ممارسة الطب النفساني تتطلب مراقبة الصحة الجسدية للمراجع بصورة منتظمة لا تقل عن فحوصات سنوية والأفضل كل ستة أشهر. أهم فحص في ذلك مراقبة الوزن٬ حيث أن جميع عقاقير الطب النفساني تؤدي إلى زيادة الوزن إلا في ما ندر. لذلك على كل من يعمل في الطب النفساني وضع حقل خاص للصحة الجسدية في ملف المراجع ويتضمن قياس الوزن٬ ضغط الدم٬ تركيز السكر والدهون في الجسم٬ وعمل تخطيط قلب مع استعمال جرع عالية للعقاقير المضادة للذهان.
ما يثير النقاش والتوتر بين المراجع وطبيبه مثل حديث الوزن ودور الهرمونات والطعام. يصر المراجع على تصحيحه لنظام الأكل والطعام ولكن بدون حصول أي تغيير يذكر على الوزن. الطبيب بدوره يشك بحديث مراجعه ويصر أحيانا بأن المراجع يستهلك السعرات الإضافية بقصد ودون قصد. المراجع يقول للطبيب والناس كل ذلك بسبب الهرمونات، والطبيب بدوره يقول له بأن فحوص الهرمونات طبيعية.
ربما كلاهما ينطق بالحقيقة، ولكن لا يمكن إنكار دور الهرمونات وتأثيرها على وزن الإنسان، والسبب في ذلك يعود إلى النظام المعقد لإفرازها وخضوعها إلى إيقاع يومي صارم متى ما تم التلاعب به تأثر الوزن. ليس من الصعوبة على سبيل المثال أن يضطرب هذا الإيقاع من جراء التوتر والذي يؤدي إلى إفراز هرمون الكورتيزول Cortisol ومن جراء ذلك تتحول كربوهيدرات الإفطار إلى شحوم مكدسة حول البطن والاحشاء البطنية.
كوتيزول | التوتر المزمن | ارتفاع الوزن |
الغدة الدرقية | حالة مرضية | انخفاض وارتفاع الوزن |
G | الإفراط الرياضي | انخفاض الهرمون |
Adipopectin | كربوهيدرات | انخفاض الهرمون وتكدس الشحوم |
Glucagon | الطعام الغير صحي | انخفاض إفراز الهرمون والبدانة |
أدرينالين | ارتفاع التوتر | زيادة إفراز الهرمون وبالتالي استهلاك الطعام بإسراف |
DHE | العلاقات العاطفية | تحسن الصحة والوزن بصورة عامة |
الأيض والهرمونات
الأيض هي التفاعلات الكيمائية التي يمر بها طعام الإنسان في كل خلية من أجل الحياة والنمو. هناك ثلاثة هرمونات تتعلق بالغدة الدرقية وتعمل كفريق واحد وتتحكم بتوليد الطاقة في الخلية وحرق الدهون وهي:
T3 و T4 و TSH
عمل هذا الفريق يتأثر بالضغوط البيئية، أمراض مناعة ذاتية، وأمراض الغدة الدرقية نفسها وذلك يؤدي بالتالي إلى فقدان هذا التوازن. ليس من الغريب أن ترى تركيزات هذه الهرمونات غير طبيعية بالرغم من عدم وجود مرض في الغدة الدرقية فيما لا يقل عن 30% من المرضى المصابين باكتئاب شديد.
وهناك هرمون النمو Growth Hormone والناقل الكيمائي المعروف أستيل كولين Acetylcholine. كلاهما يلعب دوره في معادلة الأيض ويزداد إفرازهما خلال النوم ويساعدان على النمو وإصلاح وبناء الأنسجة العضلية. اضطرابات النمو والإسراف في ممارسة الرياضة قد يؤدي إلى تثبط إفرازهما وبالتالي قد يؤثر على وزن الإنسان وتوقف بناء الأنسجة العضلية وتكديس الشحوم بدلا من ذلك.
