تفحيص وتمحيص: شيء من لا شيء!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
((أرفض كلمة ملتزم... لأن الملتزم سيكون بالكاد على النقيض من غيره اللا ملتزم.. وهذه المسميات أكرهها لا فقط لا أحبها.. ولهذا أقول أني إنسان مسلم لا ملتزم ولا غيره والحمد لله أن وفقني لما أنا عليه, ولكني اختارتها هكذا وحسب لأني لم أرى إلا أقل منها)).
يعلم الله كم أسعدني آراء الأفاضل الذين أُكن لهم كل التقدير بدئاً من الأم الفاضلة (د.فيروز عُمر) إلى الأخ الأكبر الجميل (د.أحمد عبد الله). لا أشكركم قدر ما أقول لكم.. أنكم نجحتم كُل النجاح في جذب منطقة كبيرة جدا من شبابنا العربي وخاصة المصري الحبيب.. صدقوني فإننا جميعا سواءا ً أكنا كذا أم كذا... نحتاج لمن يفهمنا ويتعامل معنا بناءا على فهمه إيانا لا العكس.. أكرمكم الله وأعزكم وووفقكم إلى كل ما هو جميل... اللهم آمين وحافظوا أرجوكم على هذه الثقة.
بداية.. *((سأضع في مشكلتي كل ما أُحب أن أقوله ولهذا ستكون مُنوعة بقدر كبير ولكني سأنظمها كما تعودت منكم يا أساتذتي الكرام))*. حياتي التي أُحبها جدا لأني والحمد لله متصالح مع نفسي وبيننا حُب كبير ليس من فراغ, وإنما من اتفاقيات كثيرة أُبرمت والحمد لله بعد عناء طال. من سن السنة إلى السابعة كنت في البراءة التامة والحمد لله لا أتذكر أي شيء يؤرقني فعلته أو فُعل بي من أحد والحمد لله. ومن سن السابعة إلى التاسعة ازدادت براءتي والحمد لله أيضا لا أتذكر فيها ما يؤرقني.. لعل فقط الأثر النفسي القوي جدا (الذي أحدثه والدي) معنا أنا وأختي وأخي الآخر (لم تكن أختي الأخيرة جاءت حتى ذلك الوقت), المهم أني أتذكر جيدا وجيدا جدا أن والدي قسى علينا جميعا ولكني أعذره كل العُذر بسبب التعثر الشديد سواء في الجانب الدراسي بوفاة والده وهو طالب بالثانوية العامة أم بضيق العيش أو بغيره.. بشكل أو بآخر لا ألومه هو, وألوم الظرف نفسه ليس إلا.
المهم كان أشد القسوة على والدتي وكان دائم الشتم و و و و و و وللأسف الشديد ولكن, صمدت والحمد لله وربتنا كما ينبغي* (بقدر ما استطاعت)*, والحمد لله بقينا في أحسن حال الآن.*(((وسأقول وصفي لنفسي في هذه الآونة بوصف دقيق إن شاء الله)))* ومن سن التاسعة إلى ال15, لا أدري لماذا تغيبت عن الدُنيا أو هي غابت عني, أتذكر موت جدي الذي كان أكثر دفئا وأمانا ً لي من والدي (والد أمي) وعندما مات ولم يتم على موته 23 يوم ومات عمي الذي أعتبره العقل المفكر في عائلة والدي, وحدث أن بعد تفوقي في السنوات الأوُل من الابتدائي الأزهري تعسرت وللأسف في الصف السادس بمادة الرياضة ولم أكن أتصور أبدا أني أكن هكذا.
المهم أن الوقت مر ولا أدري أكنت بالفعل عائش من سن ال11 إلى ال15 أم لا... دائما أقول إني في هذا الوقت حي كموت الإكلينيكية, حي على الأجهزة فقط.. فكنت حي على الهواء وفقط ولا أدري أي شيء في العالم, وأتذكر أن ابن صاحب والدي وحينها كنت في الحادية عشرة على ما أعتقد, لست أدري ما قاله بالضبط لأني لا أتذكره ولكنه للأسف أعتقد أنه مريض أو كنا أطفال كنت أنا حي وفقط وهو حي ولكنه مريض, فجعلنا نطلع سويا ً إلى سطح المنزل وجلس على...... وأتذكر مقولة شنعاء وأسميها هكذا لأني قلتها.. حينما جلس على... فقلت له حينها, فيما معناه أنه يريد.....*((مجرد سخافات أكرهها ولا أحب تذكرها))*, ولم أكن أعرف أي شيء عن أي شيء في ذلك الوقت بحكم أن والدي كان ممن يُطلق عليهم (مشايخ) ووالدتي منتقبة وأنتم تعرفون هذا الجو (المكهرب) فلم أعرف أي شيء عن أي شيء وعندما جلس لم أشعر بأي شيء سوى أنه فعل شيء جعل.... ينتصـ... وجلس عليه بفكرته الشيطانية ولم أفعل أنا أي شيء سوى أني تركته يقعد كما يشاء وفقط وانتهى هذا الموضوع في غضون دقائق, المهم وحين انتهينا من هذا ولم يحدث أي شيء سوى جلوسه الغبي فقط ولم يحدث....أو.....أو....أو أي شيء الحمد لله.
