الهدية الملعونة مشاركات
السلام عليكم
أنا فتاة للآن والحمد لله كما ينبغي، عشت من العمر 23 عاماً طوال عشتها وما أذكره منها في بيت عمي شقيق أبي فوالدي مطلقان من الأزل أيضاً.. لا أذكر من أمي سوى طيف وأخيلة.. وربما لم أرها قط وقد تكون صورا تخيلتها ورسمتها في أحلامي منذ طفولتي كلما رأيت أماً.. ولم أرَ لها صورة حتى.. ولا أجرؤ على ذكرها أو الاشتياق لها علناً..
وللصدق أنا لا اشتاق لها كثيراً بقدر ما أحس بأنها ظلمتني فأكرهها أن جاز القول لكني لا أكرهها بسبب الحياة التي عشتها بعدها، إلا أنني أفعل إذ أشتاق لوجود أم ككل الناس.. أشتاق للكلمة ولقولها وللأمن الذي تمنحه ولوقعها على الأذان وصداها في القلب فقد كان رنينها لي دوماً يرن ألماً..
أما أبي فقد نبذني منذ زمن قبل أن تفعل أمي وسافر لبلد لا أريد ذكره فقط لكي لا أسيء إليه بوجود الطاغية هناك، وتزوج من عربية مقيمة وكما ظننت عاش حياة ثبات ونبات وكلها صبيان وبنات ولم أكن أبداً جزءًا من ذلك الحلم الوردي ولم يعد من ذلك الوقت أبداً، وأُقسم أنه لا يسأل عني أبداً فهو يتصل بأعمامي وعماتي أخوته وجدي ولا يكلمني أبداً أو يبدي أي اهتمام بي من أي نوع فقد أحسست باليتم دائماً أو إحساس مؤلم أكثر فالإهمال أعظم ولا يقدر قولي إلا من عاشه واقعاً.
أما جدتي فهي متوفاة منذ زمن أيضاً وجدي متزوج وله أبناء وبنات وطالما ظننت أن لولا وفاة جدتي لكان أبي هنا يطلب ودها ورضاها لكنها ميتة ككل شيء.. هذا وضعي العائلي وقد استطعت أن أعيشه وأتقبله رغم كل ما فيه من نقص وانتقاص.
حياتي في منزل عمي ممكن وصفها ولا يمكن استيعابها فهي أسوأ ما يمكن تخيله، أعيش مع عائلة كبيره جداً فنحن العرب نفتخر بالعائلة الممتدة والعياذ بالله.. تلك العائلات التي تجد نفسك بها إما متهماً أو بطلاً ويكفي وجودك متحدثاً طلقاً أو ناجحاً فذلك لإثبات أنك هناك.. أو يكفي الإكسسوار المعروف أبوك وأمك وأخوتك ليلاحظك الباقون بالجملة، وماذا تظن أن أكون غير لقيطة بالنسبة لهم معزولة ومنبوذة لأبعد حد وكم حاولت أن أعوض منذ طفولتي عن ذنب لم أقترفه أبداً فتطفلي على حياتهم لم يكن بإرادتي، لكني صممت رغم صغري على تعويضهم عن ثقل ظلي وقد كان الثمن باهظاً أثقل كاهلي وخنقني وها أنا أنفجر أمامكم.
طاعتي عمياء وصمتي أبدي وأتعبتني المثالية وتجنب الأخطاء بكل شيء ليس تجنباً للتوبيخ فحسب بل كنت طامعة بتلقي كلمات المدح وكما هي العادة أليست أحلامنا دائماً أعظم شأناً منا... أولاً تؤخذ الدنيا غلاباً وقد غلبت وغلب حماري في تلك الحياة..
لم يكن لي أن أطلب شيئاً ولو من باب التمني، فلم أتمنى يوماً سوى أن يقبلوني بينهم فقط القبول ولم أحظ به حتى فعلت كل ما يمكن لطفلة أن تفعله اجتهدت في دروسي جداً رغم اجتهادي وحدي، وقبلت بالقليل حتى في طعامي فلم أسد جوعي يوماً قائلة في نفسي قد يكون أحدهم جائعاً أكثر مني وهو أحق بخير أبيه، كنت خادمة للجميع لأهل المنزل وطمعت بأكثر فخدمت حتى أعمامي وعماتي حتى أحسن صورتي أمامهم جميعاً..
تلك الصورة التي لا أعرف من نسجها بكل ما فيها من تشويه لطبعي وخلقي; وأخلاقي وقد اندمجت في ذلك النوع الفقير من الحياة ونسيت ما سواه فأصبح رأيي عن التجمع العائلي هو أن أنظف للاستقبال أو التوديع طلباً للرضا وأصبح لبسي رثاً لا أطلب سواه رجاء في ملاحظته ربما!!..
