إذا اعتزلت الرياضة: لا تعتزل الناس!

السلام عليكم
 
أعلم أن هذه ليست استشارة عادية، وقد لا يتردد صداها في أذن أحد، لكنني أعبّر عن مشاعري فقط، لأنه لا يوجد شيء آخر أفعله. لقد كنت رياضيًا من النخبة على مدار ٢٦ عامًا من حياتي، ليس كشخص كان بارعًا في رياضة ما، بل كشخص يتواجد اسمه بين أفضل ٥٠ لاعبًا عالميًا بانتظام.
 
في كل من الرياضات الثلاث التي تنافست فيها، كنت دائمًا أنوي الانسحاب وأنا في القمة، وهذا ما حدث قبل ٣ أشهر عندما فزت بآخر لقب لي، وهو السابع لي، وقررت الانسحاب في سن ٣٧. وهنا بالضبط بدأت المأساة، ندمت على ما فعلته حتى قبل عودتي إلى المنزل، شعرت بحزن لم أشعر به من قبل، أبكي بانتظام كل ليلة عندما أتأثر بشدة أو عندما أصادف إحدى جوائزي أو مقاطع الفيديو الخاصة بي.
 
نادرًا ما أنام جيدًا، الحزن يأكلني. كانت رياضتي الأخيرة صعبة ومتطلبة للغاية، وقد تعرضت بالفعل لـ ١٧ إصابة خطيرة مع..." خمسة منهم مزمنون (اضطررتُ لعلاجهم جراحيًا)، لكنني لا أتخيل أن هذه هي النهاية! ألا أستعد مجددًا؟ ألا أنحني أمام أحدهم ليعلق ميدالية على رقبتي؟ ألا أعود إلى المنزل حاملًا كأسًا لن تتسع له حقيبتي أبدًا؟ هل كانت تلك آخر مرة لي حقًا؟ أشعر بالفراغ!
 
من ناحية أخرى، جوانب حياتي الأخرى مستقرة الحمد لله. سواء صلاتي أو عائلتي أو عملي.
 
أعلم أن بعضكم سيقترح البحث عن هواية أو شيء للتسلية، لكنني لم أكن يومًا كذلك لدرجة أنني لا أعرف كيف أكون كذلك. عشتُ معظم حياتي في المنافسة، ولم يكن الفوز أمام عيني إلا، لذا فالرياضات الترفيهية ليست من اهتماماتي.
 
كما أن الخروج من التقاعد يبدو مخيفًا مع هذا العدد الكبير من الإصابات وتدهور الأداء، فقد يؤدي ذلك إلى عدم فوزي مجددًا وإجباري على التقاعد بعد خسارة مخزية.
لم أعد أعرف ماذا أفعل أو كيف أتعامل مع الحياة.
10/12/2025