مساء الخير
قلبي مكسور. ما زلتُ لا أستطيع تجاوز الإساءة التي عانيتُ منها قبل سبع سنوات في الجامعة على يد حبيبي السابق. أهانني بأبشع الطرق، وضربني بلا هوادة، واعتدى عليّ جنسيًا. كان عليّ أن أجعله يصدق أنني استمتعت بالعلاقة الفموية معه لأتجنب الضرب والتهديد منه. ضربني بشدة ذات مرة فقط لأنني رفضتُ العلاقة الشرجية (لم أرد).
كان عليّ أن أقول/أفعل ما يريده، سواءً لفظيًا أو شفهيًا. كان عليّ أن أثني عليه باستمرار حول مدى روعة عضوه الذكري ومدى استمتاعي به. كان يسألني باستمرار بعد كل مرة ينتهي فيها من العلاقة الحميمة عن مدى روعته. إذا قلتُ شيئًا لم يعجبه، كان يضربني أو يلعنني ويقول: "من المفترض أن تقولي ذلك". ثم كان يعيد طرح السؤال لأجيب عما يريد سماعه.
كان عليّ فقط أن أخبره بما يريد سماعه. قبل أن يتضح وجهه الحقيقي، كان... أقول إنني "شر**وتة مخزية" لأني كنت أملك أصدقاء ذكورًا وكنت أتحدث معهم. كان شخصًا مريضًا. كان يُخبرني دائمًا كم أنا شر**وتة مخزية. حتى جعلني كذلك بالفعل، بسبب ما فعلته معه. لا أستطيع مسامحة نفسي، ولن أسامح نفسي أبدًا، ولن أتجاوز الأمر أبدًا.
لا أستطيع تقبّل نفسي. كان يجب أن أتصرف بشكل مختلف آنذاك. كان يجب أن أخبر والديّ وإخوتي بما أواجهه. طاردني الخوف آنذاك، ولا يزال يطاردني حتى يومنا هذا بسببه. أنا مقتنعة أنني شر**وتة مخزية. أشاهد الأفلام الإباحية باستمرار لأُذكر نفسي بما فعلته معه شفهيًا. أكره كيف تعتقد عائلتي أنني بريئة، بينما أنا في الحقيقة شر**وتة مخزية، وقحة، وكاذبة. كل شيء سيء في هذا العالم يتجلى فيّ. أنا فقط لا... أعرف كيف أتجاوز هذا.
لا أصدق أنه جعلني أخطئ، وكم كنتُ غبية لأخضع له خوفًا. لا أصدق أنه أجبرني على فعل أشياء تخالف ما تربيت عليه. لا أصدق أنه سلب مني قبلتي الأولى وكل ما فيّ من براءة. لا أصدق أنه جعلني أعيش مع هذه الكذبة إلى الأبد، وكيف لو وقعتُ في الحب يومًا ما، فلن أتمكن أبدًا من إخبار ذلك الشخص أنني حقًا شريرة مِخزية، بينما سيظنني بريئة.
لقد جعلني كاذبة وعاهرة وعاهرة لا قيمة لها.
أكرهه.
09/12/2025
رد المستشار
ابنتي العزيزة أهلا وسهلا بك ونرجو أن نكون عونا لك
رسالتك تحمل ألما هائلا تحملتِه. ما تصفينه كان اعتداء جنسيًا وعنفا جسديًا ونفسيًا منهجيًا. فعندما يُجبر إنسان على شيء تحت التهديد والضرب والإذلال، فهذا يُسمّى إكراهًا. الاستجابة بالطاعة، أو قول ما يريد سماعه، أو محاولة النجاة بأي طريق فهذه آليات بقاء، وليست موافقة ولا "فسادًا".
فلم تكوني "مخزية" ولم تكوني مسؤولة عن أفعاله. المسؤول الوحيد عن العنف هو المعتدي. والشعور بالعار، جلد الذات، وإعادة مشاهدة مواد تجرّحك لتُعاقبي نفسك هذه كلها آثار شائعة للصدمة.
لماذا تشعرين هكذا؟
العنف الجنسي يزرع داخلكِ عارًا سامًا يجعلك تُصدّقين أنكِ "المشكلة".فالدماغ بعد الصدمة يظل يعيد الحدث ويجترّه، كأنه يحاول فهمه أو السيطرة عليه. وكثير من الضحايا يشعرون بأنهم "كان يجب عليهم أن يهربوا /يتكلموا /يفعلون شيئًا آخر"، لكن الحقيقة أن الجسم أحيانًا يتجمد أو يطيع ليحميك من الأذى الأكبر وهذا ليس ضعفًا، بل حماية.
تعاطفي مع نفسك كما لو أنك تحتضنين فتاة صغيرة جُرحت بقسوة. وابحثي عن مساحة آمنة تتكلمين فيها دون خوف أو حكم مع علاج متخصص في صدمات العنف الجنسي ليساعدك على استعادة كرامتك وصوتك وحدودك. فالعلاج النفسي الموجّه للصدمة قد يكون فارقًا جدًا معك وخاصة مع متخصص مدرب علي ذلك.فالمعالج الجيد لن يلومك ولن يفرض عليك الكلام بسرعة أكبر مما تستطيعين. بل سيساعدك علي تفكيك خطاب اللوم الداخلي .
اكتبي جملة "أنا شريرة/مخزية" وبجانبها ما الدليل أنها حقيقة؟ ما الدليل أنها نتيجة صدمة وإكراه؟ ماذا كنتِ ستقولين لفتاة أخرى مرت بما مررتِ به؟ غالبًا ستكتشفين أن الصوت القاسي هو صوته هو.... لا صوتك.
قللي التعرض المؤذي لنفسك فمشاهدة الإباحية لتعذيب نفسك تُبقي الجرح مفتوحًا. إن استطعتِ تدريجيًا تقليلها أو استبدالها بأنشطة تهدئة (تنفس، كتابة، تواصل آمن مع شخص تثقين به)، فهذا حماية لنفسك لا "تجميل للحقيقة".
الصدمة تعيش في الجسد أيضًا. تمارين تنفس بطيء، إمساك شيء ملموس، تساعد على تهدئة موجات الذكرى والعار. فكرة لن أتجاوز هذا أبدًا فكرة مفهومه لشعورك بالخزي ولكن ليس حكمًا نهائيًا. كثيرون مرّوا بتجارب قاسية، وبالعلاج والدعم تغيّر إحساسهم بذاتهم تمامًا. ليس المطلوب "النسيان"، بل الشفاء مع الاعتراف بأن الجرح حدث دون تركه يعذبك.
يمكنك الاستعانة بالخط الساخن للأمانة العامة للصحة النفسية أو المجلس القومي للمرأة أو زيارة أيهما في محافظتك لطلب العون.
لا تترددي في طلب المساعدة سواء منهما أو منا هنا ولا تقلقي فكل مر سيمر بإذن الله تعالي.