أما الضغوط البيئية فهي لا تؤثر عن طريق إفراز الكورتيزول فحسب وإنما قد تثبط من إفراز هرمون النمو وهذا كثير الملاحظة أحياناً في الأطفال.
الإنسولين Insulin والشحوم
تفرز الخلايا الدهنية هرمون نسميه الاديبوبكتين Adipopectin والذي يرفع من حساسية الخلايا لفعالية الانسولين الذي يوجه الخلية نحو توليد الطاقة. هناك تناغم بين الانسولين والاديبوبكتين يتأثر بعامل احتياجات الطاقة الذي يجب توليدها أما عن طريق الدهون والعضلات .الإسراف في أكل الكربوهيدرات وقلة النشاط البدني يقلل من إفراز الاديبوبكتين وبالتالي تقلل الحساسية للإنسان في الخلايا الدهنية، ويتم تكديس الدهون حول البطن والأحشاء.
الكلوكوغون Glucagon
حين تتناول وجبة مشحونة بالكربوهيدرات يستجيب الجسم بسرعة إلى إفراز الانسولين والذي يرتفع تركيزه بسرعة. الانسولين لا يستطيع التخلص من الكربوهيدرات تماما ويبدأ بحرق البروتينات وخزن الدهون.
ولكن هرمون الكلوكوغون يعكس هذه العملية ويساعد على حرق الشحوم المخزونة. يزداد إفراز هذا الهرمون مع النشاط الرياضي ويقل مع طعام يفتقر إلى البروتين والألياف والفاكهة والخضراوات.
الأدرينالين
هذا هو هرمون الطوارئ والأزمات الذي يرفع من نشاط الإنسان وتحرير الطاقة من السكريات والدهون. الذي يحدث أحيانا مع توتر مزمن ارتفاع إفرازه بصورة مستمرة وبالتالي تفريغ مستودعات الطاقة ولجوء الإنسان إلى الإسراف في استعمال الطعام الغير الصحي الذي لا يساعد على تنشيط الإنسان.
ديهيدروإيبي أندروستيرون dehydroepiandrosterone
يعرف هذا الهرمون بـ DHEA اختصارا وهو أكثر الهرمونات الجنسية وفرة في الجسم البشري، ويطلق البعض عليه اسم هرمون السعادة. يتم إفرازه عن طريق العلاقات الحميمية وانتظام الإيقاع اليومي. نظرياً يرفع من تركيز الإنسان ونشاطه ويحمي العضلات من الاحتراق لتوليد الطاقة رغم أن الدليل القاطع على ذلك غير مؤكد. يسمى هذا الهرمون أيضاً بهرمون منع الشيخوخة ويتواجد في الرجال والنساء على حد سواء ولا يؤدي إلى ظهور علامات ذكورية في النساء. يقل إفرازه مع تقدم العمر وعدم جودة النوم. يستعمله البعض بصورة غير مشروعة لزيادة النشاط في الألعاب الرياضية.
استعمال أقراص هذا الهرمون غير مرغوب فيها ولا فائدة منها وما يتم إفرازه طبيعيا هو المفيد ويتحول إلى هرمون الذكور والإناث.
النصائح الطبية العامة
1- إيقاع يومي منتظم من نوم وأكل ونشاط.
2- ممارسة نشاط بدني 5 أيام في الأسبوع.
3- توازن الطعام ببساطة من بروتين وكربوهيدرات ودهون وألياف بنسب 1 = 1 = 1 =1.
4- تحتاج إلى 38 غم من البروتين الصافي يومياً.
5- لا تسرف في الكربوهيدرات.
6- ممارسة الاسترخاء.
7- الابتعاد عن التوتر والتمسك بالسعادة.
واقرأ أيضًا:
الارتباط الأمومي والتعلق 1 / آلية الطعام والصحة النفسية