أريد أبي
أبي وأمي منفصلين بعد إنجابي مباشرة فتزوجت أمي وسافرت إلى أحد البلاد ولا تستطيع الرجوع إلى مصر لعدة أسباب وتركتني رضيعا عمري شهر وكذلك تزوج أبي وربتني جدتي المسنة الضعيفة حتى توفت وعمري 14 عاما.
ملحوظة، وقد كان أبي متزوج قبل أمي وعندي 6 أخوة أكبرهم عنده 50 عاما وبعد وفاة جدتي انتقلت للمعيشة مع أبي وزوجته وإخوتي الصغار وكان والدي لا يزورني أبدا ولذلك أصبحت غريب في بيت والدي الذي يكرهني بشدة ودائما يطردني خارج البيت لأتفه الأسباب، والمشكلة الآن أنه طردني وأنا للآن أعيش مع أختي الكبيرة وأولادها وأبي يرفض تماما أن أعود لمنزله وهذا الوضع قد استمر ثلاث أشهر والمشكلة أنه سيظل قائما....
ماذا أفعل يا سيدي إنني أريد العودة إلى منزل أبي.
ولكم كل الشكر
1/9/2007
رد المستشار
صديقي العزيز؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل تتصور أن ما قرأته في رسالتك هو تكرار لقصة أحد الأطفال رأيته منذ فترة قصيرة يعاني من حالة تبول لا إرادي لكن شعرت أن مشكلته أبعد وأكبر من ذلك وبالفعل ما إن بدأنا حوارنا بالتفصيل حتى قص علي نفس قصتك فيما عدا اختلاف بسيط هو أن جدته -أطال الله عمرها- لم تمت بعد ولكن قد تولدت لديه حالة من الهلع بعد وفاة جده إذ أنه أدرك أن جدته ربما تلحق به في أي وقت وشعر أن مصيره المجهول بعد ذلك قد يجره إلى الشارع. واأسفاه على أبوين كان اختيارهما لبعضهما خطأ أصلحاه بخطأٍ أكثر فداحة. لكن لننظر بعين الواقع الآن إذ أنه لابد أن نعيش وأن نكمل حياتنا ونتخطى الصعاب فلا يوجد شيء محال. والآن أود أن أقترح عليك أن ترى معي قصتك مكونة من شقين كما أراها............. مستعد؟
الشق الاجتماعي والشق النفسي.......... وأعتقد أنهما متداخلان إلى حدٍ كبير.......... يعنى إيه؟ سأخبرك.
الشق الاجتماعي:
وهو خاص بالمشاكل الاجتماعية الحقيقية التي تعيشها وهي المأوى والإنفاق حيث أنك مازلت بحاجةٍ إلى من يعولك حتى تتم دراستك.
الشق النفسي:
وهنا لابد أن نرى هذا الشق على أنه خاص بك وبوالدك.......... وكيف؟
إذن لابد أن تسأل نفسك بعض الأسئلة وسنحاول معاً الإجابة عليها:
هل والدك رجل مسن الآن؟ حيث أنك ذكرت أن لك أخ يبلغ من العمر خمسين عاماً.
ما هي حقيقة مشاعرك تجاه والدك الذي تركك وأنت رضيع
الحنق والغضب- الكراهية- الرغبة في الانتقام- الحب الذي طالما افتقدته- أم لا تشعر تجاهه بأي شيء سوى أنه سيوفر لك المأوى فقط؟
ذكرت أن والدك يكرهك بشدة هل هذا يؤثر فيك نفسياً لأنك تحتاج لحبه أم أنك تريد أن يتقبلك فقط لتعيش معه (أي أنك مازلت تبحث عن المأوى)
هل فكرت لماذا يكرهني لأنني أذكره بمرحلة من حياته ظن أنه دفنها لكن دبت الحياة في جزء منها سيكدر صفو حياته الآن بعد هذا العمر الطويل من النسيان؟ -أم أنك تكرهه وبشكل أو بآخر تصل إليه مشاعرك السلبية دون قصدٍ منك فيكرهك هو الآخر ويرفضك لأنك ترفضه؟
هل ضايقته فعلاً أو ضايقت زوجته مثلاً؟ أو تغار من إخوتك الصغار؟
لو استطعنا إجابة هذه الأسئلة ربما ساعدنا ذلك في كسر الحاجز بينك وبين والدك. وإليك بعض الاقتراحات:
لو استطعت- ألتمس له العذر- رغم صعوبة ذلك عليك- لو كنت تشعر بالغضب تجاهه ابدأ بنفسك وحاول أن تسامحه ولتبدأ ذلك حتى ولو بدون مشاعر حقيقية اقترب منه، حاول إرضائه بشتى الطرق بدأً بالكلمة الطيبة ثم بالفعل مثل أنك تحمد الله أنك عدت إليه وأنك كنت تنتظر اللحظة التي تقترب منه وأشعره أنك رجل مسئول سيؤثر ذلك فيه خاصة لو كان مسناً الآن (لذلك سألتك عن سنه)
احترم زوجته.
احذر أن يجرك الشيطان لمشاعر الغيرة من إخوتك الصغار – الأمر الذي سيغضب زوجة والدك حتماً ووالدك بالتأكيد خاصة إذا ألحت زوجته في الشكوى من هذه المسألة.
لكل بيت نظام وأنت الآن شخص دخيل عليهم فبدون قصد قد تهدم هذا النظام لذلك لا تتسرع في الأفعال والتصرفات بل استعمل ذكاءك وراقب أكثر حتى تتعرف على نظام هذا البيت وطبعاً لا أقصد ترتيب البيت لكن الأساليب التي اعتادتها تلك الأسرة كلمة مين اللي بتمشي؟
- الحاجات اللي متفقين أنها وحشة ومش بنعملها
- اجتماعيين واللا منغلقين.......... إلخ.
استعمل ذكاءك واعرف مفاتيح والدك.......... وزوجته - إخوتك الصغار فلكل شخصية مفتاح ومدخل إذا لم تخطئه اجتزت كثيراً من الصعاب.
والآن عليك البدء بتنفيذ هذه الخطة وما أدراك ربما بدأتها الآن بعقلك فقط فيرضى الله عليك وتتغير مشاعرك تجاه والدك ومشاعره تجاهك. فليتدخل أخوك أو أختك من أجل الصلح حتى تعود للمنزل وتبدأ بداية جديدة.وإذا حدث ذلك عليك أن تتابعني بأخبارك أولاً بأول حتى نستطيع أن نرصد أسباب الخلاف بينكما ونجتازها قبل تفاقمها.
أرجو أن تتابعني بأخبارك حتى أطمئن عليك وفقك الله.
واقرأ على مجانين
ابني حائر بين والديه: لكنه رجل قبل الأوان!