غرابة حياتي
عندما كنت طفلة في التاسعة من عمري تقريبا كنت أعاني من صداع قوي جدا في الجبهة ولم يستطع الأطباء تحديد سبب الصداع فاكتفوا بإعطائي المسكنات وعندما كبرت قليلا أي عند ما أصبح عمري 11 سنة زال الصداع لكن حدث لي شيء غريب حيث أن الصداع كان يعود بحيث أني أرى أشياء غريبة لا أعرف كيف أصفها لكني كنت أرى شيء شفاف و فيه شيء مثل النور الجاري ثم أعاني من صداع حاد فور ملاحقتي له بعيني ثم يختفي ويزول الصداع معه تدريجيا
وعندما كنت أرى هذا الشيء كنت أسأل بعض من حولي أترى شيء على الجدار فيقول لي ما تقصدين لا شيء هناك وأحيانا أرى ذلك الشيء الغريب وهو يصل عند أحد البشر ويتوقف عنده ويختفي وكأنه دخله وما زلت أرى هذا الشيء وعندما بلغت الثالثة عشر من عمري حصل لي شيء غريب أيضا حيث حلمت بفتى باهر الجمال وكان شكله غريبا نوعا ما ومن تفاصيل الحلم أنه كان يملك شعرا غريبا حيث كان شعره مصبوغا باللون الذهبي والفضي وكان وجهه منيرا، وبعدها بدأت أبحث عنه بجنون لدرجة أني طلبت من أهلي أن يأخذوني للمطار الدولي لأتنزه هناك وهم طبعا لا يرفضون لي طلب فذهبنا وأخذت أبحث كالمجنونة لكن بلا أي جدوى فهو حلم
وبعدها تقريبا بسنة حلمت بأني سألتقيه في أحد الأماكن التجارية وما أغرب ما حصل فعلا قد ذهبت ووجدته في ذلك المكان لكن من خوفي وارتباكي وعدم استيعابي لما حصل سحبت والدي من يده بحجة أني رأيت شيء أعجبني أود شراءه وذهبت بالاتجاه المعاكس والحسرة تملأ قلبي كيف أراه و بعد ذلك أنسحب وأنا التي قتلها التفكير بغموض ذلك الشاب وقد التقيته أكثر من مرة وبنفس الطريقة وفي أماكن عدة لكني لم أكن أجرؤ حتى على النظر في عينيه
ومرت الأيام وزادت حياتي غرابة حيث كنت أجلس في غرفتي أوقات طويلة أفكر بما يجري لي وفجأة تدخل ماما وتحادثني وكأنها تعرف كل شيء ثم ترحل وهكذا والأكثر غرابة أن الخادمة في فترة ما كنت أراه أيضًا تأتي وتحادثني وتخبرني فلان قال كذا وأنت عليك أن تفعلي كذا وعندما أسألها عن ما حصل في وقت لاحق تقول لي أنت كنت نائمة وأنا لم أدخل الغرفة لكني أقسم أني رأيتها أجل وكنت مستيقظة وأما أمي فتقول لي اذهبي لتكملي نومك أيعمل النعاس بالإنسان كل هذا فأعود لغرفتي وأغمض عينيي لأنام فأشعر بجلوس أحد ما على فراشي وأحس بأنفاس إنسان مع أنه لا أحد غيري في الغرفة وأحيانا أسمع صوت قادم من بعيد لكنه يحادثني فأفتح عينيي وأفاجأ أنه لا أحد معي فأنا وحدي
وفي مرة حلمت بنفس الفتى وهو يقول لي إذا أردت محادثتي فاعملي كذا وكذا والأغرب أنه كان يتحدث عن طريقة التراسل بالأحلام في البداية أحسستها شيء غريب لا يخلو من السحر وغيره لكن أحببت تجريبه ولأحد الأسباب جربته على إحدى صديقاتي والغريب أنه فعلا حصل وحلمت بما أردتها أن تحلم به وجربتها بأبي وحصل ذلك أيضا فخفت وأقلعت عن ذلك وحاولت أن أنسى الطريقة و بعد مرور فترة طويلة رأيته مرة أخرى في المنام وكان يطلب رؤيتي في أحد الملاهي فأخبرت إحدى صديقاتي بكل القصة فثارت بوجهي وهددتني