البنات ألطف الكائنات
شكر وإضافة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛ سبق وأن أرسلت لكم مشكلتي والتي عنونتم لها البنات ألطف الكائنات بتاريخ 2006-3 وأشكركم كثيرا على اهتمامكم وردكم في هذه الرسالة أود أن أضيف بعض الأمور والردود وهي أنه ليس هناك أي مشكلة لدي في من الأفضل الإناث أم الذكور ولكن اسمحوا لي أن أقول بأن المجتمع أو الناس المحيطون لديهم أفكار عوجاء في ذلك مثال: فتاة تريد الذهاب إلى السوق بمفردها لتحضر شيئا خاصا بها تمنع من ذلك لا بد لها أن تنتظر أباها المشغول دائما أو أخاها الذي سوف يهينها لمجرد تلبية طلبها وتتذلل إلى هذا وذاك أي أنك أيتها الفتاة لا تستطيعين أن تقومي بشئونك حتى وإن كانت تافهة لا تحتاج إلى عمل كبير ولربما وصل الحد إلى أن من قامت بدق المسمار في الحائط في المنزل اعتبرت ذكرا وهي تتشبه بالرجال مما يجعلني أقوم بالجدال وعدم الاتفاق.
وما يغيظني كثيرا هو احتقار المرأة ونسبة المساوئ لها والتعميم الخاطئ مثال: ((النساء كلهن مسرفات)) ((المرأة ضعيفة ولا تستطيع أن تقوم بعمل)) ((المرأة لا رأي لها)) ((كل النساء غبيات)) ((كلهن جاهلات وأميات)) ويستشهدون بما يرونه سواء كان صحيحا أم لا وأما ذكركم أنني أأخذ مواقف حرجة من العديد من الناس فهذا وإن كان صحيحا إلى حد ما ولكن ليس إلى حد كبير حيث أن لي علاقة طيبة مع بعض الصديقات والمدرسات حيث أنهن يفتخرن بي كثيرا.
ولكن هناك بعض الناس يستفززني كثيرا عندما يطرحون بعض الأفكار المغلوطة والآراء العجيبة، كاحتقار بعضهم البعض وكالاستهزاء بالآخرين وبأشكالهم حيث أنني لا أستطيع السكوت عن الحق أو تمالك نفسي فأثور كالبركان وأغضب مع من لديه أفكار عجيبة حتى وإن كان أكبر مني أو بعمر جدي وأعتقد أن ذلك قد يؤدي بوصفي بقلة الأدب وعدم احترام كبار السن وغير ذلك فهل يعني أن يسكت الصغير عن أخطاء من هو أكبر منه؟ حتى وإن واجهته بلباقة واستخدم التلميح قد لا يفهم وإن فهم فهو يتجاهلك احتقارا لك كونك امرأة إن كان رجل أو أصغر منه إذا كان كبير أو كبيرة.
وبالنسبة إلى الشكل فلي سؤال هنا وهو كيف للإنسان أن يلفت نظر من حوله إلى عمره الحقيقي بأناس أول ما يلتقي بهم مثال: جلس شخص كبير شكله صغير مع مجموعة أشخاص كبار بنفس السن أو أكبر قليلا فيستغربون من تواجد هذا الصغير بينهم ويشرعون في طرده من بينهم أو أن يكون في تجمع فيه الكبار في العقد الثالث وما فوق وأشخاص من عمره فيختارونه هو أن يقوم بخدمتهم أو الضيافة ظنا أنه صغيرا أو هكذا بمعنى أن الإنسان لا يحتقر نفسه بل من هم أكبر منه قد يحتقرونه. فكيف يعاملهم؟ وهناك أمور أود أن أضيفها أو مشاكل أو أعراض ألاحظها على نفسي كثيرا (قلق -حزن -اكتئاب -توتر -خوف رهبة اجتماعية- تردد- ضعف في اتخاذ القرار-نسيان).
حيث أنني كئيبة جدا أشعر وكأنني سوف أبكي بسبب أو بدون سبب أشعر بالضيق ومن يراني سريعا ما يلحظ ذلك على مقطبة الجبين حزينة وكأن قريبا أو عزيزا لي قد مات وأتأثر كثيرا بسماع المآسي والأخبار المؤلمة وكذلك بمشاكل الناس وهمومهم ربما كوني حساسة أو عاطفية وكذلك إذا قرأت عن أمراض الناس ومشاكلهم النفسية والعضوية أتأثر جدا لدرجة أنني أحيانا قد أشعر وكأنني أنا صاحبة المشكلة. هل هي وساوس أم ماذا؟ أن ينتابني مثل ما ينتابهم أو أشر أن لدي نفس مرضهم وكذلك أخاف كثيرا من نداء أن أحدا مات.