وتركت المنزل لأصحابه وسكنت التسوية بملء إرادتي توسعة على أصحابه الأصليين فهم أحق مني بأخذ راحتهم به كنت أقول لنفسي أبداً أن لهم الفضل بإيوائي بينهم وأزهد بكل شيء، وكثيراً ما دعوني ألا أفعل ذلك النوع من الدعوة والرحمة الذي يهينك أكثر كلما ازداد الإلحاح به وتتأكد أكثر أنك غير مرحب بك، وكم حدثت نفسي طويلاً قائلة أنني أنافق نفسي بتصنع الطاعة والزهد فلم يكن لي أن أفعل غير ذلك ولم يفسح لي مجال لاحترم ذاتي سوى بفعل هذا طوعاً لا كرهاً ولم أفعل ما يخجل أبداً لا في طفولتي ولا مراهقتي لأن اسمي لم يعد يحتمل التشويه أكثر، أما علاقتي المباشرة بهم فكانت كالتالي:
- زوجة عمي كانت دائماً تقول كلما أرادت شتمي أو الإساءة لأخلاقي واستفزازاً لعمي ليقوم بضربي.
- إنني مثل أمي ومع أنني لم أفهم ماذا تقصد إلا أن الغريزة وجهتني بصورة آلية للشرف فلم أفعل أبداً ما يخل به حتى أقل شيء تفعله فتاة صغيرة من التحدث للصبيان واللعب لم أفعله أبداً تجنبا للضرب والشتم.
أما عمي فكنت بالنسبة له مكانا لتفريغ كل الشحنات السلبية يضربني لأتفه سبب أو حتى بدون سبب وكنت بالنسبة لأولاده مجرد شيء في المنزل، أما لبناته فكنت أكثر ما يمكن مصدر تهديد لجمالي الصارخ كما يقال وإن لم أستمتع به يوماً أو حتى أشعر به أو بأهميته فطالما كان لعنة لي أو نعمة... سأترككم تقررون أنتم في النهاية
لكن شكلي الجميل كان صامتاً هادئاً كالقبور لا يوحي عما يعتمل في صدري في داخلي أبداً وكأني خلقت لهذه الحياة تماماً التي لا تحتاج من يعترض عليها لا في السر ولا العلن، وراء شكلي الجامد والجميل كانت آلامي تخرج كل ليلة تبلل وسادتي حتى أنام وأصحو في الصباح لأسال نفسي ماذا أفعل هنا ولم بقيت حية يوماً آخر من العذاب وكأني طائر العنقاء يموت ليحيا من جديد ثم أواسي نفسي أن الحياة ستكون أفضل وأجمل؛
فالجميع لديه ما يعانيه بصمت فأنا لا أعرف إن كان عمي وجميع عائلته ينامون قريري العين أم لا، وكان هذا ما يواسيني طوال الوقت، هذا الافتراض بالمشاركة في الألم وأبقى صريعة هذا الجدل البيزنطي والمتناقض طوال يومي لكنه مختبئ في صدري ولم أشهد عليه أحد بل بالعكس فطالما مدحت الحياة والمستقبل وتأملت الكثير بالنسبة لطفلة حتى بلغت الخامسة عشرة.
هنا بدأ أول منعطف في حياتي حيث بدأ ابن عمي ويكبرني بعشرة أعوام الذي أقيم معهم بالتحرش بي وكان فقط تحرشاً، كلما استطاع كان ينزل لمخدعي ويقترب مني عنوة يداعب وجهي وشعري ويقبلني لكنه لم يفعل ما هو أكثر من ذلك ولم يجبرني على خلع ملابسي، وقد لا تصدق أنني كنت ولا زلت ممتنة لذلك، فبكل شيء وبأي الوضع كنت دائماً ممتنة لهم أقسم أنني لم أكرههم أبداً،ً وأبرر لهم كل شيء وأضع كل لومي على نفسي وأعرف في نفس الوقت أن هذا إجحاف بحقي ولا أستطيع التوقف.
فقد كنت منذ صغري أعرف أن كل شيء ليس ذنبي لكني ألوم نفسي وأبقى بهذه الحلقة النارية، فأنا أريد كل شيء، أريد ملابس وأحس بنفس الوقت أنها ليست لي وعندما أراها في واجهة المحلات لا أتمناها وأتمناها بنفس الوقت ولطالما كانت مشاعري مختلطة تجاه كل شيء.
