مشكلتي أني أعاني من الرهاب الاجتماعي
بسم الله الرحمن الرحيم أنا شاب كنت حتى سن 20 عام شاب حيوي يملك الطاقة العالية نشاط في كل أمور محبوب من كل الناس كنت متفوق في دراستي كنت لاعب كرة قدم من الطراز ممتاز حتى جاءتني بعض العروض من أندية محلية، بدأت المشكلة وكان لي ابن عمي يحسدني على كل حياتي وحين كان أحد أصدقائي يمتدح في كانت ملامح وجهه تكاد يخرج منها الشر.
في بداية الأمر أصبح يتحدث علي بشكل مخزي ثم يتحدث أني كذا وكذا وأنت تعلم يا دكتور أن الإشاعة تنتشر كنار في الهشيم، أصبحت في فترة من عام 2000 إلى 2005 منعزل على الناس بسبب ما اسمع حولي ولكن كانت هذه الحيوية والنشاط ينخفض سنة بعد أخرى وأصبحت في هذه الفترة انطوائي ومنعزل وحزين وكانوا بعض الأصدقاء يأتون إلي ولكن أنا لا أذهب إليهم وأصبح أصدقائي يتركونني الواحد تلو الواحد وأنا أعذرهم من جميع النواحي أصبح الصديق متفوق أصبح لا يتحدث كثيرا.
تركت كرة القدم وفشلت في دراستي الجامعية وتركت الدراسة ولكن بعد فترة عدت إلى الدراسة وتخصصت في هندسة الكمبيوتر وأصبحت متفوقا في هذا المجال وأصبح لي أصدقاء في هذا المجال لاحظ أصدقاء في هذا المجال ارتفعت معنوياتي بعد التفوق وبهذا التفوق أصبحت نفسيتي للحياة أحسن قليلا.
لابد انك يا دكتور تقول ما مشكلة هذا الرجل؟ مشكلتي أني لا أستطيع أن أواجه الناس وعند المواجهة أتصبب عرقا وأصبح منكس الرأس ولا أستطيع أن أنظر إلى أي شخص مما يسبب لي إحراج أنا ومن معي، أيضا عند الأكل أصبح منكس الرأس وإذا نظرت فلا أنظر لشخص عين بعين وإلا يصبح النظر متشتت وأنظر في أماكن أخرى في الجسم وإذا تحدث معي شخص فأصبح انظر من يمين والشمال أشتته حتى لا أنظر إلي مشكل.
أصبحت أريد أن أعرف ما مرضي وإذا جلس شخص مقابلني لا أستطيع أن أرفع رأسي مع خجل شديد وإذا نظرت فلا أنظر إليه أصبح هناك ألم في الرقبة بسبب هذه المشكلة، هناك ثقل في جسمي تركيزي ضعيف أنظر بنظر شديد دائما الفكر مشتت أفكر كيف أقابل شخص لا أتحدث كثيرا مما يسبب لي إحراج أريد حلا لهذا الأمر مع ملاحظة أني أريد علاج لهذا الأمر وأنا مصر على التغير وأريد أن أغير كل هذا لأني في السابق لم أكن أفكر في مثل هذه الأمور.
أنا أعلم بأني ثقتي في نفسي مهزوزة واعلم يا دكتور أنه في خلال هذه السنوات استهزأ بي كثير من الناس ولكن ثقتي أني سوف أعود كما كنت كانت آمل ليه في استمرار في هذه الحياة مع العلم أني لم ولم أفكر يوم في الانتحار وأنا متفوق في مجالي العلمي.
أنا اعلم باني قد أطلت عليكم ولكن لكي أضع الدكتور في عين الحدث، أريد حلا وأريد استشارة مع العلم أنا في بلدي لا يوجد أطباء نفسيون جيدون أريد التواصل معه وأن أذهب إليه إذا تطلب ذلك، ولكم جزيل الشكر أخوكم المتفائل دائما والصلاة والسلام على خير خلق الله محمد صلي الله عليه وسلم.