((عدم نشر مابين القوسيين- ربما خوفي على أمي حيث أنها مريضة مرضا خطيرا وألوم نفسي كثيرا على تقصيري معها حيث أدعها تعمل وإن كان ذلك برضاها. وكذلك أنا كثيرة الشرود الذهني خاصة عندما أكون بدون عمل ومع الناس فأكون بينهم ولكن لست معهم فكريا وقد يلاحظون ذلك فيتساءلون مستغربين ويتضح ذلك جليا إذا كنت بمفردي مع صديقة فلا أركز مع كلامها وإن ركزت فلا أعرف بماذا أرد وأحيانا أقوم بأسئلة غريبة لا علاقة لي بها فيتعجب من أمامي)).
أرجو عدم نشر مابين القوسين وأنا كثيرة التأثر بالمواقف التي سبق أن حدثت لي وإن كان البعض يعدها عادية كمواقف أهنت بها ولم أرد اعتباري أو لم أستطع الرد حيث أتضايق كثيرا وأحتقر نفسي وأزدريها وأشعر أنني أصبحت عديمة الكرامة والعزة وإن كانت تلك المواقف تعد عادية ممن لا كرامة عندهم. وعندما أنظر إلى من هم في سني أو أكبر قليلا وقد تفوقوا كثيرا ووصلوا إلى مراتب عالية سواء في الدين أو الدنيا أتحطم كثيرا وأصاب بالإحباط وأنني أنا لم أقدم شيء مفيد أو أصل إلى أي شيء.
((-عدم نشر ما بين القوسين- وإن كنت أدرس في الجامعة)) وأنا كثيرة التفكير كذلك بالمستقبل إذا حدث كذا ماذا سيحدث لي وإذا تم كذا ماذا سأفعل سواء بالمستقبل القريب أو البعيد. أرجو عدم نشر الأمثلة التالية مثلا هناك زيارة بالغد لأحد المعارف الأقارب أو الأباعد لأول مرة أو سبق من قبل الذهاب فيستمر التفكير في دقائق الأمور ماذا سأتكلم إذا قال كذا وكيف سأذهب وووو وإن كان هناك مشكلة لا يمكن أن تحل إلا بعد شهر أو أكثر أبقى متوترة من وقت حدوثها إلى أن تحل وكذلك إذا أراد أحدا زيارتنا مثلا أتوتر كثيرا كيف سأقابلهم ما الضيافة وبأي مكان سيستقبلون ووو وأضع في الحسبان ألف أمر وأمر أشياء قد تحدث وأشياء لا تحدث أبدا وأحيانا قد أنتفع من تفكيري ذلك حيث قد أتفادى بعض الأمور المفاجئة مثال أريد أن أكلم أحدا بأمر كمسؤول أو معلم أو مدرس أو أي أحد فأفكر إذا قال كذا ما أقول وإذا شتمني كيف أرد وهكذا. ربما سبب كثرة التفكير قد أحجم عن الأمر من أوله وأتراجع.
وأنا كثيرة التردد عندما أريد أن أشتري شيء وإن كان سخيف وخاصة إذا كان من حاجاتي فلا أستطيع أن أجزم بالشراء أم لا أتردد كثيرا إذا أعجبني شيئين أبقى وقتا طويلا في الترجيح بينهما ربما لتعودي عندما أشتري أن تشاركني أمي الاختيار وأبي أحيانا ((عدم نشر ما بين القوسين- وكذلك يأتيني في أحيان كثيرة نسيان شديد حتى أنني قد أنسى حاجاتي الضرورية في المنزل أو في الأماكن العامة أو عند الناس وقد أتركها سريعا وأحيان بعد فوات الأوان نسيان مواعيد ضرورية نسيان دروس قد حفظتها وكذلك أشعر بالخوف عندما أكون بتجمع كبير وخاصة إذا كنت بفردي ربما لأفكار تنتابني من نظرات الناس أو أشعر أنهم سوف يهينونني لا أعلم ما السبب بالتحديد وإذا أراد أن يكلمني أحد أفزع ربما لتوتري))
وأحيانا أشك في أشخاص بسبب مواقف فعلوها معي فأصبح أشك في أي فعل منهم وأحيانا يكونون لا علاقة لهم مما يجعلني أتخيل أمور وأستنتج نتائج سيئة وقد أتحاشى الحديث عند رؤيتهم أو أكلمهم بعدوانية وقد يستغربون لذلك. هل أحتاج إلى طبيب نفسي أم يكفي قراءتي في الكتب وعلاج نفسي بنفسي؟
هذا بعض من مما أود كتابته وأرجو منكم مساعدتي
والسلام عليكم.