بعد أن بدأ ابن عمي بالاعتداء علي كانت حياتي تستمر في اليوم التالي وكأن شيئا لم يحدث أبداً وأجيد هذا الدور فهذا هو دوري في الحياة أن أملك وجهاً يقول كل شيء تمام، وكنت أقول لنفسي أنه ذنبي فأنا جميلة جداً لذا بدأت ألبس ثياب ساترة جداً حتى عند نومي ومهما يكن الجو خانقاً واستمرت السنون وأنا أحرص أن لا يعلم أحد حتى لا أتلقى اللوم والضرب فما يحدث لي يكفي، إن ما يحدث بيني وبين ابن عمي (ط) هو بيت القصيد وهو غريب لا أجد له تفسيراً ككل شيء وأرجو أن تفهموا قولي اللاحق ابتداء بهذا (إذا كان كل شيء خاطئاً كما يجب فلا شيء خاطئ) لقد كان شيئاً مؤلماً جداً وكعادتي لم أبك ولم أتألم خاصة أمامه وكثيراً ما كان إيماني بالله يختل بيني وبين نفسي ولم أتصرف على أساس أفكاري بالرغم أنها أخافتني جداً، فطالما أن إيماني بالله كان قائماً على العدل وكنت أقول لنفسي أنني سأجني ثمار صبري وفي قراري أتمنى لأعمامي جميعاً ولعماتي وجدي نهاية بائسة ومظلمة لم تحدث ليس كرهاً لهم بل لأرى كيف سيكون العدل، حتى المعتدي علي عاش حياته بطولها وعرضها وأحرز شهادة الهندسة وتوفق بكل شيء وهو يجني مالاً أكثر من أبوه وأخوته ولم أكن أريد شيئاً بقدر العدل...
المشكلة الحقيقية لم تبدأ بعد وأعذروني على تقاطع الأفكار، عندما أنهيت الثانوية أحرزت علامة جيدة لكنها لا تؤهلني دخول الجامعة وكنت منذ بداية السن أعرف أن عمي لن يوافق على إكمال دراستي وسيجد ألف مبرر غير أنه لا يريد ذلك للرفض فقط، وتحملت الفكرة منذ بداية العام. لكن عندما انتهت السنة وبدأت جميع بنات عمي وعماتي من أقراني أو من يكبرني بقليل بالدراسة بالجامعة وأصبحت طبعاً المقارنة بيننا من الجميع ومن المجتمع وأقاربي كنت طبعاً الشاه السوداء التي صبغت نفسها بالسواد فهم يتقنون أسلوب إشعاري بالذنب وكأنني أنا من لا تريد أن تدرس، ورغم أنني والله قابلة في قراراتي بقدري إلا أنهم لا يكفون عن ذلك الأسلوب البشع ولا أستطيع و صفه وبدأت بالمقارنة بيني وبينهم مع أن هذا لا يليق ومع معرفتي أنني سأدمر نفسي هكذا إلا أنني لم أتوقف وبدأت أعصابي تتعب بصمت وشعرت أنني صغيرة جدا ًوتافهة.
عندما شعر ابن عمي بحالتي عرض علي أن أكمل دراستي ورفضت فوراً لكنه أجابني بهدوء أنني سأقبل وقد فعلت، وقال لي أنه قدم أوراقي للجامعة وسأكمل دراستي على حساب الدولة لظرفي أنني بدون أب أو أم، أما مصروف الجيب فكان منه، وقام بإقناع أهله أن هذا ما يجب أن يكون وصمتوا من أجله بعد كثير من الأخذ والرد والمفاوضات، لكنه كما تعلم الابن الناجح الذي لا يرد له رأي، والحق أقول أنه هو الوحيد الذي لم يشترك بالحرب النفسية ضدي لكنه انتشلني منها بشرط أن أقابله في شقته وعندما رفضت بداية بدأ يدق الوتر الحساس أنني سأبقى أقل من الجميع للأبد، ولم يكن بيدي حيلة سابقاً أما الآن فأنا ارفض بيدي وهو بكل حال سيأخذ ما يشاء مني في أي وقت وبأي مكان وبدون مقابل فما الضير من الفائدة، ولم أكن بقراري أجد فائدة سوى الخروج من الصمت السرمدي والوحدة الأزلية ووجدت كلامه كله منطق كما هو عادة يجيد فن الحديث، ومع كل هذا أقسم أنني لم أكرهه كنت أقول لنفسي أن الكره يحرق صاحبه أولاً وأن كل شيء يمكن أن يكون أسوأ مما هو الآن، ومع أنني لا أجد هذا مبرراً لكن هذا ما حصل؛
وبدأت فعلاً أقابله بشقة عرفت أنه يستأجرها منذ وقت في نفس المدينة ولم أعرف لم ولم أسأله، إلا أنه يقول أنه يرتاح بها ويبيت بها عندما يريد أن يكون وحيداً فقد كان يحب الابتعاد عن أهله فحتى الحياة بينهم عبارة عن صراع من نوع ما، كنت أقابله مرة في الأسبوع لمدة ساعة أو أكثر وكان يفعل بي ما يشاء بحدود هو يقررها، وكنت أشعر طوال ذلك الوقت أنني عاهرة جداً وأن جميع ما كنت اكره أن أكونه قد أصبحته بإرادتي، وكانت نفسي تقول أن اللعنة على الجامعة لكن لم أرفض وكنت أقول أنني سأتزوج أول شخص يخطبني بالحلال ولن أكمل الدراسة، وكلما خطبني أحد كان عمي يرفض لم أعرف للآن لم؟.. فهو وعائلته يكرهونني، وكنت أكره نفسي أكثر عندما يعطيني ابنه ما أحتاج من النقود بدون أن أطلب فهو يعطيني أجري برأيي وبنفس الوقت كان للمال طعم مر ورائع لم أعتد عليه فكنت أصرف النقود بسرعة على كل ما أنظر إليه ولا أجد متعة بالأشياء وأقول أن المال الحرام يذهب بسرعة يعطيني هو المزيد بدون أن أطلب منه وعندما بدأت أختلط بالفتيات بالجامعة ازدادت الهوة بيني وبين الناس أكثر وكرهت الجامعة لأنني بعت نفسي لهدف لم أحصل عليه وعرفت أن الفتيات يفعلن أكثر مما أفعل بكثير بدون مقابل وأحسست بشيء من النصر الغريب وكرهت نفسي لهذا الشعور وكأنني أسعد لسقوطي.
