السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدية أحب أرحب على القائمين على هذا الموقع الرائع؛
وأبدأ قصتي أنا تخرجت من الثانوية العامة بمعدل ممتاز ودخلت الجامعة وعند بدء الدراسة كنت مهتما بعد ذلك أصبحت أتغيب عن المحاضرات وعن الاختبارات وقد كنت مهملا جدا في الجامعة رغم أنني كنت في دراستي متفوقا وكل زملائي يقولون لي أنني موسوس في الدراسة وفي الحضور.
وبعد مضي شهرين تقريبا وأنا في الجامعة سمعت أحد زملائي يقول هناك تقديم في شركة وقدمت فيها وبعد ذلك أتت الاختبارات النهائية فقد أحسست بالهم والقرف وكنت أريد الرجوع لأهلي وهذا الإحساس يراودني من أول ما دخلت هذه الجامعة فلم أصبر ورجعت إلى أهلي ولم أختبر ثم قبلت بالشركة وكنت فرحا فيها فقد كانت سنتين سنة دراسة وسنة تطبيق.
وذهبت إلى هناك من أول ما وصلت نفس الإحساس الذي أتاني في الجامعة هم وقرف وكنت أريد الرجوع إلى أهلي وما جلست أسبوع واحد فيها ورجعت وتحججت أن ما هي من طموحي وأن دوامها شفتات وكذا وراحت علي سنة وخلال السنة هذه مرت علي موقف إن كنت جالس مع أصحابي وقاعدين يتكلموا عن مرض والعياذ بالله عن الإيدز وأنه ما يظهر إلا بعد عشر سنوات وشكيت وخفت ورحت حللت وطلع والحمد لله ما عندي شيء.
وكمان كنت جالس في مزرعة يتكلموا عن مرض السرطان والعياذ بالله وشكيت بس زال الشك على طول وأي شيء يتكلموا فيه أحس أنه في على طول وجت السنة الجديدة وقدمت على كلية العلوم الطبية التطبيقية قسم مختبرات طبية وقبلت فيها ولله الحمد، وكان عندنا أول محاضرة دخل الدكتور وقعد يشرح عن خطورة المختبرات وكيفية الوقاية منها أنا خفت وبدأ عندي الشك وقلت في نفسي لازم أحول منها وبعدين نسيت وحبيت القسم وكان عندنا يوم تطبيق في المختبر وكان في مركب قال الدكتور أنه مميت لو وصل للفم أو إلى يدك إذا كانت مجروحة فقد كنت بعد التجارب أغسل يدي فوق خمس مرات علشان أطمن إن ما جاء في يدي ومرة ثانية كنت أسوي تجربة وأتى علي محلول ثاني وحرق يدي وسألت الدكتور قالي عادي ما في شيء بس أنا كنت شاكك يمكن في شيء ورحت المستشفى وكشف علي قالي عندك الضغط مهزوز شوي.
وسوست ورحت مسوتصف ثاني وقالي ضغطك عادي ما في شيء وكذا ارتحت ولكن حصل موقف ثاني إني رحت لدكتور سألته عن درجة الحاسب قال لي لسه ما صححت وطلعت لقيت واحد من زملائي قلت له قام قال لي الدنيا ما تستاهل وتخيل أنك تتعب تتعب وتوصل السنة الثالثة لاقدر الهل وتموت وكان واحد معاه يقول يضحك ويقول يعني اطلع من الحين وبعدها سرت أفكر في الكلام هذا ليل ونهار وليش قالي الكلام هذا وبعد مرات أقول يمكن كلامه صح وأرجع أقول لا صرت أعيش حرب نفسية صرت أخاف مره أوصل لسنة الثالثة رغم أن هذا الطالب كلامه كله كذا تقريبا يعني مرة الدكتور قال الأسبوع الجاي الاختبارات قام قال يمكن نموت قبل الاختبارات بس أنا مرة علقت معايا الفكرة وصرت محبط وأقاوم نفسي مقاومة حتى أدرس ولا أتشائم لما أحد يقول السنة الثالثة عندنا تطبيق وكذا.
ورغم هذا كله والضغوط والمقاومة النفسية إلا أنني أخذت الأول على الدفعة وإلى الآن وأنا موسوس بها وهذه الفكرة مسيطرة علي أرجو المساعدة بسرعة بسرعة وآسف على الإطالة فقد رويت معاناتي بالتفصيل فأرجو منكم سرعة الرد ولكم جزيل الشكر.
* ملحوظة: تم نشر هذه الاستشارة سابقاً على موقع المستشار
بتاريخ 25/ 2/ 2007
رد المستشار
الابن العزيز؛
أهلا وسهلا بك على موقعنا وشكرا على ثقتك.
ينزع بعضٌ من ذوي السمات الو سواسية إلى الخوف المفرط من المرض أو العدوى، ومن الواضح أن هذا حال متكرر معك وإن اختلفت شدة انشغالك أو أفكارك الاجترارية وأفعالك القهرية المبنية عليها والمتمثلة في التأكد وتكرار محاولة الاطمئنان، حتى تبدو لمن هو قريب منك وكأنك تبحث عن الأخبار السيئة فيما يتعلق بموضوع انشغالك.
أحيانا يا بني تكون ظاهرة الخوف من العدوى أو التلوث حالة عابرة لا يلبث صاحبها أن يطمئن بجهد قليل ممن يسألهم ليطمئنوه وأحيانا لا تكفي الطمأنة لا مرة ولا أكثر من مرة، وهي الحالة التي نسميها في الطب النفسي بالاضطراب المراقي Hypochondriasis أو ما أسميه وسواس المرض.
وها أنت وصلت الآن إلى الوسوسة بالخوف من الموت وهذا ما يعذب صاحبه رغم علمه بأن أحدا لا يعرف لحظة موته وبأن لكل نفس أجلها وساعتها وتذكر قوله تعالى: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ ().النحل:61
واقرأ ما تأخذك إليه الروابط التالية:
خوف الموت المرضي
وسواس المرض: التطير وخوف الموت متابعة
رهاب الموت
وسواس الموت
أحسب -غير السمات الو سواسية- أن لديك سمة عصابية أخرى لا يمكن استنتاجها من إفادتك هذه ولكن وجودها يبدو لي أكيدا من خلال ما هو واضح من حساسيتك المفرطة للأقوال والأفكار التي قد لا تمثل تهديدا غير عادي إضافة إلى سرعة تأثرك بكلمة هنا أو جملة هناك، كذلك فإن عدم قدرتك على المثابرة كما هو واضح من تركك الدراسة ثم عدم قدرتك على تحمل ضغوط العمل.
ورغم أنك ولله الفضل والمنة لم تتأثر من ناحية أدائك الأكاديمي بل أنت ما تزال تحقق التفوق وإن شاء الله تحفظه. إلا أنني أشعر بك تحترق كثيرا من داخلك مع الأفكار السوداء، يعني بأخف التشبيهات يا بني أنت تستهلك من وقودك أكثر من اللازم لتؤدي ربما أداءً أقل من قدراتك الحقيقية.
كل ذلك يجعلني أنصحك بضرورة عرض نفسك على طبيب نفساني يجري لك تقييما نفسيا كاملا ويحدد على أساسه نوعية العلاج اللازم لكن هذه نصيحتي وأنا في انتظار متابعتك.