أريد حلا
أنا شاب في الثانية والعشرين من عمري أعمل محاميا ومتقدم لوظيفة وكيل نيابة، أعيش مع والدي ووالدتي فقط في مستوى اقتصادي مرتفع وقررت الزواج
وكعادة أبي أنه يجب أن يتدخل في كل تفاصيل حياتي فاختار لي زوجة من نفس القرية التي نعيش بها لأن أباها مستشار وأخواتها وكلاء نيابة ودكاترة ومليونيرات لكني لا أحبها فهي لا توافق طباعي من عدة نواحي مثل الدين والأخلاق ولا تتمتع بالجمال الخلقي والأخلاقي الذي كنت أريده
وأبي يصمم أن أرتبط بها وإلا فسيغضب علي ولا يشارك في زواجي وأنا بارٌ به منذ ولادتي وهو مسن ومريض بالقلب وأي انفعال يؤثر على قلبه وفعلا تقدمت رغما عن أنفي لخطبة هذه الفتاة ووافق أهلها بشرط أن تكمل دراستها أولا أي بعد سنتين
ووافق أبي على ذلك الشرط رغما عني وأنا لن أستطيع أن أصبر عامين بدون زوجة لأني أريد أن أحصن نفسي بسرعة لأن شهوتي قوية جدا والفتن أمامي من كل جهة
فماذا أفعل وأبي يوافق على هذا الشرط ويرفض أن أرتبط بغيرها وأنا بين تعاسة نفسي وإرضاء والدي أقف حيران الفؤاد قلق الأحشاء،
أرجو الرد باهتمام سريعا.
1/10/2003
رد المستشار
الأخ الكريم: أهلا وسهلا بك وشكرًا على ثقتك في صفحتنا استشارات مجانين، الحقيقة أن ما تشتكى منه يعتبر أمرا شائعا في الكثير من مجتمعاتنا، حيث يختار الوالدين بالنيابة عن أبنائهما كل الاختيارات بدءا من اختيار ملابسهم وطريقة حياتهم وانتهاءً باختيار مجال الدراسة والعمل وشريك الحياة، وبالطبع كل اختيار من هذه الاختيارات يأتي في الأغلب الأعم محققا ومراعيا لرغبات الوالدين!
وخطورة هذا الأمر تظهر في عدة جوانب منها أنها تلغى قدرة الأبناء على الاختيار، والقدرة على الاختيار هي مهارة تكتسب بالتدريب والتعلم والاستفادة من الوقوع في الخطأ، والمشكلة الثانية تكمن في أن الأبناء دائما وأبدا لا يشعرون بالرضا عن اختيارات الوالدين ويكرهان كل ما هو مفروض عليهم، والمهم في قصتك أن من حقك ومن واجبك على نفسك إلا تقبل بخيار والدك لأنه يناسبه، فمن أوجب حقوقك التي كفلها لك الإسلام أن تختار شريكة حياتك عن قناعة، فإذا لم تكن مقتنعا بهذه الفتاة فلا تظلم نفسك ولا تظلمها معك وواجه والدك بحسم ولكن بكل أدب وأصر على اختيارك، واستعن بمن له قدرة على إقناعه من حكماء الأهل أو الأصدقاء، المهم ألا تقبل الزواج بفتاة لا ترغب فيها حتى لو كان ذلك تحت ضغط الشهوة واحتياجات الجسد، لأنك بعد أن تقضى وطرك وتطفئ نيران جسدك المتقدة ستقف لتسأل عن جدوى ما فعلته بحياتك، وستشعر دوما أن هناك ما ينقصك لأنك زوجتك فرضت عليك.
النقطة الوحيدة التي أدعوك لمراجعتها قبل أن تتخذ قرارك هو أن تنظر لهذه الفتاة بعين العدل ولا تنظر إليها على أنها اختيار مفروض عليك، فد يكون شعورك بأنها فرضت عليك هو الذي يجعلك ترى فيها عيوبا غير موجودة، فإذا وجدت بعد هذه النظرة أن هذه الفتاة قد تصلح لك، فيمكنك هنا أن تتفاوض مع والدك ليطلب من أهلها أن يتم الزواج مبكرا على أن تتعهد ولو كتابة بأن تسمح لها بإتمام دراستها وعلي أن تضع في اعتبارك أهمية أن تفي بوعدك وتساعدها وتخفف عنها ضغوط الحياة وفي كل الأحوال يفيدك أن تراجع معنا المقال التالي على موقعنا: "فن اختيار شريك الحياة (5)"
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي: الأخت السائل أهلا وسهلا بك على صفحتنا استشارات الحقيقة أن الأخت الزميلة د.سحر طلعت قد أحاطت في تعليقها على مشكلتك بمعظم جوانب المشكلة، لكنني أود فقط أن أضيف نصيحة لك أيضًا بقراءة الردود السابقة لمستشارينا على استشارات مجانين تحت العناوين التالية:
اختيار شريك الحياة هل من ضابط
السن المناسب للزواج
وجهة نظر حول الحب مشاركه
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
وفي النهاية نكرر شكرنا لك على ثقتك بصفحتنا وإن كان الاسم الذي اخترته لبريدك الإليكتروني يستفزنا بشكل غريب، ونحن لن نقول ما هو طبعا إلا إذا وضحت لنا أنت ماذا تقصد بهذا الاسم، وأهلا ويهلا بك دائما فتابعنا بأخبارك.