السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
مشكلتي هي الخوف من الأمراض! فأنا لا أحب السماع عنها ولا قراءتها، ولا أحب سماع الشكاوى المرضية مثل: صدري يؤلمني... وهكذا، فهذا يحدث نوع من الإيحاء لدي فأشعر بألم بالصدر إذا سمعت شكوى ألم الصدر!.
قبل شهر تقريباً حدثت لدي أعراض مفاجئة عندما كنت آكل الشكولاتة، لم آكل إلا قطعة واحدة وبعدها شعرت برغبة بالذهاب إلى الحمام كثيراً، ثم داهمني الخوف من مرض السكري لأن من أعراضه كثرة التبول، وقلت بعدها سيجف حلقي وسأشعر بكثرة العطش، وجنّ جنوني بعدها ولم أشرب الماء منذ تلك الحادثة إلا لتناول الدواء فقط، أصبحت أكره الماء وأخاف منه وصارت حالتي النفسية سيئة جداً. لك أن تتخيل عزيزي المستشار عطشانة أريد ماء ولا أستطيع أن أشربه! من حقك أن تتساءل لماذا أخاف من الماء؟ أنت تدري يا عزيزي المستشار أن من أعراض السكري كثرة العطش، وأنا حرمت نفسي من الماء لكي لا يزداد خوفي، فقد خفت إن شربت الماء أشعر بالعطش مرة أخرى فيزداد خوفي من المرض، وحتى لا أشعر بجفاف الفم أصبحت أمضغ العلكة 24 ساعة حتى وأنا نائمة لأنني كنت خائفة من أن أصاب بجفاف الفم!
وعلى فكرة هذه الحالة تأتيني دائماً بين الفينة والأخرى، أنا تصيبني هذه الأعراض، لكن هذه المرة كانت أشد حرمت من الماء ولكن الحمد الله خفت هذه الحالة كثيراً وأصبحت أعوض الماء بالعصير، لا أدري أصبحت لا أشتهي الماء، وحتى العلكة لم أعد أتناولها ولا أشعر بالعطش أو جفاف الفم والحمد الله.
مشكلتي الأخرى هي العصبية والعدوانية وإثارة المشاكل والغضب بسرعة؛ أصبحت أثير المشكلات والفتن، لا أحب التجمعات ولا أحب أن أزور أحداً أو أن يأتي أناس لبيتنا، لا أدري لماذا؟! حتى في الكلية لا أحتك بزميلاتي إلا قليلاً، وعند تناول الطعام بالكافتيريا أتناوله وحدي. أحياناً عند الذهاب إلى التجمعات أشعر بالرغبة في البكاء وذرف الدموع، لكني أحاول أن أمسك نفسي. أنا بالأساس أعاني من نوبات هلع، الحمد الله خفت بشكل كبير ولله الحمد، مع خوفي قليلاً من قيادة السيارة فأنا أخاف أن تأتيني وأنا أقود السيارة.
وآخر شيء أنا أخاف من البرق بسبب شكله أو لونه، أخاف أن يصعقني البرق وأنا أقود السيارة فأحترق وأتفحم! لا أدري ماذا أفعل؟ أنا لا أحب قيادة السيارة في الأوقات المطيرة.
وشكراً لكم، وفقكم الله.
آخر شيء أحببت قوله أنني مصابة بالقولون العصبي، وكنت أتناول أدوية والآن توقفت عن تناولها بسبب عدم فائدتها في تخفيف الأعراض.
30/08/2009
رد المستشار
الأخت السائلة،
إن وهم المرض هو اعتقاد مرضي لدى الشخص بأنه مصاب بمرض عضوي خطير، وبالرغم من الأدلة التي تعاكس ذلك من فحوصات ومعاينة طبية تثبت سلامته من هذا المرض يظل المريض يعتقد بذلك، وهذا الاعتقاد يأخذ شكل الفكرة المبالغ في تقديرها لدى المريض abnormal belief : overvalued idea ومثل ذلك الأفكار السوداوية المصاحبة للاكتئاب؛ كأن يعتقد الشخص أنه مصاب بالسرطان أو الإيدز مثلاً دون دليل طبي على ذلك.
نظرياً يتميز المرض بكونه مرض مميت أو يسبب الإعاقة (ولي تحفظ على ذلك سأذكره بآخر الرسالة)، وغالباً ما يسيء الشخص تفسير أي أعراض جسدية بسيطة يعاني منها على أنها دلائل ومؤشرات المرض المزعوم، وكذلك الاختلافات البسيطة بالفحوصات التي يجب أن يتقبلها الجميع تسبب له الذعر ويعزوها للمرض.
ومن أسباب هذا المرض: إصابة الشخص بمرض عضوي جدير بالاهتمام في الطفولة، أو إصابة أحد الوالدين بمرض عضال سبب الوفاة –مبالغة الأبوين في اللجوء للرعاية الطبية–، الإهمال وسوء معاملة الطفل كالتحرش الجنسي بالأطفال.
50% من الحالات تعاني مرضاً مصاحباً كالوسواس القهري أو نوبات الهلع وأيضاً الاكتئاب، ومن الواضح أن أختنا العزيزة تشكو من التوهم المرضي وتحتاج لعلاجه مع الطبيب النفسي، لكن يجب أن تتوقف عن قلقها الشديد المبالغ فيه، وهنا يأتي تحفظي على نوع المرض المسبب للقلق عند مريض التوهم المرضي؛ فمدى شدة الخطورة للمرض تتوقف علي عوامل كثيرة تؤثر على تقييمنا له غير كونه يوصف بالمميت أو العضال منها على سبيل المثال أن شخصية المريض –تجاربه الحياتية– تاريخه المرضي وللأسرة، ومثال ذلك أن مرض السكري ليس مرضاً مميتاً كالسرطان لكنه مسبب لمضاعفات خطيرة ربما يعتبرها المريض مميتة لأن والدته توفيت على إثر غيبوبة سكري مثلاً... إلخ.
كما تخلق الفحوصات مع القلق حلقة مفرغة من الفحوصات السلبية تؤدي إلى إزالة القلق مما يعمل بدوره كعامل معزز لزيادة الفحوصات وما يصاحبها من قلق على النتائج وانشغال بالمرض، ويجب كسر هذه الحلقة بالتوقف عن الفحوصات الزائدة عن الحاجة مع الإرشاد والتطمين النفسي من الطبيب في حالة أختنا السائلة والله معها.
واقرئي على مجانين:
وسواس المرض: رهابي أم وسواسي؟
وسواس مرض من النوع الوسواسي!
من وسواس المرض إلى الاكتئاب
عشرون عاما مع وسواس المرض
إجابة مجانين الأخيرة
ويتبع>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>>> زهرة النرجس ووسواس المرض م