لا أريد أن أشيد به لكنه كان يقدر خجلي وخوفي وكثيراً ما كان يمضي معظم الوقت يكلمني فقط عن كل شيء بحياته وعمله وأصدقائه وأشياء لا يشارك بها أحد أبداً ويسألني عن رأيي وأنا صامتة حتى أنه كان يرجوني أتحدث وأنا أبقى صامتة بالكاد أتكلم ولا يقربني عندما يحس بنفور كبير مني أو بضيق في نفسي، لكنه لم يكن يتوقف كنت لا أكرهه لأنه رغم كل ما كان بيننا به احتقار كبير لي لم يجاهر به يوماً أو يذلني بألفاظه كما يفعل الجميع بدون سبب فلا أحد يعرف ما يجري، لم يكن يمدحني أبداً أو يطري على جمالي ولم يقل لي كلمة مهينة أبداً وكان هذا شيئاً مهماً بالنسبة لي ومتساوياً، كان لطيفاً جداً معي وكنت أكرهه لأنه لا يجعلني أكرهه كما يجب وكنت أكرهه لأنه لم يفعل، وأبقى بهذا التناقض طويلاً...
كنت أصلي دائماً وأطلب من الله أن يساعدني لكنه لم يفعل _ استغفر الله _وكنت أقول أن هذا اختبار من الله ولم أفهم لم يجب أن يكون اختباراً صعباً بهذا الشكل، كان (ط) لا يسخر مني أبداً لأني أصلي كما توقعت، بل كان قبل أن يلامسني يقول لي اذهبي وصلي الفرض أن أردت وكنت أفعل وعندما اذهب للبيت استحم ولا أعرف لماذا صليت أصلاً، ثم أردت ارتداء الحجاب وقال لي أن لا بأس بهذا طالما هو ما يزال يراني ويتمتع بي، وهذا ما حصل وكنت أكره نفسي أكثر لنفاقي وكذبي على الله وكأنه لا يعلم الحقيقة، ومر العام الأول وبعدها بدأت أمرض جداً، بدأت أصاب بصداع مزمن جداً لا يتوقف أبداً مهما أخذت من أدوية، لم أجرؤ طبعاً على الشكوى فقد كنت أعلم مقدما أن الخطأ سيكون خطأي أنني مريضة فأحاول أن أكون بقدر استطاعتي كأن شيئاً لم يحصل فهم فنانون بأشعاري بالذنب لكل شيء حتى لو تعثرت بالطريق، فكثيراً كنت أحدث نفسي أن هذا كله دلع وأن لا شيء يؤلمني مع أنني كنت متعبة واستمررت في دراستي بشكل جيد جداً ولم أرسب أبداً،
لم يكن أحد يهتم إلا (ط) فهو أجبرني على زيارة الطبيب الذي قال في بداية الأمر أنه عارض وبقيت أتناول المسكنات بشكل كبير وإلى جانب ذلك كنت استمر في علاقتي الآثمة وأكره نفسي لأني لم أتخذ موقفاً وأقول كفى، وانتظرت الفرج الذي لم يأتي أبداً، وكان كل شيء يحصل وكأن كل يوم مقدراً بأن يكون أسوأ من الذي قبله بكل النواحي مطلقاً زاد إحساسي بالنقص والضعف ومع أن لا أحد كان يعرف بما يجري إلا أنني كنت أسير في الشارع وأظن أن جميع الناس ينظرون إليَ ويعرفون أين كنت وماذا فعلت.