وحين انتهت هذه القصة القصيرة الغبية التي لا أحب تذكرها لم أعرف أيضا أي شيء عن أي شيء وهكذا سرت في طريقي إلى أن وصلت إلى سن الـ 15 على ما أعتقد, وحينها علامات البلوغ اكتملت على ما أعتقد لأني أنسى هذه الآونة لأنها ليست بمهمة بالنسبة لي بصدق, المهم حينها كنت في بداية البلوغ والمراهقة الغبية ((وأخطر أوقات المراهقة ليس في سن ال18 وال19 كما تقولون, في البداية الأولى)) لأنه لا يدري أي شيء حدث به ويفعل أي شيء وانتهى, المهم وقتها أتذكر أني تعرضت لفكر كبير بأني أريد أن أفعل.... وأفعل وأفعل وما إلى غير ذلك وكانت كل الظروف مُتاحة أن أفعل العادة السرية لأول مرة ولكن أكرمني الله ولم أفعلها إلى الآن ولن أفعلها إن شاء الله.
المهم أني تعرضت لفكر عنيف حينها يراودني ولا أخفي عليكم أن الإنترنت كان عامل سلبي فلم أرى والحمد لله أي أفلام أو غير ذلك سوى بعض المشاهد القذرة من حُب الاستطلاع خارج المنزل وفي وقت لا يتعدى دقيقة أو أقل قليلا, المهم أن ما زاد الأمر بشاعة أن إحداهن سامحها الله وهداها, كانت تقول لي (نفسي....... وأقولك بحبك) لعلكم فهمتم ما قالته, وكانت تلح على ذلك وهي تكبرني بحوالي ست سنين ولست بالجذاب بهذه الدرجة كي تقول هذا وإنما قالته, المهم أني والحمد لله لم أستجيب رغم نفسي الضعيفة التي حينها كانت تتمنى حدوث ذلك ولكن الله أراد أن يعصمني عن كل هذا,
وحينها جاء آخر وهداه الله أيضا وكنت في نهاية سن ال15 وبداية ال16, وظل يتحدث بأساليب مائلة وأشياء قذرة من هذا الأساس إلى أن دفعني أن أتحداه في شيء أغبى ما يكون (من يكن أقوى من الآخر) وكنا نختبئ في إحدى الأماكن المغلقة التي لا تتعدى متر وربع بالطول ونصف المتر وقليل في الرعض, ونحاول أن نثبت لأنفسنا من الأقوى وكنا بكامل ملابسنا ولا شيء وهي تشبه المصارعة ليس إلا وكنت دائم التغلب عليه وكان يحب ذلك هداه الله, وأتذكر حينها أيضا عندما رآني في الحمام وأنا أتبـ....فرأى عضـ.... ونظر بدهشة وقال قولة غبية بخصوص أنه كبير وأشياء قذرة من هذه المسميات... ونسيت أن أقول أن تلك المصارعة التي أسلفت ذكرها كانت كثيرا لي تحدث قذف ونحن بملابسنا ولا شيء سوى كأني أمر من خلفه وهو يحلوا له ذلك ويظهر بأنه يأبى وفقط... ولم تحدث أي أشياء أخرى والحمد لله, وكانت هي الأخيرة ولم يحدث أي شيء بخصوص الجنس سوى ما حكيته وأحمد الله وأشكره على ما قرأته هنا...
المهم أني بدأت نوعا ً ما أعي من أنا في ال16 وعمرو خالد أعزه الله ببرنامجه على خطى الحبيب وبدأت مشاهدته في أواخر أيام رمضان وعشت بعض الشيء في هذه السنة مختلف نوعا ً ما بشكل بسيط, وجاء الفيصل الأكبر والمحور الأهم (باسمك نحيا) وجعلني أحيا مختلفا وستجدون كيف أقول إن شاء الله, ومن حينها أي من رمضان الماضي والحمد لله عائش بصدق كما ينبغي ورمضان هذا أفعل أشياء كثيرة جميلة جدا لم أفعلها من قبل والحمد لله كله بفضله, ولكن لي بعض الحاجيات أحب أن أوضعها جانباً.
