ضحية أسرتي... قد أخسر زوجي.!؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
عندما سافر والدي للسعودية للعمل بكلية الشريعة أستاذ لأصول الدين كان أول عامين فقط عادل بيننا، اشترى أرض وكتبها بسمائنا نحن الأربعة ولدان وبنتان، بعد ذلك تحت إلحاح أمي وأكيد لقي ذلك قبولا في نفسه أصبح المال الذي يأتي به مال إخوتي الصبيان وعندما تزوجت حتى الذهب الذي اشتراه لي عندما كنت بنتا أخذه وجهزني بجهاز بسيط جدا رغم الأموال التي كانت معه وحدث لي حادث سيارة بعد الزواج فإذا بإخوتي يأتون ويأخذونني بعد الحادث ويقنعونني أن أمضي على أوراق حتى يستطيعوا بناء الأرض التي بأسمائنا فإذا بالأوراق مزورة وإذا أنا أمضي على أوراق بيع مع قبض الثمن للأرض الوحيدة التي كتبها بأسمائنا وطبعا اكتشفت ذلك بعد 20سنة ثم كتب كل أمواله وعقاراته بأسماء إخوتي الصبيان وبعد 30عاما من العمل في كلية الشريعة لم يعد يمتلك أي نفقته على الرغم من أنه كان يعمل أستاذ بكلية أصول الدين..
المشكلة الأخرى، عندما قررنا أن نشتري أرض ولم يكن معنا مبلغا كبيرا فأرشدنا أخي إلى أراض في مكان في القاهرة غير مسجلة وبعد تسجيلها يكون ثمنها بالملايين وكانت الأرض عبارة عن قطعتين كل قطعة 75 متر، الأولى على شارع رئيسي والأخرى إلى جانبها في شارع جانبي جيد وكان الاتفاق على أن الأرض الأولى التي بها مشاكل جمة 200ألف جنيه وهي الأساسية والأرض الأخرى ب 60ألف جنيه ولم يكن عليها مشاكل وأجبر أخي زوجي أن يكتب له عقد بيع ابتدائي حتى يتمكن من كتابتها باسمه ولأنه أخي وكنا نتوسم فيه الصلاح فقط وافق زوجي ولم يخبر أخي أبي بهذا الموضوع وبعد مدة أخبرته أنا وكنا في فترة سداد مبلغ 200ألف الأولى بالدولار فذهب أبي ورأى مميزاتها وبالاتفاق مع أختي اتفقوا على أن يكتبوا الأرض بالعقد الابتدائي الذي مع أخي بأسماء إخوتي ثم يكون لها نصيبا منها ثم ذهب هو بنفسه واشترى لهم الأرض المجاورة 60ألف جنيه وباءت محاولاتي بالفشل لأخذ الأولى والثانية،
ثم تحت إلحاح أمي وافق أبي على أن يكتب الأولى باسمي وطبعا ليس لها أي فائدة بدون الثانية وإذا أردت الثانية أشتريها ب 280ألف وتحت كم المشاكل الهائل الذي كنت معهم قال لي زوجي أن أعطيها لهم وآخذ ما أعطيه لأنهم لن يقبلوا أن يدفعوها في ثمن شراء حقي وقد أصبح مليون جنيه طبعا أعطوني المبلغ بالجنيه المصري وبأقل من المبلغ الحقيقي وكنت قد أعطيتهم المبلغ بالدولار.
ومنذ ذلك الوقت وقد تحول قلبي بالنسبة لهم إلى حجر صحيح أنني كلما نزلت سلمت عليهم وذلك حتى لا أقطع الرحم فقط بدون زيادة أو كلام معهم رغم أننا نسكن في نفس العمارة وكان من نتيجة ذلك أيضا أن أصبح زوجي معي يعاندني وكأنني السبب في ذلك طبعا فقد فقد أمواله كلها بعد أن كان قد منى نفسه بشراْ أرض بالملايين بل ويسأل عن ثمنها الجديد كلما أتيحت له الفرصة لذلك، فلم يصبح حتى معه رأس مال وأصبح يتصيد لي الأخطاء وشتائم وإهانات وضرب مبرح بدون ذنب.
ما رأي الشرع في هذا الأب وهؤلاء الأخوة والأخت، وما رأي الشرع في كيفية التعامل مع إخوتي وقد وزع أبي أمواله عليهم وهو عايش بدون أثاث ثم حرضهم على أخذ أموال زوجي؟
24/08/2007
رد المستشار
أهلا ومرحبا بك على صفحة استشارات مجانين، أعتذر عن التأخر في الرد عليك حيث أنني في أجاز ة من الاستشارات من شهور، وبرغم أنني أخبرت مؤسس الموقع مرات كثيرة عن اعتذاري عن الرد على المشكلات التي يرسلها إلى إيميلي، وقد أصر د.وائل أن أجيب على هذه المشكلات...