لم يكن شيئاً مؤلماً أكثر من كلامي مع نفسي أكون ممزقة بين هل الخطأ خطأي أم لا، وكنت أحس بالذنب لكل شيء حتى إذا ألقيت السلام على أحد أمضي وقتاً طويلاً اسأل نفسي هل كان يجب أن أسلم أم لا، وهل فعلت كما يجب وكلما ازداد الألم قل تفكيري تركيزاً ومنهجية، وهذا ما أعانيه وأنا اكتب لكم وفي داخلي أحس بالغضب والدم يغلي في عروقي واصنع حوارات وهمية أتحدث بها مع من هم حولي فعلاً ويزداد الألم سوءاً، وأشهد أنه الوحيد الذي كان يبدي اهتمام بي فكنت طوال الوقت متعبة من الدراسة ومن الخدمة ببيت أهله ولا أستطيع الراحة ومتعبة من التمثيل أن كل شيء كما يرام وصرت أذهب لشقته بدون موعد وأنام هناك وأكره نفسي لأنني ارتاح هناك فهو المكان الوحيد الذي أنام به على شيء لا يكاد يلامس الأرض وبغطاء وغرفة، دافئة فقد كنت أمضي الشتاء مريضة وتقول زوجة عمي طوال الوقت أمام الجميع أنني مهملة بنفسي وليس أني لا أملك إلا غطاء واحد!! وكان دائماً يبدي رأيه كيف يجب أن أتصرف مع الجميع بشكل غير مباشر لأنني لم أشكو له فعلاً لكنه كان يفهم ما يجري وأحس أنه يفهم طوال الوقت ما أقول لنفسي ولم يكن لي أي علاقة فعلية بالجامعة مع أي أحد مع أن هذا ما تمنيته لذا كنت أسعد في قراري لأنه يفهمني.
أنا لست فتاة ضعيفة بالرغم من كل شيء فلدي وجهات نظر عن أشياء كثيرة في الحياة وهذا ما لا يتمتع به الكثير واتخذ مواقف صارمة تجاه أشياء معينة وأصمم عليها حتى لو لم أستطيع تنفيذها وكنت أفهم أعمامي جداً كما هم حقيقة مهما تجملوا فهم ليسوا سيئين معي فقط بل هم أشرار مع كل الناس ومع بعضهم، لكن ما حصل أنهم توحدوا علي بدون حامي وأحياناً اشكر الله أني بدون أب حتى أفهمهم كما هم، لا أغر بهم كما هم مغرورون ببعض.
مر الوقت و كانت علاقتي بـ(ط) تزداد من الناحية النفسية رغم كل الأذى الذي يلحقه بي إلا أنني كنت أحس بوحدة قاتلة بدونه فهو الوحيد الذي يكلمني بالرغم من أنني لا أشاركه الكلام، أما علاقتي الجسدية به فلا أستطيع وصفها لكنه لم يكن مؤذياً جداً مع أنه من الواجب أن تكون كذلك برأيي فهو لم يأخذ كل شيء مني ولم تكن علاقته بي مهينه أو شاذة وكنت كلما أدخل بيته أقول لنفسي هل سأفقد عذريتي اليوم وكنت بيني وبين نفسي أستجديه وأقول أن سلاح المرأة دموعها لكني لم أشكو ولم أبكي أمامه يوماً وأحتقر نفسي إذ أقول أنني كنت أحياناً أتمتع بملامسته لي وأبقى صريعة إحساسي بالذنب والحرام والحلال وما يجب أن أحس به فسيطرتي الجيدة على مشاعري هي ما أبقتني بكامل قواي العقلية للآن،
وقد قرأت أن الفتاة لا تكون مذنبة بهذا الوضع حتى تبدأ تشعر بالمتعة لكني لم أستطع منع نفسي للحظات وكان هو يسعد لذلك وعندما يشعر أن الأمر بدأ يخرج عن سيطرته كأن يقول لي أن أخرج من المنزل بسرعة وكنت أفعل وأبكي طويلاً ويزداد شعوري بالانحطاط، لكنه وبطريقة غريبة لم يكن يربط علاقتي الجسدية معه بما يقدمه لي فهو سخي جداً علي إذا كان السخاء كلمة مناسبة وقد أصلح لي مخدعي الفقير ببيت أهله رغم عدم إعجاب والدته خاصة إلا أنهم كما قلت سابقاً لا يرفضون له رأياً وحجته أنني ابنة عمه ويجب أن يليق المقام بوالده وبيته قبلي وكنت كثيراً ما أتساءل هل فعلاً لا أحد يعرف ما يجري أم أنهم كعادتهم أجبن من أن يواجهوا أي شيء..
وهو من علمني أشياء كثيرة بالحياة عن الناس والأشخاص والنفسيات جعلت فهمي لكل شيء واضحاً أكثر حتى أني كنت اشعر أنني ابنته بحنانه علي، وهو من علمني النت وقيادة السيارة والمطالعة وأشياء كثيرة كانت مستحيلة برأيي ويدعمني بكل ما أفكر به إلا ابتعادي عنه، لم أجرؤ على طرده وكنت ألوم نفسي وأقول أن الوضع يرضيني واحتقر نفسي أكثر، ومرضت أكثر وبدأت أدوخ كثيراً وحرارتي ترتفع وتنخفض وجسدي يؤلمني بشدة.
