العلاقة وثيقة بين الخيار والمصير وذات قدرات تفاعلية مؤدية إلى نتائج متفقة معها, فتقرير المصير تحدده إرادة الخيار, وهي توالدية متفقة مع عناصر الخيار ومفرداته المتفاعلة. أي أن العلاقة رياضية, أو كأنها معادلة كيميائية سلوكية تساهم فيها عوامل مساعدة ومعوقة, وظروف بيئية ومحيطية مكانية وزمانية وفردية وجمعية وإعتقادية وتصورية.
ومن أهم المفردات والعناصر التي تشارك بإتخاذ الخيار هي الأفكار, فالأفكار بأنواعها تدفع إلى ما يناسبها من الخيارات, وحال الركون إلى الخيار تبدأ مسيرة تقرير المصير. ومن الأمثلة أن الشخص إذا اختار الدراسة المتواصلة في موضوع ما فإن مصير النجاح سيكون حليفه, أما إذا اختار عدم القراءة أو القراءة الغير منظمة فإن الفشل سيكون من حظه على الأرجح, أي أن الخيار يدفع للعمل, وكلما تجانس العمل مع الخيار تحقق المصير المتفق مع مكونات الخيار وطاقاته.
وهذا القانون السلوكي العام ينطبق على العديد من الحالات السلوكية الفردية والجماعية والبشرية جمعاء, ففي حالة المجتمعات والشعوب فإن خياراتها تحدد مصائرها, وما اختاره العرب بخصوص القضية الفلسطينة قرر مصيرها, فخياراتهم كانت خاطئة ومنفعلة وغير مدروسة فأدت بالقضية إلى مصيرها المعروف اليوم.
وخيار المحتمع العربي للطائفية والفئوية والتحزبية دفع بالواقع إلى مصير الفجائعية والتصارعات التدميرية لما يدل على العروبة والدين. وقس على ذلك العديد من المواقف والحالات القائمة في الواقع البشري, ولهذا فإن خيارات الكراسي تقرر مصير الحياة في البلدان التي تتحكم بها, فخيارات الكراسي السيئة تؤسس لمصائر سيئة, وما تذهب إليه أنظمة الحكم يؤدي إلى ما يعيشه الناس في ظلالها.
وعليه فإن المطلوب وعي الخيارات ودراستها والإمعان بتدبر نتائجها وما ستؤدي إليه, لأن المصير خيار وحسب, ومَن كان خياره شرا فمصيره الشر, ومَن كان خياره خيرا فمصيره الخير.
فهل لدينا القدرة على وعي وإدراك معادلة الخيار والمصير؟!!
فمن زرع الجميل جنى الجمالا !!
واقرأ أيضاً:
أزمة أخلاق !! / الأقوياء يتناطحون والضعفاء يتساقطون!! / الفتاوى وما أدراك ما هي؟!! / كأنّ الرؤوسَ حاوياتُ نفايات!!