ماتزعلوش مننا م

رد المستشار

 

 

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛
إحنا مش متفقين من البداية من غير زعل!! طب زعلت ليه؟؟ هو اللي يقول الحق في الدنيا دي على طول غلطان!!!

أذكرك من قبل من مشاركاتك السابقة فعنوانك يعجبني ويعكس شخصية لطيفة نتاج تربية صالحة وعلاقة ناجحة مع الوالدين أنت ابنة الموقع وتعرفين جيدا أن لا يمكن أن يكون هدفي تهزئ أي كان ولكن كما تقرين بموضوعية أن الكلام في داخلك مختلف عما كتبته وأنا لم أرى ما بداخلك ولكني علقت على ما قرأت والتربية يجب أن تكون حازمة كي تترك آثارا طيبة فالفأس يشق الأرض ليزرعها بهذا المعيار تصبح كلماتي أرق؟! المؤمنون لا يجب أن يعرفوا اليأس بل عليهم أن يلزموا المحاولة هذا بصفة عامة وفيما يتعلق بك تذكري دائما أن ما أنقده هو السلوك لا الأشخاص.

أحيي فيك اهتمامك بالناس من حولك فأنا أذكر اهتمامك بقريب والدتك الذي كنت تشجعينه على الدارسة والالتزام لأنه لا يسمع من غيرك وهذه الغيرية محمودة ومطلوبة طالما حكمها العقل والخبرة تطبيقا لكون المجتمع المسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا, ولكنك تشغلين تفكيرك بحياة أناس آخرين لن تستطيعي أبدا أن تفهمي أو تستوعبي متغيراتها تماما.

توصف الحياة أحيانا بالمنشور الزجاجي الذي يعكس الضوء من كل زاوية بطريقة مختلفة فلو خطبت أنت أو جميع بنات الحي لن تكون لكن نفس التجربة بطريقة حرفية هناك اختلاف بين الناس في طريقة تعاملهم واستجابتهم للحياة ومتغيراتها وهو السبب وراء اختلاف تصرفاتنا في نفس الموقف.

وعشان خاطر عيونك الحلوين وتعبيرا عن حرص موقعنا على أبنائه سأجيبك عن بعض ما أعتقد أنه يدور في عقلك مثلا أنت قد تتساءلين هل يمكن أن يبدأ الإنسان ارتباطا ما بسلبية ثم تطور فيه المشاعر؟ أو هل يمكن أن تتغير مشاعر الإنسان؟

أجيبك بنعم هناك علاقات تبدأ بإيجابية وإعجاب شديد ثم تنقلب لسلبية وكراهية وندم وقد يحدث العكس والسبب في ذلك هو اختلاف طريقة إدارة العلاقة بين الطرفين, إذا أحسنا معاملة الطرف الآخر ستنمو مشاعر لم تكن موجودة أساسا وهو ما نشير له بالعامية بتعبير العشرة طالما وافق العقل على هذه العلاقة, ومن هنا كان تدخلكم في حياة صديقتكم سببا في إعاقة التطور الإيجابي لارتباطها لم تسمحوا لعقلها أن يتقبله مع ما كان لديها أساسا من ضعف الثقة في نفسها وفي أحكامها.

 

السؤال الثاني كما تقولين هل يحل للإنسان طلب حاجاته بحرام؟؟ طبعا لا والجواب بديهي وإلا أصحبنا ميكيافليين لا إسلاميين فالغاية أبدا لا تبرر الوسيلة. ولكن جزء من النضج يتطلب منا قبول اختلاف الآخرين عنا من حيث القدرة على ضبط النفس -كفاية انه صبر لغاية ما خطب رسمي!!- واختلاف الناس في طريقة تعبيرها عن مشاعرها ناس تؤمن بالعمل وناس يعجبها الكلام.

 

هناك ضوابط شرعية وأخرى اجتماعية فبينما يرى الشرع أن عقد القران هو زواج يسمح بما يسمح به الزواج يرى الأغلبية أن عقد القرآن في وقتنا الحالي ليس سوى صورة من صور تطور الخطوبة القديمة وبالتالي لا يسمح للخاطبين بالخلوة, وتبقى هناك الضوابط الاجتماعية التي تتبنى مختلف التصرفات من أقصى التساهل إلى أقصى التعصب.

 

لاحظي قديما لم يكن الزواج أكثر مما هو عليه الحال مع صديقتك من إيجاب وقبول وإشهار بين الأصدقاء والأهل, في حياتنا الحالية ولفساد الذمم وعدم النضج ننصح الخاطبين بضبط النواحي الحسية فالمثيرات كثيرة وفرص الإشباع بعيدة ولكن لا نستطيع أن نفرض قناعتنا على الناس فلسنا أوصياء على العالم فمثلا لو سألتني أنت هل أفعل لنصحتك بلا ولكن لا تصديه بطريقة سيئة ولا تحتقريه لرغباته التي يعجز عن مقاومتها فهدفنا أن نعمي العين عن عيب الطريق ننصح ولا نحكم ولا نصنف.

 

لا أنصح بمساحة حرية حسية واسعة للخاطب فالرجال لم يعرف حتى الآن كيفية عمل أدمغتهم من ينال مراده يقول سهلة ومن يعاني في الرضا يقول معقدة ولكن البقاء على البر أكثر أمنا في بعض المواقف ومش مهم يستنا شوي الدنيا مش هتطير!!.

 

يا ريت كل الناس تعمل شيك أب عند الطبيب النفسي إحنا مستفيدين من ذلك وربما يجب أن ننادي بذلك في أول مؤتمر قادم زى أطباء الأسنان وأهو اللي مش محتاج علاج يكشف ويطمئن على نفسه وفرصة يقول الحمد لله ولكن بنيتي محنة الذهاب للطبيب النفسي ثقيلة ومكلفة لن نطلبها من غير المضطر لها طبعا هناك بعض المهن يتطلب التخصص فيها كشف نفسي ولكن الزواج لا يعتبر مهنة ولا محنة تحتاج لاستشارة نفسية إلا لدى القليل.

 

عموما جزء من استيائك موجه لنفسك لم تعجبك رؤيتي للموقف لأنها تحملك مسئولية أنت غير مستعدة لتحملها ومع ذلك مبارك التخرج يا خريجة ونبارك إن شاء الله بالوظيفة قريبا. 

ويتبع >>>>>>>>>: ما تزعلوش مننا مشاركة

المستشار: د. حنان طقش