وفي كل هذا الوضع كان والدي بفكري.. هو والدي الذي لم يسأل عني أبداً كنت أقول لنفسي أنه لولاه ولولا خوفي على سمعته لأقمت أنا علاقة برضاي وقمت بقتل نفسي لأرتاح ولم أفعل خوفًا من الله ولسمعة أبي؟؟ وكان كل شيء يصبح أفضل ويزداد سوءا في الوقت نفسه وأكثر ما كرهته هو جمالي الذي أوصلني منذ البداية لكل شيء فأصبح حصولي على أي شيء متدنياً لأنه بدأ من شيء متدني أصلاً هو أني بعت نفسي وعندما أصبحت في السنة الثالثة أبي حضر لهنا؛
إذ مرض جدي وأشرف على الموت، قرر أبي الحضور مع زوجته وأبناءه الأربعة وقد أملت كثيراً في الزيارة وكأنه سيأخذني معه لعالم وردي وسعيد جداً وبعيد جداً، وكنت من السخافة لدرجة فكرت أن أقول له ما حصل بيني وبين (ط) كي يسامحني وأن أعتذر له لأني لم أجتهد في دراستي جداً وأشياء لا أذكرها لتفاهتي لكن شيء عميق في داخلي كان يعرف أن هذا كله كذب، وكنت أرجو الله أن تسير الأمور على خير فأخاف أن لا يسامحني ويقتلني وهذا حقه طبعاً فمهما حصل لا يحق لي ما فعلت وكنت أرجو الله كثيراً أن تجري الأمور على خير ومرضت كثيراً وتوقفت عن الدراسة وأصر (ط) على زيارتي للطبيب الذي نصحني بزيارة اختصاصي الأعصاب وقد فعلت وبعد الفحوصات والصور قال أنني أعاني من صداع توتري ووصف أدوية ومسكنات لم تجدي نفعاً، ثم غيرها ولم تجدي نفعاً أيضاً، كان ابن عمي يقول لي رغم عدم شكواي له أبداً أن الأمور ستسير على ما يرام وكأنه يعلم كل ما بنفسي وابتعد عني في تلك الفترة.
وأخيراً أتى أبي ويا ليته لم يفعل.. فحضوره كان مخزياً لي أكثر من كل ما مضى أقسم بأنه لم يكلمني وسلم علي وكأنني غريبة حتى أن كلامه مع بنات عمي كان حميمي أكثر من حديثه معي ولم يكلمني أخوتي أبداً ودعا أبي الجميع للغداء معه وأحضر لهم الهدايا ونسيني ولم يلاحظ غيابي ولم يسال عني والشخص الوحيد الذي بقي معي في المنزل هو (ط) وأنا أعصر آلامي ولم نتفوه كلانا بأي كلمة...
كنت أظن أنه يعرف ما بيني وبين (ط) لذا لم يكلمني وكنت سأسأله –(ط)- أن اخبر أبي فعلاً لكني لم أجرؤ فبهذا تظهر آلامي أمامه ولا أريد ذلك وكنت أقول أنني لم أذهب لأنني متعبة، وهو يعرف أنني أكذب وأعرف أنه بقي لمواساتي وكان حنان أبي على (أختي الوحيدة) خاصة تشعرني بالحنق فهي تصغرني بقليل وعلى وشك إنهاء دراستها المدرسية وكان لا يفتأ يفكر بها ويلوح بأفكاره عن مستقبلها ودراستها وكم هي مميزة ومثقفة ومؤدبة وهي كذلك فعلاً وذكية يفخر بها، وبكل هذا لم ينظر هو أو هي أو أي أحد من العائلة التي طالما حلمت بها إليَ وكان الجميع يقول أن أبي يقارنني بها لأنها أفضل مني ومعه الحق بإهمالي من أجل تلك العائلة الرائعة؛
وكرهت ما أنا عليه وسافر أبي هكذا بدون أن يقول شيئاً وكنت أزداد مرضاً وتمنيت أن أتكلم لأول مرة أريد أن أتحدث مع أحد ولم يوجد أحد سوى (ط) المعتدي الأول والمخلص، وبدأت أتكلم بلحظة سقوط نفسي عن أبي وإحساسي بالذنب وعن كرهي له ولأهله ولنفسي وانحطاطي وبكيت كثيراً وصرخت أكثر وشتمته وكسرت كل ما كان أمامي وقلت أشياء كثيرة طالما تمنيت قولها ولا أذكر ما حدث كله إلا أنه بقي معي حتى انتهيت ثم أوصلني للبيت وبقي بجانبي طوال الليل حتى هدأت وبقي لفترة طويلة يكلمني ويهدأ من روعي وساعدني على الاقتناع أن الذنب بكل شيء ليس ذنبي بل ذنب أبي وأمي وأهله وهو أيضاً وأكثر ما أراحني عندما قال أن أبي عندما تركني في طفولتي لم يكن يعرف إذا كانت الفتاة التي سينجبها لاحقاً أفضل مني أم لا، فقط هو نذل ويجب أن أنساه تماماً فحتى لو كانت فليس مبرراً له ما فعل،