أولا.. الرجاء.. تقييم الطفولة وما حدث بها خاصة أن من توابعها.. أني من أشهر فقط بدأت أن أقول لوالدي (إزيك..إيه الأخبار؟؟)، وأشياء من هذا القبيل ولكني لا أقبل يدي والداي أبدا ولا أعرف لماذا وحاولت ولكني فشلت فشلاً ذريعاً.
ثانيا.. ما حدث لي وحكيته ولم أكمله بالنقاط لأني أخجل من ذكره وأن أتذكره في حد ذاته شيء أكرهه فسامحوني وستفهمونه جيداً.
ثالثا.. الآن.. لا يمثل لي الجنس أي إزعاج والحمد لله وسأتم ال18 الشهر القادم, وكل ما هنالك أني أهوى, (قراءة الاستشارات التي لها هذا الطابع كاملة مع قراءة أنصاف الإجابات) وأهواها بصدق ولا أدري لماذا.. فقط أريد أن أقرأها وأفادتني كثيرا ولكن للأسف عاقبتها لي سيئة حيث أني عندما أنهي قراءتها وأنتهي وأخرج وووووو أجد نقطة أو نقطتين من المني... فأعاود الاغتسال وما إلى غير ذلك ولكن لا أدري لماذا هذا, ولهذا عاهدت الله أن لا أقرب تلك المشكلات في رمضان والحمد لله لم أفتح منها شيء إلا واحدة ولم أقرأها الحمد لله, خاصة من تحوي ز..محارم وما إلى غير ذلك من الأشياء التي لم أكن أصدقها أبدا ولكني صدقتها بالطبع عندما قرأتهم جميعا.
رابعاً.. الآن والحمد لله أعيش حياة سعيدة للغاية برضا الله وإحساسي برضاي عن نفسي وأنعم الله علي بكثير جدا من الحاجيات التي لم أكن أحلم بها بصدق, وكلي سعادة الحمد لله بما أنا فيه غير أني لا أدري مشكلة القراءة هذه فقط وأني لماذا أهوى التثقيف الجـ.... بوضع عام ولا أعلم لماذا هذا الحُب بهذه الدرجة؟؟؟
خامسا.. عن الحُب.. وبالتأكيد ستتساءلون وماذا عن الحُب؟؟, أقول أني كنت دائم الهلاوس به من الـ15 إلى الـ16 ونصف ولكني والحمد لله أصبحت من أكثر الأشياء التي لا ترهقني أبدا هو هذا الحُب, فبرغم من أني تعرفت على إنسانة أعزها الله ويكفي أن أصفها بإنسانة, ولم نتطرق أبدا بخصوص هذا وتعرفنا من حوالي سنة وشهرين وهي في نفس مجالي غير أني في الأزهر وهي غيره, ونحن نساعد أنفسنا على كل خير ويشهد الله أننا لم نقل إلا ما يرضيه عنا.. فالمهم أني لم أصارحها ولم تصارحني وأفهم أنها تحترمني وتقدرني جدا وأنا أيضا ولكني منتظر لأن أتم العام الثالث من الكلية أي أكون على مشارف السنة الرابعة وقبل الأخيرة وهي في السنة الأخيرة وأتقدم لخطبتها ولم آخذ منها رقمها أو حتى صورتها لو أرها وأحمد الله على كل هذا لأن ما بيننا أكبر من أن تكون تلك الأشياء مهمة لمزيد من الثقة ونثق في أنفسنا كثيرا الحمد لله,
((ستقولون وماذا عن الثلاث سنوات.. كيف ستتعاملان معها))) أقول إننا إن شاء الله لن يحدث أي أنواع من المقابلات أو غير ذلك ومن الممكن أن أرى صورة لها خلال سنة أو سنتين وهذا في الأساس أمر مكمل لا ركيزي, وهي رأت صورتي منذ أيام وانتهى الموضوع عند هذا الحد وسنبقى على اتصال عبر الشبكة العنكبوتية.
