السلام عليكم
طوال حياتي لم أتحدث مع فتاة أو أعترف لها بمشاعري تجاهها، سواءً كنت أحبها أو معجبًا بها. كنت أعاني من زيادة الوزن ولم أكن واثقًا بنفسي، لكنني الآن فقدت كل هذا الوزن الزائد وأصبحت أبدو وأشعر بالرضا عن نفسي. عملت في شركة، وبعد بضعة أشهر انضمت فتاة في مثل عمري إلى الشركة وعملت في قسمي.
بمرور الوقت، بدأنا نتعرف على بعضنا البعض وأصبحنا أصدقاء مقربين. واجهت العديد من المشاكل في حياتها وعملها، وساعدتها كثيرًا في تجاوز هذه المشاكل، مما جعل علاقتنا أكثر قربًا. تركت الشركة بعد بضعة أشهر، ووعدنا بعضنا البعض بالبقاء على اتصال وأن نبقى أصدقاء. تحدثنا بالفعل واطمئننا على بعضنا البعض، وكنا نرسل مقاطع فيديو تُظهر الحب والدعم والاهتمام والأمل لبعضنا البعض.
وظيفتها الجديدة في نفس المنطقة، ونعيش أيضًا في نفس المنطقة، لذلك كان من السهل علينا الالتقاء وتناول الطعام والقهوة والتحدث وقضاء الوقت معًا. هذا جعلني أكثر انجذابًا إلى..." أنا وهي لا نعرف إن كانت تبادلني نفس الشعور أم لا، لكنني أعتقد ذلك من طريقة حديثها معي وكيف تبدو في غاية السعادة والبهجة عندما نكون معًا.
بدأت أحبها، حتى أنني تخيلت الزواج منها يومًا ما، لكن عائلتي لا تحبها لأنهم يعتقدون أنها تتظاهر بالطريقة التي تتحدث بها وتشعر بها تجاهي. أشعر أيضًا بعدم الارتياح لفكرة التقرب منها أو الزواج منها، فهي تعاني من قلة النظافة، وحساسية مفرطة، وهناك فرد في عائلتها لا أطيق التعامل معه إطلاقًا بسبب سوء معاملته مع من حولي مؤخرًا، وحتى مع أفراد عائلته.
حاولت مرارًا وتكرارًا التوقف عن التواصل معها بسبب مشاعر عائلتي تجاهها، وأنها لا يمكن أن تكون الشخص الذي أحبه أو أتزوجه، لكنني لم أستطع أبدًا بسبب شعوري بالسعادة والهدوء وصفاء الذهن عندما أتحدث أو أكون معها. لذلك قررت التحدث معها ورؤيتها، لكن في كل مرة أتذكر عائلتي والأشياء التي ذكرتها عنها سابقًا.
لا أعرف حقًا ماذا أفعل، أنا... لا أعلم إن كانت لديها نفس المشاعر تجاهي، إن كانت تريد الزواج مني يومًا ما، إن كنت أريد الزواج منها حقًا، إن كنت أستطيع تجاهل كل أفكار عائلتي والمشاكل التي أخبرتها عنها ومواصلة هذه العلاقة،
والأهم من ذلك لا أريد أن أعاملها بشكل غير عادل وأجعلها تشعر بخيبة أمل مني.
ماذا أفعل؟
04/12/2025
رد المستشار
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يا "أيمن"، إن ما تمرّ به ليس قصة مشاعر فقط، بل صراع داخلي بين العقل والقلب، وبين احتياجاتك العاطفية ومخاوفك العائلية.
دعني أرتّب لك الأمور حتى تعرف أين تقف بالضبط:
أولًا: لماذا تعلّقت بهذه الفتاة بهذا الشكل؟ ما تصفه ليس حبًا كاملًا بعد، بل هو ارتباط عاطفي نشأ في فترة تغيّرت فيها حياتك وتغيّرت أنت معها:
خسرت وزنك.
أصبحت واثقًا بنفسك.
وجدت من يُشعرك بالتقدير والاهتمام.
ساعدتها في لحظات صعبة، وهذا يجعل الارتباط أعمق.هذا طبيعي.
السعادة التي تشعر بها معها ليست برهانًا قاطعًا على أنها "الشريك المناسب"، لكنها برهان على أنك كنت تحتاج إلى علاقة تمنحك التقدير والانتماء.
ثانيًا: لماذا تشعر بالحيرة الشديدة؟ لأن لديك ثلاث دوائر ضغط تتصارع:
1. قلبك: يشعر بالراحة والصفاء معها.
2. عقلك: يرى عيوبًا واضحة (النظافة، الحساسية الزائدة، مشكلة أحد أفراد عائلتها).
3. عائلتك: تشكّك في نواياها ولا ترتاح لها. هذا الصراع يكفي وحده لإرباك أي شخص.
