أدوية الخوف الاجتماعي
السلام عليكم؛
ما مدى كفاءة كل من Trazodone Amitriptyline dothiepin mianserin maprotiline Trimipramine Tianeptine في علاج الخوف الاجتماعي والاكتئاب، وهل الجمع بينهم مفيد فأنا آخذ تريزدون 250 مج وحالتي تتذبذب بين التحسن والاكتئاب فهل من طريقة لتثبيت الحالة النفسية وهل آخذ معه شيء إضافي، وهل تريزدون وحده كافي لعلاج الخوف الاجتماعي والاكتئاب، وما هو ترتيب الأدوية من حيث الأفضلية لعلاج الخوف الاجتماعي، وهل حرارة المشروبات الساخنة مثل الشاي تؤثر على الأدوية في المعدة فتفسدها وتفقد مفعولها إذا أخذت الدواء بعد تناول المشروب أو إذا أخذت مشروب ساخن بعد تناول الدواء بفترة قصيرة.
13/10/2011
رد المستشار
الأستاذ الفاضل "أحمد" السلام عليكم ورحمة وبركاته؛
نشكر لك ثقتك في موقعنا وحرصك على معرفة المعلومات الأساسية عن مرضك والتفاصيل عن الدواء.
الحقيقة ما تسأل عنه يا أستاذ أحمد هي أسئلة هامة جدا لكل مريض نفسي ومن أجله كان هذا الموقع المفيد إن شاء الله.
فزيادة وعي المريض بأعراض مرضه وما يستلزم من علاج سواء دوائي أو نفسي كذلك معرفة أنواع العلاجات الدوائية وكيفية تناولها وتفاعلها في الجسم شيء هام يزيد من تبصر المريض بحالته والتصاقه بالعلاج وهذا ثبت في أغلب الأبحاث الخاصة بالدواء.
ولكن ابتداءً لا بد أن نشير هنا أن ما تسأل عنه هو ما يسمى في الطب بعلم الدواء أو علم العقاقير Pharmacology وهذا علم واسع وله تفاصيل كثيرة لا أريد بأن نقحم قرائنا فيها ولكن ما سنأخذه منها هو التطبيقي وهو ما يهمنا في استمرارية العلاج.
ينقسم علم الدواء إلى ما يسمى علم حركيات الدواء Pharmacokinetic يختص بكيفية تحرك الدواء داخل جسد الكائن الحي، وما يسمى علم فعاليات الدواء Pharmacodynamic وهو المعنيُّ بدراسة فعل العقاقير أو تأثيرها في جسد الكائن الحي فعلم حركيات الدواء هو ما يختص بطريقة امتصاص الدواء في الجسم وكيفية توزيعه، وتفاعله الكيميائي داخل الجسم ونهاية كيفية إخراجه من الجسم، وهذا ما عنيته أنت في سؤالك عن تأثير المشروبات الساخنة على الأدوية فبعض الأدوية يتأثر بمحتويات المعدة من طعام وشراب وبعضها لا يتأثر وبعض الأدوية أيضا يؤثر في الجهاز الهضمي إذا أخذت على معدة فارغة وردا على سؤالك فإن المشروبات الساخنة لا تؤثر على فاعلية امتصاص دواء تراذودون Trazodone لأن هذا الدواء ليس heat labile أي لا يتغير بالحرارة وهذا حال كثير من الأدوية النفسية وتراعي ذلك كثير من شركات الأدوية وتصنع هذه العقاقير لتكون غير متأثرة بالحرارة حتى يراعى طرق تناولها المختلفة سواء مع الطعام أو مذابة في العصير وما إلى ذلك.
أما علم فعاليات الدواء وهو المعنى بتأثير العقار على الجسد فلكل دواء من مجموعات العقاقير النفسية تكون مستقبلات عصبية Neuronal Receptors داخل المخ وحين يندمج هذا العقار مع المستقبلات العصبية الخاصة به يحدث التأثير المطلوب وبعض هذه المستقبلات تحدث تأثيرا منبها وبعضها يحدث تأثيرا مثبطا حسب نوع المرض الخاص بها.
لذلك فإن ترتيب أنواع الأدوية من حيث الأفضلية في مرض معين يكون تبعا لأكثر دواء يمكن أن يؤثر على أكبر عدد من المستقبلات الخاصة بهذا المرض وأغلب الأبحاث الخاصة بالعقاقير النفسية ما زالت في تطورها لاكتشاف هذه المستقبلات الخاصة بكل مرض لإعطاء العقار المناسب.
وردا على استفسارك الخاص بترتيب أفضلية الأدوية في مرض الخوف الاجتماعي فإننا مبدئيا نحتاج أن نتعرف على المستقبلات الخاصة بمرض الخوف الاجتماعي وهي المستقبلات الخاصة بمادة السرتونين والإبينيفرين والنورإيبينفرين وتبعا لذلك تكون العقاقير من مجموعة مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات من أنسب الأدوية مثل عقار الإيميبرامين والأميتريبتلين والترازودون فكلهم يشتركون في تحفيزهم لمستقبلات خاصة بالخوف الاجتماعي والاكتئاب ويبقى شيء آخر في طريقة اختيار العلاج هو الفروق الفردية بين الأشخاص في الاستجابة للعلاج وهناك مدرستان في إعطاء العلاج، فهناك مدرسة تفضل إعطاء ما يسمى بسياسة العلاج بالعقار الواحد Monotherapy وهي تعني إعطاء العلاج الأحادي لمدة كافية وإذا لم تحدث استجابة يتم إضافة علاج آخر ويعطي مدة كافية وهي حوالي شهر ونصف إلى شهرين وإذا لم تحدث الاستجابة يتم استبدال أحد العقاقير بعقار آخر وأيضا إعطاؤه الفرص الكافية لحدوث الاستجابة وهكذا.
أما المدرسة الأخرى فهي سياسة العلاج بأكثر من عقار واحد Polytherapy فهي تتبنى فكرة إعطاء مجموعة من الأدوية جملة واحدة حتى تستطيع تحفيز جميع المستقبلات العصبية الممكنة لإعطاء أفضل فرصة للمريض من أول مرة وهذه ميزة، ولكن عيب هذه الطريقة أن الأعراض الجانبية تزيد على المريض وكذلك التكلفة المادية.
وردا على استفسار سيادتك عن أخذ الترازودون مع بقاء الأعراض وتذبذبها فالأفضل هو أخذ العقار بجرعته الكاملة ولمدة كافية لاختيار الفاعلية ثم إضافة عقار آخر ـ ويكون هذا تحت إشراف طبيب نفساني متخصص لتنظيم طريقة تناول العلاج كاملا ومتابعة الحالة ـ ولا تنسى أن العلاج لا يكتمل دون العلاج المعرفي السلوكي في حالات الخوف الاجتماعي والاكتئاب وهي طريقة العلاج التي تعطي تأثيرا إيجابيا مضاعفا إن شاء الله إذا أضيفت للعلاج الدوائي أرجو أكون بذلك قد أعطيتك الإجابة المفيدة على المصطلحات العلمية وشكرا.