة.
هناك علامات طبنفسية مهمة في رسالتك:
١- فقدان الاهتمام والطاقة وصعوبة التركيز.
٢- شعور بالذنب والاشمئزاز من الذات.
٣- نجاح عرضي دون دراسة.
٤- مشاكل في التواصل الاجتماعي والمحافظة على العلاقات.
هذه العلامات كلها تجعل احتمال وجود اكتئاب يستوجب استشارة طبنفسية على أرض الواقع.
في البداية عليك الحفاظ على نوم منتظم، وجبات غذائية منتظمة وصحية، ومشي قصير يومي لمدة نصف ساعة. عليك تقسيم المهام الصغيرة مثل المذاكرة لمدة ٢٠ دقيقة واستراحة عشرين دقيقة وهكذا. لا تضغطي على نفسك لأن تكوني "مثالية" اجتماعياً. حاولي لقاء شخص واحد مقرب بدلًا من حضور فعاليات كبيرة. سينصحك أي معالج نفساني تسجيل مشاعرك يوميا فذلك يساعد على ترتيب الأفكار.
في نهاية الأمر انت بحاجة الى علاج معرفي سلوكي وربما مضادات اكتئاب. مراجعة طبيب نفساني قوة وليست ضعفا. تذكري أن السلوك الحالي لا يحدد قيمتك كإنسان. الكثير من الناس يمرون بفترات انحدار في الدافع دون أن يكونوا "كسالى" بطبيعتهم.
البداية تحدّي الأفكار السلبية وتغيير الأفكار والسلوك وراجعي طبيب نفساني.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
التعامل مع الاكتئاب (1-2)
خطة علاج الاكتئاب الأولية
الملل!
كسل وملل وربما اكتئاب
الملل يقتلني!
الملل والحيرة: تساؤلات تترى!
حالة ملل
علاج الاكتئاب: بين العقاقير والعلاج النفساني!