التفكير..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
شكراً لكم على ما تقدمونه لنا من معلومات مفيدة..
سؤالي -بارك الله فيكم- متعلّق بمشكلتي؛ أذكر أنه ضاعت مني أوراق رسمية وبعضاً من أشيائي المهمة منذ سنة تقريباً، وقد بحثت عن هذه المفقودات لكن عبثاً فلم أجدها والحمد لله على كل حال..
حدث ما حدث وأنا أريد أن أنساه وألا أهتم بما جرى في الماضي الحزين لكن لا أستطيع! وكأن شيئاً يجبرني على تذكره..
ما زالت هذه الفكرة تلاحقني وتسبب لي الانزعاج وضياع الوقت في كل مجلس وفي كل مكان..
هل هذا وسواس أم قلق أم حرص زائد عن اللزوم، أم ماذا؟
أرجوكم ما الحل؟
14/03/2013
رد المستشار
الأخ الكريم..
نشكر لك ثقتك في موقع "الشبكة العربية للصحة النفسية" -مجانين-، ونسأل الله أن يكون الموقع وما تطالع فيه باب خير وتيسير وتوفيق..
أخي الكريم، الفارق بين الفكرة الوسواسية وغيرها هو أن غيرها خاضع لسيطرة عقلك على الفكرة؛ يأتي بها ويغيرها، ويرجئ التفكير فيها إلى حين، يوقفها أو يلغيها...إلخ؛ العقل هنا يمسك بزمام الفكرة وقادر على التحكم فيها. أما الفكرة المرضية التي يطلق عليها العلم "الفكرة الوسواسية" فهي حرّة تأتي وقتما تريد، سيدة نفسها تأمر فتطاع، يحوط بها التوتر والقلق والكآبة والحيرة... وهي تتلون بصور مختلفة..
نأتي لاستشارتك حول فكرة تلح عليك منذ ما يقارب العام، ويدور محتواها حول أوراق مهمة فقدت منك ولم تجدها.. وتقييمك العقلي للموضوع أنه "حدث ما حدث" وأنك ترغب في أن تسير في طريقك دون الاكتراث لهذا الحادث العارض وهو ضياع الأوراق. إلا أن- وهنا "مربط الفرس"- الفكرة تأتي إليك رغماً عنك، تطاردك في كل مجلس وكل مكان، وتسبب لك مشاعر سلبية من الانزعاج والقلق ولعله أحياناً عدم الفهم والشك..
هذه الفكرة هي فكرة مرضية؛ فكرة وسواسية، وللتخلص من الفكرة الوسواسية تحتاج إلى تدريب، وأخشى أن التدريب عن بعد– من خلال الانترنت- قد لا يجدي أحياناً، لكنه بداية الشفاء إن شاء الله. أنصحك بزيارة اختصاصي في علاج الأمراض النفسية ليأخذ بيدك إلى الفهم العميق والشفاء الكامل بإذن الله، وموطنك وما يحيط به من جيران يزخر باختصاصين أكفاء في هذا المجال..
إن أردت أن تجرب أولاً فعليك بقراءة الإرشادات العلاجية التي يزخر بها هذا الموقع على صورة مقالات متعددة وآلاف الاستشارات. استخدم خاصية البحث، وليكن معك ما تكتب عليه لتسجل خطوات البدء في منظومة ذاتية للعلاج..
أسأل الله أن تجد بداخلك العون والقوة لإيقاف هذه الفكرة المرضية والسير قدماً إلى آفاق أرحب..
وأكتفي بهذه النصائح:
- سجّل بدقة هذه الفكرة الوسواسية وما يسبقها من مواقف وأحداث مباشرة، وما يتبعها من مشاعر..
- ابحث داخلك عن أفكار قهرية لك شبيهة بهذه الفكرة الجلية التي حدثتنا عنها..
- ابحث عن إجابة لهذا السؤال: هل توجد لديك أية أفعال قهرية؟
- استخدم المقاييس النفسية على موقعنا واقرأ النتائج بعناية..
- إذا تم الإقرار بوجود فكرة مرضية وسواسية فعليك أن تعلم أنك لست مسؤولاً عن وساوسك، وأنها ناشئة عن المرض ولست أنت السبب فيها وبالتالي فليس عليك فيها إثم، وإنما هي ابتلاء لك فيه أجر الصبر عليه ومدافعته..
- استخدم تقنيات العلاج السلوكي المعرفي الزاخر بها الموقع في وقفها ودفعها..
- إن لم تشعر بتحسن أو لم تستطع الالتزام بماسبق فعليك بالذهاب لاختصاصي..
وفقك الله ويسّر أمرك، وتابعنا بأخبارك..