وأقنعني بأشياء كثيرة حسنت نفسيتي وصورتي عن الحياة التي أحياها وخرجت قليلاً من دور الشريرة الذي كنت أظنها أنا حتى أنه اعترف أنه هو النذل والدنيء بما حصل بيننا وأنا مجرد ضحية، لم أقتنع لكني ارتحت كثيراً وبكيت على صدره كثيراً ولم أعرف أن جاز أن يكون جلادي هو مسعفي؟
لقد اقتربت من التخرج وأصبح الزواج الذي أتمناه صعباً أكثر فأنا أعطي نفسي لشخص بانتظام وأريد الزواج من آخر.. واحتقرت نفسي وأنني سأخدع شخص ليس له ذنب وكنت أفكر كثيراً أنه لا يجب أن أتزوج أصلاً فإن فكرة الصراحة غير واردة أبداً ولا يجب أن أكون كاذبة لكن ما الحل؟..
في بداية هذا العام عرفت بالصدفة أن دراستي لم تكن على نفقة الدولة بل كانت بالنظام الموازي على حساب (ط) فهو لم يسمح لي أبداً بالتسجيل لأي فصل بل كان هو يفعل ذلك وكما أظن كان هذا يكلفه كل عام ما يقارب 3000 $ !! ولم أقل له أني علمت فقد فوجئت جداً..
لقد اقتربت من التخرج وتغير الكثير منذ زمن ولم أعد الشاه السوداء جداً بالنسبة لزوجة عمي وذلك بفضل ابنها الذي طالما وقف كدرع بطريقة أو بأخرى ولانشغالهم بأبنائهم وبناتهم ومشاكلهم، وتحسنت قليلاً صورتي عن نفسي وتحسنت صحتي كثيراً وصرت أقبل بتناقض أن المعتدي هو المخلص كما قبلت بكل تناقض آخر.
لقد عرض علي (ط) الزواج بعد صراع طويل ومرير مع نفسه خوفاً من أن أرفضه، ذلك أن رفضي لن يؤذي كرامته فحسب بل لن يسمح له بالاقتراب مني كما أدمن علي على حد قوله، أنا لم أرفض وأشعر أنه من الواجب أن أوافق وقد ترك كل الحرية لي بهذا الأمر، صحيح أنه آذاني كثيراً لكنه طوال ما عرفته لم يقم أي علاقة مع أي فتاة أخرى مع أن ذلك سيكون أرخص وأيسر وبدون أي مقابل وكان دائماً يقول لي أن وجدت شاب يناسبني فيجب أن لا أضيعه وهو يعلم أنني لن أفعل ثم أصبح الأمر يثير غيرته وجنونه.
لا أريد أن أسأل ماذا أفعل لأن الأمر ليس بيدي فلو أراد الزواج بي فسيفعل ولن ارفض حتى لو أردت الرفض، أريد أن أعرف لم يفعل الناس كل هذا ويتسببون بالألم لبعضهم البعض؟..
ما الذي سيخسره أبي لو كلمني بالهاتف وسألني عن حالي اطمأن علي في زيارته وما المانع أن تسأل أمي عني حتى ولو مرة في العام وما الشيء الذي سيحدث لو كانت زوجة عمي أكثر لطفاً معي وسمحت لي بالنوم مع بناتها بنفس المكان ماذا سيحصل للعالم؟..
وما الذي سيخسره عمي لو أعطاني مصروفاً واشترى لي ملابس العيد ككل الأطفال؟ وماذا سيخسر الجميع لو تحدثوا معي كما يفعلون كل يوم مع بعضهم؟ و(ط)؟؟ أنا أعرف أنه لم يأخذ شيء يذكر مقارنة بفتاة قابلها على قارعة الطريق لن تكلفه قرشاً واحداً ولن يتعب معها بصد ورد ومجاملات واستجداء أحيانا ًوتعليمي أشياء لا تنتهي قد أتعبته هو وأخذت من وقته، فقد كان يستطيع أن يساعدني بدون أن يعرضني لكل هذا الألم وأقسم أنه لو اغتصبني فعلاً ولم يقدم لي شيء أبداً لكان كل شيء مبرراً أكثر.....