سادسا ً.. الحمد لله بمثابة (مستشار أمل) ل90% ممن لهم صلة بي سواء أصحاب أو زملاء أو أصدقاء أو غير ذلك..., فكيف أنمي مهارتي خاصة أني سيكون عملي منصب في النواحي القانونية فكيف أجعل منه محورا ً نفسيا تنمويا ً يساعدني... أنا أحل كثيرا من المشكلات الحمد لله بتوفيق من الله ثم بمتابعتي الجيدة للدكتور الرائع (إبراهيم الفقي) ثم بقراءة معظم استشاراتكم هنا وفي إسلام أون لاين (ذك الصرح العتيق الذي أدعو للشيخ القرضاوي الرائع كلما أتطرق لأي حديث عنه).
فأرجوكم ستعانون بالفعل في قراءة وتفحيص كل ما كتبته ولكني بصدق انتهزتها فُرصة وجعلت قصتي بين أيدكم.. وسأنتظر الرد إن شاء الله في أقرب وقت. سامحوني وجداً على ما كتبته في هذا الكتااااااااب لا مجرد المشكلة.. وأعلم أن صدركم الرحب سيتسع وأشكركم كل الشكر عليه.. أعزكم الله ووفقكم وأرجوا أن تجاوبوني على كل نقطة مما قلته بنقطته كي لا أتشتت في قراءة الرد إذا تكرمتم.. ودمتم على ما يُحب أن يراكم الله عليه داااااااائما... اللهم آمين.
18/09/2007
رد المستشار
أهلا يا بني الكريم، أو يا أخي، طالما رأيتني أخا أكبر، وأعجبني هذا لكي أبدو أصغر!!
شكرا على متابعتك لما نكتب، وثقتك التي على أساسها قررت أن تشاركنا النشر والتوعية على هذا الموقع، الذي ما زلنا نجهل حتى الآن حدود انتشاره، ونوعية الأثر الذي يتركه محتواه الغزير في القلوب والعقول، حتى لقد تحول "مجانين" إلى منجم يدفن زخما هائلا، وكنزا رهيبا من معلومات، ويقع عليكم أنتم أصدقاء الموقع وأحباؤه عبء نشر هذه المعلومات والخبرات والتجارب المدفونة التي من شأنها أن تنتقل جموع الشباب من مساحة جهل كل شيء إلى معرفة شيء معقول عن أهم الأمور التي يجدر الوعي بها، فهل تفعلون؟!
أحلم باليوم الذي لا يكون فيه شاب عربي أو فتاة عربية إلا ويعرفان موقع "مجانين"، وعلى دراية بالقضايا والخبرات والمعلومات الموجودة عليه، ولن يتحقق هذا إلا بعونكم دعاية واتصالا وتعريفا!!
لو أن كل متحمس لموقعكم هذا، مستفيد من محتواه مثلك أوجب على نفسه أن يقضي 5- 10% من الوقت الذي يستخدم فيه الإنترنت يقوم فيها بالترويج لمجانين بإرسال رابطة إلى ما يعرف من منتديات، وعلى من يعرف من أصدقاء ومعارف ومجموعات بريدية، لو فعلتم هذا بانتظام، ولفترة معقولة، يمكننا الوصول إلى رقم المليون زائر، بل وتخطيه لأن جمهور الشباب العربي الذي لا يعرف شيئا عن أي شيء يمكن أن يجد في مجانين نفعا وإفادة، فهل تفعلون؟!!
أما طفولتك فما جرى فيها هو نوع من اللعب الجنسي الذي يمكن أن تزداد فرصه، ويتكرر، وربما تطور إلى أكثر من مجرد لعب في غياب الحد الأدنى من المعرفة والوعي، وفي غياب الأسرة ودورها، وحتى تفيق أمهات الجيل الحالي ليتعلمن ما ينفعن به أنفسهن وأولادهن، وإلى أن يفيق الآباء على أن معالم العصر، بل كل مفردات حياتنا قد تغيرت، والحاجة ماسة بالتالي إلى أنظمة تفكير وتسيير جديدة ومناسبة لأن كل الأسس القديمة قد تحولت تماما، ولم تعد أساليب "الطناش" أو "الصراخ" أو "الانغلاق الجامد" أو "الوعظ الساذج" أو "الوعيد الأجوف"، وأساليب وطرق حجب المعلومات بحجة درء الفتن، أو التهرب من الأسئلة إيثار للسلامة، أو عدم انكشاف جهل المسئول وقصوره أمام السائل الذي صار عنده من مصادر المعرفة السليمة والمغلوطة أكثر مما لدى المسئول!!
