بعد سلامي لسيادتكم
أرجو حل مشكلتي أنا طالبة بالصف الثاني الإعدادي
أنا عند دخول الدراسة أكون متحمسة لها وعند الدخول بها أفقد حماسي
وهذا ينطبق أيضا على الصلة عند سماع برنامج ديني.
28/8/2007
رد المستشار
عزيزتي؛ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تتساءلين عن سبب فقدانك للحماس للدراسة وكذلك جزء خاص بالعبادة لكن هناك خطأ إملائي فلا أعرف هل تقصدين أن هذا ينطبق أيضاً على الصلاة عند سماع برنامج ديني أم سماع البرنامج؟؟ على أية حال سأحاول أن أجيب على تساؤلاتك؟ قبل أن نتكلم عن فقدان الحماس لابد أن نعرف:
ما هو الحماس؟
لماذا نتحمس؟
بعد ذلك يمكن أن نستنتج لماذا نفقد الحماس.
إذن ما هو الحماس؟
هو قوة دافعة تحركنا نحو تحقيق الأهداف-إذن لابد أن يكون هناك أهداف. فهل حددت أهدافك؟
لماذا نتحمس؟
نتحمس لأن بداخل كل منا رغبة في أن ننجح في أن نجد لأنفسنا معنى في أن نرسم خطوط المستقبل في لوحة تسرنا كلما نظرنا إليها. فهل حاولت رسم تلك اللوحة أو تخيلتها؟
الآن هيا نتكلم بالتفصيل؟ ما عمرك الآن؟ 13 سنة أي أنك في مرحلة المراهقة المبكرة وأنت الآن في مرحلة تحمل معها الكثير من التحديات لكن إذا تم اجتيازها بنجاح ستحقق لك الاستقرار النفسي والشعور بالرضا فيما بعد بإذن الله.ولعل من أهم التحديات في مرحلة المراهقة هي البحث عن الهوية من أنا-من أكون في هذا العالم-ماذا أفضل لدراستي-ماذا أحب أن أعمل فيما بعد؟-من أفضل ليكونوا أصدقاء لي؟ كيف أختار-كيف أنجح-لماذا أنجح؟ وهنا سؤال هام لماذا أنجح؟ للأسف في بلادنا تعودنا على النجاح من أجل النجاح والتفوق ونادراً ما نفكر في أهدافنا المستقبلية نظراً لما تفرضه علينا طبيعة الدراسة التي لا تنمي المواهب وتقتل روح الإبداع ونكتفي الآن بحفظ المذكرات التي أعدها المدرس الذي لا يجعلنا نحمل هماً فحتماً سيدربنا على أسلوب الامتحان وسنقوم بحل الأسئلة ونحفظ الإجابات وكلنا سنحصل على درجات عالية ونقضى العام الدراسي رايحين الدرس وراجعين من الدرس وتضيع متعة العلم......... هل تذوقت من قبل متعة العلم؟ لو تذوقتها حقاً لن تفقدي الحماس.
إذن أنت الآن تبحثين عن هوية-تبحثين عن أهداف........ ولكن سأطرح عليك الآن عدة أسئلة قد تلفت انتباهك لبعض الأشياء التي تتسبب في فقد الحماس.......
هل أنت شخصية متفائلة أم أنك شخصية تميل للاكتئاب تتحمسين وتشعرين بقيمة الأشياء ثم تتغير رؤيتك تماماً فما كنت ترينه ذو قيمة يفقد قيمته مثل النجاح مثلاً تفرحين به ثم يخبو شعور الفرح وهل ينطبق ذلك على علاقتك بالناس؟ تحبين أشخاصاً وتتحمسين لصداقتهم ثم تتبدل مشاعرك تجاههم؟ هل تستطيعين كتابة تطلعاتك للمستقبل في شكل نقاط وبالترتيب؟ أم هذه نقطة تائهة بداخلك ولم تفكري فيها قبل ذلك؟
هل تخافين من الفشل؟ وماذا يعني لك الفشل؟ هل لك أصدقاء وحياة اجتماعية تجددين فيها نشاطك أم أنك تكتفين بالمذاكرة والعبادة وسماع البرامج الدينية؟ هل شعرت يوما بالظلم في عمل قمت به ولم تجدي المقابل الذي كنت تنتظرينه؟ هل ترين أن النجاح لم يعد له قيمة؟ ما هو رد فعل أسرتك حينما تنجحين؟
هل أنت دائما في حاجة إلى التشجيع ممن حولك؟ هل تتوقفي عن الصلاة مثلاً إذا لم تحققي شيئاً سألتي الله إياه؟
أعتقد الآن أنك وصلك شيء ما بعد ما أجبت على هذه الأسئلة لذلك سأحدد لك عدة خطوات ربما تساعدك للتخلص من هذه المشكلة:
1- حددي أهدافك؟ اجعلي للنجاح مفهوماً واضحا في عقلك. اجعلي هناك خطة متسلسلة للوصول إلى الهدف.
2- جددي حياتك وأكثري من اهتماماتك فلا تكن المذاكرة هي كل شيء بل ابحثي لنفسك عن هواية تستمتعين بها.
3- لا تخافي من الفشل فنحن ننجح ونفشل وقد نخطئ أحيانا ونتصور أننا فشلنا في شيء نرى بعد ذلك أن التخطيط الإلهي رسم لنا شيئاً أفضل وسبحان الله.
4- لا تجعلي المدح والإطراء من الآخرين هو المحرك الأساسي لك لكي تعملي ولكن يجب أن ينبع ذلك من ذاتك.
5- لا تتشددي في الأمور الدينية، كوني معتدلة حتى لا تغلبك نفسك إذا دخلت في معركة معها وسلبتها حقوقها؟ هل تعرفين حق نفسك عليك؟
6- احذري أن تستسلمي للأفكار الاكتئابية مثل أن ما نفعله ليس له معنى-وإيه قيمته- وإيه آخرتها وكثير من العبارات التي قد تهدم صاحبها. فبيدك تصنعين معنى لكل شيء. فقط توكلي على الله-هل تعرفين حقاً معنى التوكل؟
عزيزتي:
أنا معك إذا أردت أن نتناقش مرة أخر في أسئلتي لك فـ تابعيني بأخبارك.
وفقك الله ورعاك.