أريد أجوبة
أرجوكم
22/4/2008
رد المستشار
ابنتي "شو الفرق"؛
تألمت من قراءة قصتك صعبة التفاصيل، فأنت يا ابنتي "من المُعذَّبين في الأرض"، وهم كُثُر، تلك القصة التي يمكن اختصارها في قول الشاعر:
هذا ما جناه أبي وما جنيت على أحد
فوالدك هو من اختار أمك زوجة له، وكان من المفروض أن يُصلح ما أفسده اختياره؛ بأن يعطيك اهتماما أكثر ورعاية أكبر بعد أن انفصل عن والدتك، ولكن هذه هي الحياة يا ابنتي؛ فهي تسير وفقاً لرغبة الآباء وليس رغبة الأبناء حتى يكبر الأبناء وتصبح الدفة بأيديهم، وأظن أن دفة القيادة ستؤول إليك أنت وابن عمك (ط) قريبا جداً، كما آلت لابن عمك من قبل، فهو المسيطر الآن تقريباً على توجيه أفكار أمه وأبيه بل وأسرتكم الممتدة ولو بقدر ما، كما قلت أنت.
ورغم أن ابن عمك لم يكن فاضلا معك بالقدر المطلوب منه، ولكنه كان على أي حال أفضل من غيره، ولا تنسِ أنه ساعدك على استكمال دراستك والإنفاق عليك وتوجيهك وحمايتك من باقي الأقارب وغيرهم في أوقات كثيرة، ومن كلماتك أرى أنك مقدرة لتلك الجوانب في هذا الشخص بالرغم من استغلاله لظروفك الصعبة في إرضاء شهواته ونزواته.
ابنتي الغالية؛
ردت أختي المستشارة أميرة بدران عليك خير رد يمكن لأي مستشار أن يرد به على من هن في مثل حالتك؛ ولكني أكتب هذه الكلمات أولاً: تأثرا بمشكلتك، وثانياً إعجاباً بأسلوبك الأدبي الراقي الجميل في السرد والرواية والذي يصلح أن يكون بداية مشروع أديبة قصصية أو روائية ستصقلها القراءة المستمرة والمزيد من تجارب الحياة، ثم الكتابة على مر الأيام؛ فلا تتوقفي عن القراءة في مختلف الفروع مع كتابة خواطرك وعرضها على الآخرين، ولولا أنك عايشت أحداث هذه القصة بنفسك لظننت أنك كتبت لنا قصة فيلم سينمائي ميلو- درامي لم تنته أحداثه بعد!!!،
وأدعو الله من سويداء قلبي أن تكون النهاية سعيدة وليست صعبة وقاصية كما كانت البداية، وهذه النقطة بالذات تجعلني أذكر لك السبب الثالث في كتابة هذه المشاركة؛ ألا وهو: أن أدعوك لأن تكوني أكثر تسامحاً مع نفسك فلا تحتقرينها ولا تلومينها باستمرار على ما بدر منك من إساءات حدثت لك برغبتك أو رغماً منك، فما حدث قد حدث وانتهى، وأمامك بإذن الله مستقبلاً واعداً، والقادم أفضل بمشيئة الله عز وجل، وما مضى كله يا ابنتي -من أحداث موجعة لك- اجعليه صفحة منزوعة وممزقة من سجل حياتك؛ ولا تنس أن بابي التوبة والاستغفار مفتوحين على مصراعيهما لمن أراد أن يعود ويئوب ويتوب ويقترب من الخالق عز وجل، والخطوة الأولى يجب أن تكون من العبد والباقي من العون والتسهيل والتيسير على رب العباد بعد ذلك.
يتبقى أن أطلب منك يا ابنتي العفو والتسامح مع كل من آذاك سواء أكانت أمك التي تركتك وأنت صغيرة ولا تعرفين عنها شيئاً تقريباً، أو والدك الذي أهملك طوال الوقت ولم يعوضك عن بعد أمك، أو باقي أفراد عائلتك الممتدة، من أعمامك وعماتك وزوجاتهم وأزواجهن وأبنائهم وبناتهم، حتى من آذاك بالتلميح أو التصريح في يوم من الأيام؛ وهذا التسامح مفيد لك أنت أولا؛ لأنه يعطيك دفعة قوية كي تحترمين ذاتك ولا تحتقرينها؛ ولتنجزي بصورة أفضل في دراستك الحالية وفي مستقبل حياتك، وأتمنى وأدعو الله أن يمد في عمري وأسمع وأرى أنك قد أصبحت ماديا ومعنوياً أفضل من كل شخص آذاك في يوم من الأيام ولو بالتلميح همزاً ولمزاً؛ يقول تعالى: "وَنُريدُ أن نَمُنَّ على الذين استُضعِفُوا في الأرضِ ونجعلَهُم أئمةًً ونَجْعلَهُمُ الوَارِثِينَ"(القصص، 5).
ويتبع >>>>: الهدية الملعونة م