بإخبار والدتي عن ذلك أن ذهبت للموعد فزادتني ترددا وأخذت أقنعها أن هذه المرة الأخيرة وأني لا ذنب لي بكل ما يجري وأخبرتها أني أريد الذهاب لأكشف السر الذي حيرني فيه لكني كنت أريد كل ذلك وكنت أريد رؤيته أيضا وكنت أأمل أن أكون جريئة وأقترب منه فآخذ الرقم منه كما جرى في الحلم وبعد بكاء وترجي أخبرتني صديقتي بأنها ستدعني أذهب وبدون إخبار والدتي لكن بشرط وهو أن أقسم لها أني لن أقترب منه وأن أكتفي بالنظر إليه فقط فوافقت ولكن وفي ذلك اليوم أمي كانت تنوي التسوق وذهبنا إلى السوق وأنا أشتعل غضبا وكانت المرة الأولى من نوعها التي أفضل الملاهي فيها عن السوق فاستغرب أهلي وقالوا لي ما بك ووعدوني أن نذهب للملاهي يوم غد وقد ثار غضبي أكثر
المهم لقد ذهبنا بعد التسوق لبيت جدي وجلسنا هناك وكانت الصدفة في خروجي من منزل جدي حيث أتى والدي ليصطحبنا للمنزل وقد كانت سيارة الفتى خلف سيارتنا فتعمدت العبور من خلف السيارة لأراه ويراني وقد كان ينضر إلي بنظرات لا تخلو من العتاب مع أننا لم نلتق في الواقع ونتحدث ولا حتى مرة واحدة
وأنا وحتى اليوم أدعو ربي أن يلهمني حلا لكل هذه الأشياء الغريبة وفي يوم ما رأيت في حلمي سيدة كانت محجبة ولا يظهر منها إلا وجهها وكنت لا أرى من ملامحه شيئا فقد كان منيرا جدا وكأن الشمس مشرقة فيه فقالت لي هذه السيدة أنت على حق على صواب لا تخشي شيء لكن فكري قبل أن تفعلي أي شيء فأنت تملكين عقلا يملؤه الذكاء وكانت تحدثني بهذه الطريقة حتى أفقت وأصبحت مما أفكر فيه فمن هي ومن هو وما هو المخلوق الغريب ومن هو الذي يجلس على فراشي ولماذا لا يحصل هذا إلا لي وحدي وما كل ما يجري وأخيرا أحب أن أضيف بأني من أصحاب الإحساس القوي حيث أحس بالكارثة قبل حلولها وأحس بأشياء كثيرة وغالبا ما تصدق تخميناتي .
وأنا قد أرسلت لكم لأني فعلا أحس بأني على حافة الجنون هذا إن كنت لم أجن بعد
وشكران على هذا الموقع الرائع
9/8/2005
رد المستشار
ربما تستغربين لو أخبرتك أن حياتك ليست شديدة الغرابة بالدرجة التي تتحملينها وأنها حدثت لغيرك من قبل وتحدث وربما سوف.. ولكن.. هل أنتِ على استعداد في البداية أن تتقبلي هذه الفكرة المخالفة بعدما أقنعك محيطك أنك في شدة الغرابة لدرجة أنك تشعرين أنك اقتربت من خطأ على عقلك؟؟ فما رأيك؟؟ هل تجربين النظر إلى الوجهة الأخرى؟
الصداع الذي كان يأتيكِ وأنتِ صغيرة قد تكون له أسباب شتى ابتداءً من ضعف النظر لأي سبب نفسي كان أو عضوي لذلك من الغريب أنك لم تذكري شيئًا عن تشخيص الأطباء لذلك الصداع الذي كان يأتيكِ كثيرًا كما تصورين .. وكأن إغفالك لهذه النقطة ما هو إلا رسم لصورة اكتملت في ذهنك بعدما كبرتِ وشعرتِ بالغرابة فبدأتِ تتذكرين كل شيء مر بكِ في حياتك وتربطين ذلك بأفكارك وأحلامك الآن..
وكل من الصداع الشديد وضعف النظر أو قلة نسبة الهيمجلوبين في الدم أشياء تتسبب في عدم إيضاح الرؤية ومع شدة الألم يمكن للخيالات أن تدخل في بعضها ويمكن أيضًا بطريقة إعمال الخيال أكثر من اللازم..
