ماما ماتت بابا مسافر وأخي ينظر!
اندهشت للغاية من موقف د. آمنة المتسائل عن طبيعة مخاوف الفتاة من أخيها لأنها ذكرت صراحة أن نظراتة لها أصبحت بعد انفرادهما بالسكن وحدهما غريبة وغير أخوية وهي تقصد طبعا نظرة الرغبة أو الشهوة فلا أدري لماذا اعتقدت الدكتورة أنه مجرد خوف عام من الرجال إلى آخره.
يبدو أننا نرتبك عندما نتعرض لحالة اشتهاء المحارم وننكر باستمرار وجودها أو نقلل منه ربما لخجلنا من أن تكون مجتمعاتنا الشرقية المتدينة معرضة لهذا الخلل الذي يوجد بالمجتمعات الغربية الغير مرتبطة بالدين بقوة، وإن كنت أتفق مع الدكتورة أن الحل يكمن في اللجوء بوضوح إلى الأخت الكبرى وربما في مغادرة المنزل في النهاية لأن الغريزة هنا قد تتغلب على الدين والعادات وتجريم المجتمع ولا ننسى أننا كما يقول د.أحمد عبد الله دائما شعوب غير مشبعة عاطفيا وجنسيا فلا نعجب إذا انحرفت رغبات البعض منا لتنصرف في طريق غير سوي.
وأضرب مثلا بصديق مقرب لي تصاعدت الخلافات بين أخته الصغرى وزوجها لإهماله العاطفي والجنسي لها فاضطر للتدخل بينهما وجلس مع أخته الباكية تشرح له كيف يصاب زوجها بالفتور منها رغم حداثة عهدهما بالزواج وأنه قد يمل أثناء العلاقة الزوجية فيتركها فجأة في منتصف العلاقة فتصرخ من الغضب والألم، حكاية عادية ليس فيها ما يدهش ولكن لأن صديقي غير مشبع جنسيا بأي صورة فقد أثارته تفاصيل قصة أخته حتى أنه قذف وهو يستمع لها؟! لم يخبرها بالطبع وأحس بخجل عميق وانسحب تماما من حل المشكلة.
إن وازعه الديني جعله يهرب من إحساس غريب وغير مشروع ولكن غيره ممن يقل عندهم هذا الوازع -وهم ليسوا بقلة- كان من الممكن أن يستكشفوا آفاق ضعف هذه الأخت وحاجتها لرجل حتى ولو كان من محارمها وهو ما أعتقد أنه يحدث في حالة صاحبة الشكوى، أقصد ضعف الوازع الأخلاقي والديني عند أخيها وتوجيهه لغريزته الوجهة الخاطئة.
17/ 3/ 2010
رد المستشار
الفاضل "خالد"؛
بادئ ذي بدء أشكر لك اهتمامك ومتابعتك لموقع مجانين وقضاياه، وأسعدني جدا ردك لأن النقاش يعمق الفهم حيث قد تكون هناك بعض النقاط التي لا تتضح في الردود.
بالنسبة لاندهاشك فهو في غير محله لأن لا موقع له فأنا لم أنكر وجود مثل هذه الأمور وكثيرا ما تصادفني في العيادة، لكن رغم ذلك لا يمكن تعميمها على الجميع لأن هناك مؤشرات عامة يجب وجودها وأدلة يجب الاستناد إليها قبل أن نبت بالأمر، في حالة هذه الفتاة لم تذكر أية أسباب واضحة لمخاوفها وكما ذكرت فإن خوفها كذلك من زوج أختها قد أعطى انطباع عن الفتاة أن لديها مخاوف من الرجال بشكل عام، وبالطبع في ظل عدم توافر معلومات واضحة وكافية لا يمكن الجزم بوجود شذوذ في نظرة الأخ فمثل هذه الأمور قد تأخذ منحى خطير إذا تم ترسيخها في ذهن شخص ما تجاه آخر بدون وجود دليل.
قد تكون إحدى الاحتمالات التي لم أشأ ذكرها هنا هو أنه قد سبق تعرض الفتاة لتحرش من شخص قريب في سن مبكر من طفولتها... مما زرع الخوف بداخلها قلق وخوف... وهذا ما نسميه بالتجربة السلبية التي تضع ظلالها على حياتنا المستقبلية في حال لم نعادلها أو نتخلص منها، وفي حالة هذه الفتاة فمثل هذه الأمور وأرده جدا في مثل ظروفها... ولكن نعود لصلب الموضوع، فأنا لم أنكر ولكن لا أستطيع تأكيد موضوع بمثل هذه الحساسية ولذا اقترحت على الفتاة التعامل مع المخاوف والقلق الذي تعانيه بموضوعية وعملية فلابد من وجود شخص بالغ معها في كل الأحوال ليرشدها، في أحيان كثيرة أخي الفاضل في مثل هذه القضايا وفي مثل مجتمعاتنا حيث لا توجد خدمات متكاملة لرعاية ضحايا هذه الانحرافات... يصبح الأهم هو كيف تساعد الضحية لحماية نفسها وفي حدود ظروفها وإمكانياتها.
لا تستطيع أن تطلب منها مثلا اللجوء للشرطة... وبعد ذلك ماذا يحدث هل لديهم برنامج لعلاجها نفسيا ورعايتها فيما بعد. هل هناك ما يحميها؟! هل هناك ما يعوضها عن أسرتها الحالية، لابد من النظر إلى القضايا نظرة شمولية دائما قبل الحكم.... وأكرر شكري لك لتعليقك، ودمت سالما.