السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أشكر جميع القائمين على هذا الموقع المتميز.. وفقكم الله وجزاكم الله خيرا ان شاء الله.. أما بعد..
مشكلتي تكمن في أني طبيب حديث التخرج.. لي جارة تسكن في الشقة التي أمامي.. لم أكن قد تكلمت معها من قبل رغم أني جارها من 5 سنوات.. بعد تخرجي بدأت أفكر في الارتباط.. ووجدت أنها مناسبة لي لتقارب المستوي المادي والاجتماعي وتشابه العادات والعلاقات الأسرية.. وطبعا أعلم هذا كله من خلا جيرتي لها.. قررت أن أتقرب منها أكثر... المشكلة أني علمت من صديقاتها مواصفات فتى أحلامها.. ولا تتوافر في كل المواصفات بالطبع.. وربما حتى ولا نصفها..
لا أدري هل ينبغي لي أن أصارحها مباشرة رغم ما عرفته؟ أم أن هذا سيكون إحراجا لنفسي ولها لا أكثر.. مع العلم أنها تبلغ من العمر 17 عاما وأنا 24 عاما.. أخشي أنها حتى إذا وافقت أن تغير رأيها بعد ذلك.. لا أعلم هل هذا السن مناسب للفتاة لكي تختار شريك الحياة أم لا؟ أرجو مساعدتكم... هل يمكن أن ترفضني لأني لست بمواصفات فتى أحلامها؟ هل المواجه المباشرة شيء والآراء المسبقة التي تقولها الفتاة لصديقاتها شيء آخر؟
هل فتاة في أول سنة لها في الجامعة قادرة على اتخاذ قرار لا تندم عليه بعد ذلك؟
أفيدوني أفادكم الله وشكرا جزيلا لكم.
24/03/2006
رد المستشار
الأخ العزيز...... الدكتور "نادر" السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
كثير من المتزوجين والمتزوجات كانت لهم أحلام وصور ومواصفات خيالية في شريك الحياة المرتقب، وحين تزوجوا أو تزوجن لم يكن الشريك الآخر يحقق كثيرا من هذه المواصفات التي ملأت أحلامهم أو أحلامهن ومع هذا فهم يعيشون سعداء ولا يتمنون غير ذلك، وربما يرجع السبب في ذلك أن الأحلام تكون مليئة بالمواصفات القياسية التقليدية التي تعارف عليها أغلب الناس مثل أن تكون الفتاة بيضاء ورشيقة وشعرها أصفر وعيناها زرقاوتين وخصرها نحيل، وأن يكون الرجل طويلا ووسيما ومفتول العضلات وملئ بالمشاعر (رومانسي) وغنيا، و...... ، و.......
ولكن في الواقع نحن نختار من يلبي احتياجاتنا الداخلية الأكثر عمقا والتي ربما لا ندري عنها شيئا وربما تكون متناقضة مع الصورة الخيالية القياسية التي وضعناها لفتى الأحلام (أو وضعناها لنبهر بها الناس ونتباهى أمامهم)، فالواقع له قوانينه وله حساباته التي تختلف كثيرا عن قوانين وحسابات الخيال. وكما تعرف أنت أن فتاة في سن المراهقة ربما تبهرها مواصفات نجم سينمائي أو أي نجم في المجتمع فتحب أن تتزوج بمثل هذه المواصفات كنوع من التباهي الاجتماعي ولكن ليس بالضرورة أن تكون هذه هي الصورة الحقيقية للشريك الكامنة في أعماقها والمرتبطة بأحداث وعلاقات وصور ذهنية مختزنة في اللاوعي الشخصي لها منذ كانت طفلة صغيرة وحتى الآن.
فنحن لا نختار شريك حياتنا صدفة أو اعتباطا وإنما نختاره بناءا على خبرات ومعلومات وذكريات مختزنة بداخلنا تدفعنا دفعا حين نقابل شخصا معينا أن نقول: "ها هو لقد وجدته" وكثيرا لا نعرف لماذا اخترنا هذا الشريك بالذات لأن برمجة المخ تكون معقدة ومتراكمة بحيث لا نعرف سرها بسهولة.
إذن فالواقع الداخلي له خياراته الغامضة أحيانا والواقع الخارجي له خياراته أيضا، فمثلا ربما تجد فيك هذه الفتاة الزوج المطلوب وربما الحبيب المبتغى فأنت طبيب وينتظرك في الغالب مستقبل جيد إن شاء الله ومازال المجتمع يضع الطبيب في مكانة متميزة، فهي ستفخر أمام زميلاتها بأن خطيبها طبيب، وربما ستجد فيك صفات إنسانية أخرى تجعلها تقبل عليك وتحبك، وربما لا يحدث ذلك، فكل الاحتمالات قائمة ولا يحسمها إلا محاولتك لفتح هذا الموضوع، ويستحب أن يكون ذلك بواسطة طرف ثالث تأمنه على ذلك ويقوم بعرض الأمر على أسرتها وبالتالي عليها ثم نرى ماذا ستكون استجابتها، فإن كانت بالإيجاب فبها ونعمت وإن كانت بغير ذلك فقد تم الأمر بشكل غير مباشر لا يجرح مشاعرك وستشعر أنت أنك حاولت ولم توفق وبذلك تغلق هذا الملف نهائيا وتبحث عن أخرى.
أما عن السن فطبعا كلما زاد السن زادت حالة النضج وزاد معدل الثبات في الاختيار، ولكن مع هذا فالفتاة تنضج مبكرا عن الفتى وخاصة فيما يخص الحب والزواج، وأحيانا يكون هذا السن ميزة حيث تكون أنت أول تجربة حب لها في حياتها وبشكل مشروع وبذلك تضبط موجتها على موجتك (والعكس) ويتم هذا بسهولة أكثر مما لو كانت كبيرة السن وكثيرة التجارب العاطفية الفاشلة.
والآن يمكنك القيام باستكمال آليات الاختيار وهى: الرؤية والتفكير ثم الاستشارة ثم الاستخارة ، وبعد ذلك تقدم عن طريق أحد الأصدقاء أو الأقارب أو الجيران وإن كان فيها خيرا فسيوفقك الله وإن كان الأمر غير ذلك فلا تندم وامض في طريقك وارض بما يقسمه الله لك.