06/07/2007
رد المستشار
ابنتي الطيبة؛
مرحبا بك بعد عام ونصف على مجانين. في الحقيقة تحمل رسالتك الكثير الكثير من التفاصيل المهمة، ورغم أنها رسالة طويلة إلا أنني أشكرك بشدة على ندرة الأخطاء الإملائية والنحوية بها، وهذا ما نفتقده كاستشاريين في تصحيح معظم الاستشارات التي تأتينا لغويا.
ابنتي الغالية؛
واضح من رسالتك يا ابنتي أنك تعانين من شخصية قهرية وبعض الرهاب الاجتماعي ولكن بدرجة بسيطة يمكنك التغلب على كل تلك الأعراض بمداومة القراءة عن تأكيد الذات وتنمية القدرات الشخصية، فما هي أعراض اضطراب تلك الشخصية القهرية لديك؟
أولا: أنت دقيقة جدا ومدققة عادة في كل ما تفعلينه، أنت أيضا مترددة في اتخاذ أي قرار حياتي ولو بسيط،
ثانيا: أنت تقضين أوقاتا طويلة في إجراء حوارات طويلة عن السيناريوهات المتوقع حدوثها في الأيام القادمة من حياتك،
ثالثا: أنت حية الضمير جدا، وهذا الضمير الزائد يلهب ظهرك بسياط تأنيب ضميرك دائما، وعلى أشياء بسيطة قد لا تستحق كل هذا اللوم منك،
رابعا: أنت أحيانا تفتقدين المرونة، ويكبر الموضوع في رأسك؛ وبالتالي يحدث الصدام مع الكبار ومع الأقوياء والشرسين أحياناً، وهنا لابد من عملية حساب دقيق للقوى، والذكي اجتماعياً هو الذي يتجنب الوقوع في معارك يخرج خاسراً منها حتى نفسه، وهنا تأتي أهمية المرونة واللباقة في مثل تلك المواقف، وذلك كي يخرج منها الشخص العاقل بأقل الخسائر.
أختي العزيزة؛
غالبا ما نجد ارتباطاً ما بين الشخصية القهرية ووجود الرهاب الاجتماعي لدى نفس الشخص، وهذا واضح لديك في تجنبك الجلوس مع مجموعات من الآخرين، وبالذات الأغراب عنك، وأثناء بعض المناسبات الاجتماعية مثل الأعراس والعزاء وأعياد الميلاد والحفلات العامة وفي أيام الأعياد، وأنصحك أن تشاركي في هذه المناسبات بصورة تدريجية وفي وجود غطاء اجتماعي جيد لك في أثناء حضور بعضاً من تلك المناسبات، من أهل محبوبين وأقارب مرغوب فيهم وأصدقاء أعزاء.
ابنتي الفاضلة؛
إلى الآن يمكنك الاعتماد على القراءة، وبرامج تأكيد الذات مع نفسك، أو مع من تحبينهم وتثقين بهم من الأهل أو الأقارب أو الأصدقاء، ولكن لو زادت الأعراض لديك فليس هناك حل إلا ذهابك لطبيب نفسي يعطيك أحد مضادات الاكتئاب والرهاب والوسواس مثل الماس، وإن لم تخني الذاكرة فقد كنت تشكين من أنك تبدين أصغر كثيرا من عمرك الحقيقي، وهذا قد يسبب لك إحراجا في بعض المواقف، وفي هذه الحالة أرشح تناولك لعقار "أنافرانيل" تحت إشراف طبيب أو طبيبة نفسية، والذي سيضيف إليك بعضا من الكيلوجرامات زيادة في وزنك، وبالتالي يظهر عليك ملامح عمرك الحقيقي،
واقرئي على مجانين:
الرهاب الاجتماعي: الاسترخاء ثم المواجهة
أريد التخلص من خجلي: برنامج علاجي
نطاق الوسواس القهري
صعوبات اجتماعية : لأنني بنت!
ابنتي الطيبة؛
أجمل تمنياتي بتحقق كل أمالك، واختفاء كل الأعراض التي تشكين منها، وتابعينا بأخبارك.