ثالثًا: أهم نقطة يجب أن تنتبه إليها أنت لم تُجرّب علاقات قبل هذا، وبالتالي: أول مشاعر قوية تمرّ بها تبدو لك "قدرًا" أو "حب حياة" وأي فتاة تشعرك بالاهتمام قد تبدو وكأنها "الاختيار الوحيد". لكن الحقيقة أن الحب يحتاج إلى وضوح، واقعية، وقدرة على رؤية الإنسان كاملًا بعيوبه قبل مميزاته. وحتى الآن، أنت لا تعرف:
هل هي تريدك كشريك؟
هل تستطيع هي التعامل مع عائلتك؟
هل تستطيع أنت التعامل مع عائلتها؟
هل رغبتك في الزواج منها نابعة من التعلق أم من قناعة حقيقية بها؟
كل هذا "غير معروف"، وهذا سبب قلقك.
رابعًا: قرارك الآن يجب أن يكون منطقيًا وعمليًا—not عاطفيًا فقط
دعنا نحلّل النقاط التي ذكرتها:
1) قلة النظافة هذه ليست تفصيلة بسيطة. هي عادة ثابتة ما لم يكن الشخص راغبًا في تغييرها، وهذا يؤثر على الحياة اليومية والزواج.
2) الحساسية المفرطة هذا يجعل العلاقة مرهقة على المدى الطويل إذا لم تكن مستعدًا لمستوى عالٍ من الاحتواء.
3) مشكلة أحد أفراد عائلتها: العلاقات الأسرية جزء مهم من الزواج. إذا كنت غير قادر على استيعاب هذا الشخص الآن، فكيف سيكون الأمر عند الزواج؟
4) تعليق عائلتك: لا يجب أن يجعل القرار نيابة عنك، لكن عدم ارتياح العائلة يُؤخذ في الاعتبار لأن الزواج علاقة بين عائلتين، وليس شخصين فقط.
خامسًا: مشاعرك ليست خطيئة.... لكن القرار يحتاج وعيًا أنت لا تريد أن تظلمها، وهذا يدل على نُبل داخلي حقيقي. لكن ظلم نفسك أيضًا ليس حلًّا. لذلك، القرار ليس:
"هل أحبها أم لا؟" بل: "هل هذه العلاقة مؤهلة لتتحوّل إلى زواج صحي أم ستؤذيني وتؤذيها؟"
سادسًا: ماذا تفعل الآن؟ (خطة واضحة)
1) أوقف التوقعات العاطفية فورًا لا تفترض أنها تحبك. ولا تفترض المستقبل. تعامل معها كإنسانة تقدّرها، لكن بدون بناء سيناريوهات.
2) اجلس معها جلسة صريحة ومحترمة، اسألها عن: نظرتها هي إليك.
هل ترى فيك شريكًا محتملًا؟ هل تستطيع تطوير بعض العادات التي تزعجك؟ هل هي مستعدة لعلاقة فيها مسؤولية؟ لا تتحدث عن الزواج مباشرة. بل ناقش "النية العامة" والتوقعات.
3) راقب ردودها الفعلية، لا العاطفية فقط: إذا شعرتْ بأنها دفاعية، أو أنك تجرحها، أو أن الحوار غير متوازن.... فهذا مؤشر مهم.
4) حدّد موقفك بناءً على ما ترى أنت—not بناءً على كلام العائلة فقط، إذا خرجت من هذا الحوار أكثر وضوحًا وارتياحًا، فاستمر. إذا خرجت أكثر ارتباكًا، فهذه علامة قوية أن العلاقة غير مناسبة.
5) في كل الأحوال... لا تتخذ قرار زواج الآن، أنت في أول علاقة في حياتك، وهذا يعني أن رؤيتك للعلاقات تحتاج للأرض والثبات قبل خطوة مصيرية.
سابعًا: هل من الظلم أن تبتعد عنها؟
الظلم هو: أن تتعلّق بك ثم تتركها فجأة. أو أن تستمر معها وأنت غير قادر على الزواج منها. أما الابتعاد بطريقة محترمة وواضحة، فهو حقك وحقها إذا شعرت أن العلاقة لن تنجح.
خلاصة القول
"أيمن".... أنت رجل طبيعي تمامًا في حيرتك.
ما تشعر به جميل، لكنه لا يكفي وحده لبناء مستقبل. لا تُسلم نفسك للعاطفة وحدها، ولا تُسلّم نفسك للعائلة وحدها. استمع إليهما—لكن احكم أنت.
واقرأ أيضًا:
اختيار شريك الحياة: كيف أجد المناسب؟
في اختيار شريك الحياة... الصورة الكلية أهم
كيف أختار شريك الحياة؟