التوتر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ظهرت عندي أعراض كثيرة وهي زيادة في ضربات القلب وسيبان في الأعصاب وفي أحيان قليلة تصل إلى رعشة وإحساس بالقيء وفي الشتاء تكون أعراض الرعشة والقيء شديدة وألم أسفل القفص الصدري مباشرة في المنتصف وظهرت هذه الأعراض كثيرا أثناء الصلاة في المسجد حيث أحس أني سأفقد الاتزان أثناء الصلاه مع زيادة ضربات القلب وأحس إحساس "الخضة" في القلب متكررة لدرجة أني أحس أن القلب سيتوقف وقلة اللعاب في فمي وعرق الجبين وأيضا أحس بشد في العينين لدرجة أني لا أستطيع أن أغمضهما وأحس أيضا بشد في فروة رأسي وأحيانا "وش" في رأسي أو ما شابه ذلك وأيضا سخونة في قدمي من أسفل الركبة إلى الصوابع وبعد أن تزول زيادة ضربات القلب لا أحس بضربات القلب؛
وهذه الأعراض ليست مستمره وأيضا عند النوم أحس أن قلبي متوقف في بعض الأحيان وعندما أنام على ظهري أحس أن القفص الصدري "ضاغط" على قلبي وأول ظهور لهذه الأعراض كان ليلة أول يوم في الامتحان وهذه الأعراض تحدث غالبا في الليل وأحيانا في النهار وهي الآن لدي منذ سنة تقريبا وذهبت إلى دكتور باطنة فطلب مني رسم قلب بالموجات الصوتية وكهربي وفحوصات (الكلي والكبد والغدة والسكر وصورة دم كاملة) وجميع هذه الفحوصات سليمة وقال لي الدكتور أنه توتر ولكني لم أعترف بأن عندي توتر وتوقفت ولم أذهب إليه ثانية وبعد فترة أحسست أن تكون هذه أعراض للتوتر خاصة إن وقت ظهورها كانت هناك بعض الضغوط فذهبت إلى دكتور باطنة آخر بعد الكشف والاطلاع على الفحوصات أعطاني بوسبار 5مج (1/3) قرص قبل النوم استمريت عليه لمدة حوالي شهرين ولم أحس بأي تحسن وأنا الآن لا أعلم ماذا أفعل مع هذه الأعراض علما أن سني الآن 22 سنة.
أتمنى لكم التوفيق والسداد وأن يعينكم الله على هذا العمل وأن يجعله في ميزان حسناتكم
R03;والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
13/09/2012
رد المستشار
الأخ الفاضل "محمد"؛
أحييك بتحية الإسلام وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وأدعو الله جل علاه أن يبعث الطمأنينة إلى نفسك ونفس كل نفس بشرية. وأما بعد....... فإن الذي تشكو منه فهو ما يطلق عليه طبقا لتقسيمات الطب النفسي "اضطراب القلق العام". وذلك بعد التأكد من خلوك من أية أمراض عضوية عن طريق الفحوصات السريرية (الكشف الطبي) والفحوصات المعملية التي قام بها الذين استشرتهم من أطباء الأمراض الباطنة حتى وصف لك الطبيب الأخير عقار البوسبار ولكن بجرعة بسيطة لا تكفي لتخفيف حدة المرض.
واضطراب القلق العام رغم انتشاره بدرجة عالية وخصوصا في العصور الحديثة يمثل إزعاج لكلاهما المريض فهو صاحب الخبرة المؤلمة والطبيب الذي يجتهد في البحث لإدراك السبب وراء ما يعاني منه المريض. فيبدأ الطبيب أولا في تحديد هل ما يعاني منه المريض عضوي المنشأ أم نفسي المنشأ؟.
وفي حالة أنه عضوي المنشأ فيبدأ البحث هل هو بسب صدمات دماغية أو أمراض عصبية معلومة أو أمراض بالقلب أو أمراض بالغدد أو أمراض عامة أو تسممات دوائية أو بسبب سوء استخدام المواد الفعالة على الجهاز العصبي المركزي... الخ؟ أما في حالة أنه نفسي المنشأ فينتقل الطبيب إلى محور آخر لتحديد منشأ الخبرة أهي داخلية أم خارجية أهي قديمة أم حديثة فيتعرف على طبيعة الصراع النفسي والذي تسبب في الخبرة المؤلمة فيسهل التعامل معه.
والقلق المرضي عادة ما يكون بسبب خوف غير معلوم وغير محدد وليس له سبب واضح مع إحساس بالتوتر والضغط الشديدين ويعبر عنه فسيولوجيا بما يعرف بظاهرة الكر والفر بدرجة كبيرة (مرضية) عن طريق الجهاز العصبي اللاإرادي بقاع المخ. وفيه أيضا ما نرثه من الخوف القديم الذي تحدث به علماء النفس "القلق الأساسي basic anxiety" وما ذكر في القرآن الكريم "خلق الإنسان هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا". وكذلك ما نعاني منه واقعيا من ضغوط اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية أو وظيفية أو معيشية...الخ. وكذلك الخوف مما هو قادم مستقبليا أي... ماذا بعد؟.
وطبيعة اضطراب القلق أنه من الأمراض المزمنة وعادة ما تبدأ تؤرق أصحابها في العقد الثالث من العمر ولا يعني هذا أنها لا تحدث في الأعمار الأخرى وتزيد نسبتها في النساء عن الرجال وقد يكون مسارها ثابت أو يزيد وينقص كموج البحر. وأما لماذا نتدخل طبيا لعلاج هذا الاضطراب لأن القلق تعدى حدود وظيفته الأصيلة في دفع الإنسان لآداء وظائفه الإنسانية في مجال الاجتماعيات والعمل والتحصيل.
وعلاج القلق العام له محاور متعددة منها ماهو دوائي طبي (مثل مضادات القلق بأنواعها ومضادات الاكتئاب وتصل أحيانا إلى مضادات الذهان) ومنها ماهو نفسي (بالدعم أو التحليل أو بالعلاج السلوكي أو المعرفي) ومنها ماهو تأهيلي (بتنظيم جداول يومية لممارسة الأنشطة الرياضية والاجتماعية.......... الخ) ومنها ماهو عن طريق التغذية الصحية والبعد عن المنشطات والتدخين..... الخ). ولذا أنصحك بالتواصل مع طبيب نفسي ليساعد معك بوضع خطة علاجية مناسبة لشخصيتك وظروفك المعيشية وشدة الأعراض التي تعاني منها...... إلخ. شافاك الله وعافاك وأخبرينا بما وصلت إليه.
واقرأ أيضًا :
نفسي عصابي قلق متعمم GAD