كل هذه الأنظمة الفاشلة في إدارة حياتنا حان دفنها للأبد، ويتحتم علينا أن نجلس بل نفكر قاعدين وقائمين في حلول وأنظمة جديدة للحياة المختلفة التي نعيشها، والبديل لهذا الجهد المفتقد أن نظل نعاني على كل المستويات في ظل أنماط تفكير وتعليم وتربية إدارة عيش لم تعد تجدي ولا تصلح ولا تنفع بل تضر!!!
وأنت تشير إلى أنك تحب نفسك، وبين يديّ كتاب "لا تكره نفسك"، وهو اجتهاد من صيدلانية شابة تحاول فهم النفس الإنسانية، وتنقل في كتابها حكايات لعلها تفيد القارئ، وبعض قواعد مستخلصة من خبرات وتجارب، وستتم مناقشة الكتاب في نهايات شهر أكتوبر الجاري في ساقية الصاوي بالزمالك، لمن أراد الحضور، وألفت النظر هنا إلى أن كراهية الذات لها أسباب متعددة في ثقافتنا، وآثارها فادحة نفسيا ومن ثم اجتماعيا!!
ولدينا طموح أن نساهم عبر "مجانين"، ودعم جهود مماثلة ومكملة في إصلاح ما أفسدته أساليب التربية الفاشلة، والتعليم التخريبي الذي يتلقاه أطفالنا على يد مجموعة أغلبهم من الهواة –في أحسن الأحوال– وبعضهم لا يصلح للتدريس أساسا، كما لا يصلح بعض الآباء والأمهات للوالدية وواجباتها!!
وأستمر معك لأؤكد أن غياب التوجيه السليم، وانعدام الحد الأدنى من الوعي، وشيوع مناخ الفراغ بل الخواء فلا هوايات ولا أنشطة ثقافية أو رياضية تستوعب الشباب، أو تستثمر طاقته الذهنية والبدنية والروحية، هذا المناخ الشائع للأسف من شأنه إنبات ما تروي عنه أضف إلى هذا تأخير الإشباع الجنسي الطبيعي فأنت ما زلت في سنك هذه، وكل تجاربك الجنسية عبارة عن تحرشات وألعاب وقراءة مشكلاتنا ذات الموضوع الجنسي، ولا يلوح في الأفق غير هذا بالنسبة لك لعقد من الزمان، وربما أكثر كما في حالات كثيرة!! وأرجو أن يكون أقل!!
والفتاة التي تقول لك: (نفسي... وأقول لك بحبك)، ولم أفهم بعض نقاطك وفراغاتك، ومنها هذه!! هذه الفتاة هي مثلك لا هوايات ولا اهتمامات ولا أفق لإشباع جنسي شرعي وطبيعي إلا أن يتغمدها الله برحمته، وأعني بالزواج الذي صار متأخرا عند ملايين، وفي هذا الإطار فإن البحث عن أية إثارة جنسية من أي نوع تبدو مهمة للعطش والجوع، رغم أنها لا تسمن ولا تغني!!
قراءة الموضوعات الجنسية، وممارسة العادة السرية –عند البعض– ومشاهدة الصور والأفلام الإباحية هي النشاط الجنسي المتاح، وهذا أمر بائس، قبل أن أصرخ مع الصارخين: حرام.. حرام!!
ولا أحد ممن يمكنهم من التفكير في حل، أو المساهمة فيه يتعب نفسه ويفعل، يكفي أن يصرخ مع الجموع: حرام.. حرام!!
فما بالك بأصحاب المشكلة؟!
إذن... مفهوم أن يدفعك حب الاستطلاع، وغرض ممارسة الجنس عبر قراءة المشكلات الجنسية إلى قراءتها، وما ينزل منك هو غالبا ليس المني، وإنما هو سائل آخر، ربما يكون "المذي"، وهو لا يوجب "الغسل"، ولكن الاستنجاء، وينقض الوضوء طبعا.
لا أدري لماذا أحال أخي د. وائل هذه الرسالة لي لأجب عليها، ولا أرى فيها من جديد غير روحك الطيبة المتفائلة التي سعدت بالتواصل معها عبر قراءتي لسطورك.
أشجعك وأمثالك على متابعة حلقات أخينا "عمرو خالد" بانتظام ففيها ما ينفع، فيها شيء لمن لا يعرف شيئا عن أي شيء، وأشكرك على هذا التعبير البليغ.
وكذلك أشجعك وأمثالك على الانتظام في برامج التنمية الذاتية والإنسانية، ومن خلال الانتظام فيها ستجد لنفسك طرق الاستفادة منها، واستثمارها في مجال تخصصك مهما كان.