أتمنى حياة سعيدة..!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ أعزائي، قبل أسبوع تقريبا بلغت العشرين سنة وكنت أتمنى دائما أن أصبح شخصية رائعة ببداية هذا العمر، ولكن هذا لم يتحقق وها أنا الآن أدرس في السنة الجامعية الثالثة، قرأت مواضيع كثيرة في موقعكم عن ضرورة أن يكون التخصص الدراسي موافقا للميول حتى يبدع الإنسان فيه، وسؤالي هو هل يستطيع أن يبدع الإنسان في مجال لم يدخله عن حب ولكنه مع الوقت رضي بالواقع وتأقلم؟؟ لقد غيرت تخصصي أكثر من مرة لخوفي من أن لا أرتاح في المجال الذي أدرسه وبالتالي لا أبدع فيه ولقيت كفايتي من اللوم من قبل أهلي ولكنني ببساطة لا أعرف نفسي ولا أعرف ما أريد، وخوفي من المستقبل وتخيلي الكثير له يزيد الطين بلة، أرجو أن تساعدونني في هذا الأمر وتعلموني طريقة التوكل على الله.
أود أن أخبركم بأني قرأت موضوعا قديما لكم بعنوان اختيار مجال العمل..السهل الممتنع! واكتشفت أني شخصية فنانة، فهل مجال التغذية مناسب لي.
مشكلتي الثانية هي أنني لا أستطيع أني لا أثق بنفسي، فعندما التقي أحدا من الناس أشعر بالارتباك أحيانا ولا أدري ما أقول، هذا إن كنت قلقة، أما عندما أكون على طبيعتي فإني أكون رائعة ومرحة، أريد أن أتخلص من هذا القلق الذي لا مبرر له فهو يأتي أحيانا ويضايقني كثيرا، فأنا أفكر في ما أقوله، وأنبهكم بأن هذه الحالة لا تأتيني دائما وإنما أحيانا وتشعرني هذه الحالة بأن هناك حاجزا بيني وبين الطرف الآخر.
أعزائي، أنا إنسانة طموحة وطموحي كبير ولكن بعدما دخلت الجامعة ووجدت الفرق في الاهتمام من قبل أهلي بين الثانوية والجامعة أهملت نفسي وأضعت مستقبلي فأنا عاطفية جدا أحب أن يهتم بي والداي وأن يسألا عني ولكن حدث العكس، أدرك أني كبرت ولكني أحب الاهتمام ومن غبائي لجأت إلى الشبان أحادثهم حتى ألقى الاهتمام ولكني أدركت أن هذا ليس هو الحل ولكني الآن بعد تركهم أصبحت أحتقر نفسي لأني خنت ثقة أهلي الطيبين.
أريد أن أتغير وأصبح محل ثقة الجميع وتقديرهم وأن أنظر إلى نفسي نظرة احترام وتقدير وعدم تصغير وأود أن لا أفكر في مستقبلي بل أتوكل على ربي أود منكم أن ترشدوني إلى الطريق الصحيح. آسفة جدا على عدم الوضوح لأني ببساطة هكذا من داخلي.
تقبل الله مني ومنكم صالح الأعمال، ويا رب أعتق رقابنا جميعا من النار في شهرك الكريم هذا.
وجزاكم الله خيرا على جهودكم.
29/09/2006
رد المستشار
لا بل أريدك أن تفكري في مستقبلك فإذا لم تفكري فيه فلن تكوني....
فأراني مكانك منذ سنوات... كنت مثلك وكأني أقف على قارعة مكان فسيح وأمامي طرق كثيرة.... وأفكار وتساؤلات أكثر... ووسط ذلك أنا صغيرة أسمع كلمات أؤمن ببعضها... وأشاهد مواقف وأشخاص... تتملكني رغبة أن أجرب أشياء... وأشياء تشدني وأخرى تجذبني وأحيانا كثيرة كنت أهرب ولا أريد أن أفكر!! ولكن ماذا بعد؟
فلقد علمتنا الحياة أن نباغتها ولا ننتظر منها المكافآت على طبق من ذهب علمتنا أن 5x 5 ناتجها غير 5+5 ولكن يبقي رقم"5" هو الأصل الذي لا يتغير وهذا هو أنت، فأنت هذا الرقم الثابت بأفكارك بنفسك وتستطيعين أن تبدعي منه وفيه الكثير والكثير.
فأنت الآن في عامك الثالث فنجاحك في خلقك لأحلامك وتنفيذ طموحاتك من خلال واقعك فلو أردت أن اسرد لك مئات الأمثلة التي تخدم شخصك كفنانة من خلال التغذية لما كفت صفحات موقعنا وسأتبع الإجابة لك بصور لايميل وصلني عن مسابقة كان اسمها "فن البطيخ" غاية في الفن والذوق الرفيع وغاية في الإبداع.... وانظري معي:
إذن النجاح ليس إحراز مكانة بعينها ولكن النجاح هو تحقيقه من خلال مكانك!!
أما اهتمام والديك بك فهو أهم من موضوع ثقتك بنفسك فضعف الثقة بالنفس كالفيروس يأخذ دورته ويرحل ويسري عليه قانون العدوى بين البشر فمخالطة الواثقين بأنفسهم مع التدرج والتدريب ستمحو أي اهتزاز يداهمك في ثقتك بنفسك، ولقد تحدثنا في الثقة بالنفس كثيرا وأرجو منك مراجعة تلك الروابط:
التفوق الدراسي والثقة بالنفس
فقدان الثقة بالنفس
الثقة بالنفس: ممكنة إن شاء الله
الثقة بالنفس: كن واضحا وصريحا ومحددا
كيف أبني ثقتي في نفسي؟
عدم الثقة بالنفس: تأقلمٌ أم قلق واكتئاب؟
كيف تنمي ثقتك بنفسك متابعة
نعود لاهتمام والديك بك وسأبدؤه بسؤال... ما هو الاهتمام من وجهة نظرك؟ هل هو حنو والدتك عليك ليلا؟ أم تحضير الطعام المفيد لك؟ أم خفض صوت التليفزيون لأنك تذاكرين؟ فالاهتمام يا حبيبتي معنى وإحساس فهل تحتاجين مني أن أدافع عن حبهما لك؟؟
فمن الاهتمام الواجب عليهم الآن أن يجعلاك معتمدة على نفسك! والحياة أدوار ولقد جاء دورك فاخلقي أنت المشاركة وافتحي الحوار معهما فأحيانا كثيرة ننتبه لشيء أو شخص ليس عندما نراه ولكن عندما يركل بقدميه قائلا أنا هنا أنا موجود!
وهذا ما تخطئين فيه حين خدشت ستر الثقة الذي وهباك إياه عندما تحدثت للشباب فأنت تملئين تلك المساحة -الاحتياج لشعورك بوجودك- بهم فأنت تحتاجين لمن يشعرك بأنك موجودة وأنك لست هواء تريدين من يحدثك عن نفسك وأحلامك وما ترغبين وما تكرهين ولكن هذا البديل بديل سراب... فالفتاة تقع في خطأ كبير حين تفصل بين الحب والزواج والواقع وكذلك حين تتداخل عندها المساحات بين العلاقة العامة والعلاقة الخاصة، فأنا أستطيع أن أفهم أن هناك ميلا فطريا تجاه الجنس الآخر لكن ما لن أفهمه هو أن يترجم هذا الميل بعبث يجعل منك الخاسرة الوحيدة فيه.