على أي حال فإن موقعنا يقدم في الأساس استشارات ونفسية واجتماعية وبعض الاستشارات الخاصة بتربية الأطفال، وليس من تخصصنا الجانب الشرعي... ذلك أنى لاحظت أن أسئلتك الموجودة بآخر المشكلة تبدأ "بما هو رأي الشرع"....
سأتناول الجانب النفسي من المشكلة وأتحدث عنه، كنا نشاهد في المسلسلات بعض من المشاهد الشبيهة بما تحكي عنه، من حيث أن الأخوة كل منهم يقول "أنا ومن بعدي الطوفان"، وسمعنا أيضاً عن ألاعيب وحيل ليحصل بعض أحد الأخوة على نصيب إخوته، ومع الأزمة التي تعيشها المنطقة ومع تدني الأخلاق وانهيار القيم وتأزم الوضع الاقتصادي والقلق من المستقبل المادي... أضيفي إلى كل هذا فهم الدين الخاطئ على انه عبادات وشعائر بعيدة عن الأخلاق والمعاملات فتكون النتيجة الحتمية هي ما حدث.
المشكلة بدأت من التربية فإن كان الأب دارس أصول الدين وقام بتوزيع ثروته دون النظر إلى الشريعة ودون أن يعطي البنات حقهن، خاصة مع إلحاح والدتك على أن يكون المال للصبيان وليس البنات، والحقيقة أن هذا التصرف يحدث في بعض القرى التي تعتقد أن الميراث يوزع على الذكور دون الإناث، ويتم توزيع الميراث بهذه الطريقة بالفعل، في حين نجد قلة من الآباء -أثناء حياتهم- يوزعون ثرواتهم على الأبناء بنفس المبدأ، فالفكرة أن الابنة ستتزوج من شخص غريب وسيأخذ ذلك الغريب المال الذي جمعه الأب... وبغض النظر عن سذاجة هذا التفكير ودحض الإسلام لتلك الجاهلية إلا أننا نلاحظ أن التقاليد والعادات هي التي تحكم بعض البلاد والقرى والنجوع، وتحكم بعض الآباء والأمهات وليس الشرع الذي تعلمه والدك ودرسه لغيره، وكأن ما تربى عليه هو من قيم أصبح كالنقش على الحجر.
لا أفهم إن كانت العادات تؤثر حتى على تفكير الإنسان ومصلحته الشخصية التي تجعله لا يجد ما يكفيه في حياته!!
المشكلة الثانية التي ذكرتها كان لك يد في حدوثها، فكيف تأمنين على التعامل ماليا من جديد مع إخوتك بعد أن أخذوا حقك مرة بع أخرى، وأين ذلك الصلاح المتوسم في أخيك وقد قبل على نفسه أن يأخذ ما ليس من حقه، لقد كانت النتيجة المتوقعة هي الهدية التي قدمتها لهم على طبق من ذهب...
تحدثي مع زوجك وأخبريه انه تصرف في موضوع الأرض بمحض إرادته ولم يجبره أحد على البيع أو الشراء، وأن هذا الرزق إن كان قد كتبه الله له لوصل إليه، وإن لم يكن رزقه فقد كنتم تواجهون نفس الموقف من شخص غريب وليس من أخيك... تصرفات زوجك تجاهك هذه الأيام ناتجة عن وضعه المادي، فالرجل يتأثر بشدة حينما لا يجد نفسه قادر على توفير الأمان المادي لأسرته، فما بالك بمن بالسلب بعد العطاء... اصبري سيدتي وابتعدي عن جداله أو استفزازه حتى لا يصل الأمر إلى الضرب والإهانة، وتحدثي معه برفق في الأوقات المناسبة، وكيف أن العشرة بينكما أقوى مما يحدث... وذكريه بالأيام الحلوة بينكما وبان الصبر مفتاح الفرج، وبأنك ستقفين بجانبه في محنته، وأن الإهانة والضرب ليس من شيم الكرام، واشرحي له كيف أن الله تعالى يختبر عباده ويبتليهم، فالله تعالى إذا أحب عبداً ابتلاه،
أخيراً
استمعي مع زوجك إلى درس الصبر للأستاذ عمرو خالد
وفقك الله لما يحب ويرضى وألهمك الصبر وأبدلك ما فقدته في الجنة بإذن الله.