كنتِ يا عزيزتي مثل الكثيرات من صديقاتك في هذه السنة.. تفكرين بمفردك .. وتتأملين وتحلمين وتحاولين إخراج طاقاتك الكامنة التي ربما لم تجدي مجالاً اجتماعيًا مناسبًا لها فانصبت كل جهودك على أفكارك وتوجساتك في نفسك..
ذكرتِ أن أهلك لا يرفضون لكِ أمرًا .. ولكنك لم تذكري شيئًا عن علاقتك بهم؟؟ هل هناك حوار بينك وبين والديك؟؟ إن صادفتك أي مشكلة في حياتك فكيف تتصرفين؟؟ هل حاولت أن تستخدمي ذكاءك في العلم والتحصيل أكثر أم اكتفيتِ بالأحلام؟؟ ومازجه تأثيرك الإيجابي على محيطك.. إخوتك وصديقاتك؟؟ لم تذكري شيئًا عن ذلك...
في مثل سنك تبدأ الفتيات برسم صورة خيالية لفارس الأحلام صاحب الجواد الأبيض وكم سمعنا عن طرائق لرؤية صاحب النصيب في المنام أو مقابلته في مكان أو حتى بالتخمين أو أو .. كلها طرق عديدة يتفتق عنها ذهن الفتيات .. وفي النهاية نؤمن ونسلم أن الغيب لا يعلمه إلا الله ومهما فعلتِ فلا يمكن لي أن أكشف الغيب أو أخمن ما الذي سوف يحدث لي..
أما عن تحقق الأحلام فهو شيء جائز ووارد ولا يحمل أي شيء من الغرابة بل هو شيء إيجابي وقد أخبرنا النبي صلى الله عليه وسلم أنه في آخر الزمان سوف تصدق رؤيا المؤمن..
ولكنه أيضًا صلوات الله وسلامه عليه قد نبهنا كيف نتعامل مع أحلامنا.. حتى لا تكون معرقلات في طريقنا خصوصًا أنها قد تكون تضييعًا من الشيطان .. والرؤيا الصادقة التي يحسن تفسيرها هي التي تكون قد رأيتها وأنتِ على وضوء وقد قرأت الأذكار ونمتِ على جانبك الأيمن.. أما عندما تشغلين بفكرة معينة وترينها في منامك دائمًا فهذا يكون من قبيل "حديث النفس" ولا يكون رؤيا صادقة..
أخيرًا أقول لكِ يا عزيزتي مازلتِ في مقتبل حياتك فاستثمري ذكاءك في تحصيل العلم واكتساب المهارات الاجتماعية وأعدي نفسك لتكوني ذات أثر بالغ قوي ومؤثر في مجتمعك.. لا تتركي حياتك للأوهام تحركها كيفما شاءت.. أنتِ قوية وسوف تنتصرين على هذه الأفكار.. فقط قرري إعلان الحرب عليها.. واعلمي أنكِ لن تأخذي من هذه الدنيا إلا ما كتب الله لك مهما حدث.. فاركني إلى الله واعملي لنجاحك بجد وقوة وسيوفقك الله
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الابنة العزيزة أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، صدقتك مجيبتك ابنتنا أ.هدى الصاوي وأصابت في ردها عليك وليست لدي من إضافة هنا غير إحالتك إلى بعض الروابط من على موقعنا عن الأحلام وعن بعض سمات شخصيتك وكذلك عن بعض الظواهر البشرية المشابهة فاقرئي ما تقودك إليه العناوين التالية:
الحاسة السادسة : كيف تصبح نعمة؟
توارد الخواطر : ليس فعلا إراديا
حلم الحمل وحلم المطر
تشاؤم ووسوسة وظاهرة الألفة والله أعلم
ظاهرة الألفة لثاني مرة
كيف أستفيد من أحلامي
حلم تحت قبة الصخرة
الجن الأحمر والزار: التفارق والغيبة والتملك
الجن المخفي: التفارق وادعاء العلم بالغيب
تعدد الشخصية: أرجوك افهمني
ما رأيك بعد كل هذه الإحالات؟ يا ترى ما زلت ترين حياتك غريبة؟؟ نحن في انتظار متابعتك.