تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: حالة نموذجية
التعليق: السلام عليكم الأخت السائلة وشافى الله أختك وخفف عنكم وأحيّي الدكتور وائل في الحقيقة، هذه حالة نموذجيّة لتلبّس الدينيّ بالنفسيّ! كيف أنّ النفسية تلبس لَبوس التديّن وتتسربَل بثياب الورع والتعبّد... في خطّة لا شعورية وعلى حين غلفة من صاحبها! مع أنّ عبادة الله أيسر من ذلك بكثير، ويريد الله بنا اليسر ولا يريد بنا العُسر... ولا ألوم أختك هنا، فصعْب عليها أن تفرّق بين "دافع نفسيّ" يجد ما أراده في دين أو تفسير أو فتوى أو تصوّر ما. وبين ما هو دينيّ مرضيّ عند ربّ الدين.. خصوصا أنّ درجات الإيمان والتقوى وقبول العمل ومسيرة الشخص الإيمانيّة لا يمكن تقييمها إلا من خلال تصوّرات الشخص نفسه! فلا أحد ينزل عليه من السماء يوقّع على يومه وأفعاله وأفكاره وتفاعلاته مع الناس بالإيجاب أو السّلب ! ولهذا اختلف التديّن عن الدين والتطبيق عن الفكرة، فالكلّ يضع معاييره الخاصة المختلفة لبلوغ هدف موحّد! المشكِل هو التعنّت من قِبَل المتدينين عموما فيما يخصّ الأمراض النفسية، فهم أعلم الناس بالله تعالى ! وأعلم الناس بطرق الإيمان ومآلات البلاء وساحات الآثام ومغانم الأجور !! فلا أحد يُقنعهم بنظرة جديدة أو يدفعهم إلى تنازل بسيط في طريقة تديّنهم ! فإن تحدثنا عن التيسيير وكلام الفقهاء دخلنا مع المتدين في متاهات "القول الراجح والمرجوح" ومنهاج أهل السنّة ... إلخ... مما هو إطار وقالب للتديّن الصحيح الساطع الناصح! بل يُصادرون حتى على أهل الاختصاص من الأطباء النفسيين والنفسانيين، ويُدخلونهم في معارك الدليل والاقتداء والسلف أو الخلف! مع أنّ الأمر علميّ وطبيّ، ولا علاقة له بزندقة أو ابتداع أو استنان! وبما أنّ النفسية عندنا هي الرّوح، فمن يجرأ على أن يتحدث مع من يزكي نفسه وروحه ويعلم "فقه الأرواح وتزكية النفوس"! والنفس هنا بمعناها التجريدي الفلسفي. فتختلط اللّغة وتتداخل المفاهيم من وساطة "الكلمة" فيظنّ الناس أنّ معرفتهم بمصطلح "النفس والروح" في القرآن والكتب الدينية يخوّلهم معرفةَ المفهوم الطبيّ لها. ومعلوم أنّ الكلمة إن فُهمت وقُرئت مئات المرات في سياق معيّن فالمضمون والمفهوم والسياق قد يختلف دون أن يختلف شعور القارئ العارِف اتجاه المفهوم !! فنتوهّم فهم كل شيء لأننا فهمنا كلمة أو كلمتين.. استوقفتني جملة قلتها عن أختك: (ومقتنعة تماما أنها في محنة! وابتلاء وأنها لا ينبغي أن تشكو!) يا الله ما هذه المشقة وما هذا العَنَت! هذه نتيجة معالجة "العطب والمرض" بالعزيمة عوض الرخصة ! هذا مآل معالجة القضايا العلمية بمناهج الزهد وأخبار الصالحين عوض منهج علميّ فقهي رافع للحرج مؤدٍّ لغاية التدين والوحي "ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى"! عدم الشكوى هنا دليل على قوة الإيمان والرضى بالقدر وتأدّب مع الله تعالى! مع أنّ حياتها كلّها تشتكي، جسدها، عينها، عبادتها، أسرتها، قلبها، ومع ذلك لسانها هو الذي يجب أن يكون متدّينا دون كل جوانب حياتها حتى إن كان نُطق اللسان بالشكوى سبيلا للنجاة والانعتاق ! لن نجد في دين الله تعالى نهيا عن الشكوى للناس من البلاء والمصائب والأمراض، ولكنّه المنهج الوعظي المثاليّ الذي قسم ظهر الأصحاء قبل المرضى! عفانا الله وإياكم، وأمنياتي الخالصة لكم بأن يكون حالكم أفضل بعض مرور هذه السّنين، ووالله لديّ فضول لمعرفة حالة أختك الآن، كيف هي ؟ أبقيت على النمط نفسه من التديّن، هل شُفيت تماما ؟...
أرسلت بواسطة: حسن خالدي بتاريخ 26/03/2017 13:41:39
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com