01/09/2006
رد المستشار
صديقي
أعتقد أن مشكلتك على وشك الحل بما أن عقلك الباطن أعطانا الحل في شكل المشكلة الأساسية.. لقد قلت في خطابك "هناك ثقل في جسمي تركيزي ضعيف أنظر بنظر شديد دائما الفكر مشتت"... وأريدك أن تنظر إلى الكلمات بتمعن... قلت أنك تنظر "بنظر شديد"... وهنا تكمن المشكلة والحل معا.. عندما تنظر بشدة إلى أشياء كثيرة في نفس الوقت فمن الطبيعي والإنساني أن يثقل جسمك ويضعف تركيزك ويشتت فكرك.. وكيف لا يحدث إن كنت في حالة نظر شديد لأشياء عديدة في نفس الوقت.
الحل يكمن في عدة نقاط ولكن قبل استعراضها، يجب أن تبقي في ذهنك وتركز على حقيقة أنك كنت ثم لم تكن ثم عدت متفوقا وفعالا، وطورت وحسنت من نفسك وانتشلت نفسك بنفسك... لقد فعلت هذا وحدك.. وإليك النقاط:
أولا: ما الذي يخيفك في الآخرين؟ أهي الشائعات من الماضي والتي لا يعرفون عنها شيئا؟
ثانيا: ما الذي يجعل هذا الشخص الذي أصدر الشائعات وحسدك مرارا وتكرارا يمتلك كل هذه القوة والقدرة عليك؟ أهذا يحدث بدون اختيارك بأن تؤمن بأن كلامه مصدق من كل البشر وحتى ممن لا يعرفونه وممن لم يعرفونك؟ كيف آمنت بهذا ولم الإصرار على الإيمان به؟ ألديك دليل عليه؟
ثالثا: يمكنك أن تتدرب على الارتياح أثناء النظر في عيني الآخرين.. ابدأ بالنظر في عيني شخص في صورة فوتوغرافية.. مع العلم بأنها صورة ومجرد صورة، يمكنك أن تسترخي عن طريق التنفس العميق والبطيء أثناء النظر إلي نفس الصورة مرارا وتكرارا... ثم افعل هذا مرات أخرى مع صور مختلفة لرجال ونساء ومجموعات وتخيل نفسك تنظر في أعينهم بثقة وألفة ورغبة في التعرف بهم.. هذا تمرين ذهني يضعك في موقف مشابه للذي تخافه ولكن في أمان منزلك وانفرادك بنفسك حتى تصل إلى الثقة التي تريدها..بعد ذلك، يمكنك أن تبدأ في النظر في عيني أصدقائك المقربين والذين تعلم جيدا أنهم يقدرونك بالرغم من نواقصك مثلما تقدرهم بالرغم من نواقصهم وأخطائهم...
ثم يمكنك بعد ذلك إطالة مدة النظر إلي وجوههم وأعينهم تدريجيا مع الحرص على التركيز في الحوار والتفاعل معهم والتعلم منهم (بتقليد ما هو مفيد فيهم) بدلا من الانشغال بمسألة النظر إليهم.... افعل هذه الأشياء حتى تصل إلى هدفك... لن يحدث التغيير سريعا ولكنه سيحدث لا محالة إن أردت وشحذت طاقتك وإصرارك على الوصول إلى هدفك.
مع التدريب والتعود سوف تكون قادرا على مواصلة الحديث والحوار وأنت تنظر في وجه أو عيني الآخر بمنتهى الراحة... ثم ستكون في منتهى الراحة وأنت تتحدث مع أو إلى مجموعة كبيرة من الناس.. أعلم هذا لأنني كنت خجولا جدا ولقد وصلت لهذا من خلال التدريب.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
* ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الأستاذ علاء مرسي غير أن أحيلك إلى بعض الروابط التي ستفيدك مثل:
يحدث في أوطاننا:صناعة الرهاب الاجتماعي
عبادي والرهاب (الخوف) الاجتماعي
الرهاب الاجتماعي: الاسترخاء ثم المواجهة
الخوف الاجتماعي: ضرورة المعاناة للعلاج
الرهاب الاجتماعي: آخر مرة
وأضيف لذلك أن نص إفادتك يشعرني بتخوف من أن تكون المشكلة أكبر مما تحسبه، ولذا أنصحك بتجريب ما نصحك به مجيبك فإن لم تستطع القضاء على كل مشكلاتك التي اشتكيت منها فإن التوجه إلى الطبيب النفسي يصبح أمرا لا مفر منه، وأهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.
واقرأ أيضًا: رهاب اجتماعي أم مشكلة أعمق؟ م