"... ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ (99)" سورة يوسف
مصر قلب العروبة النابض بالقوة والأمل وصدق الرجاء، والمحبة والأخوة والنخوة العربية الشماء، فلا عروبة بلا مصر، ولا قوة إلا بمصر!!
مصر شريان الأمة الأبهر، وعمودها العزيز الأكبر، وينبوع خيرها الأوفر!!
مصر الحضارة والتأريخ والفكر والثقافة والإبداع العربي الأشمل، وفيحاء وجودنا الأجمل والأكمل!!
مصر العزة والكرامة والأمجاد والولادات الإنسانية الواعدة، هي فخر العرب وعنوانهم، ومنطلق إرادتهم الصامدة بوجه التحديات الإعصارية والبركانية الهائجة، التي تسعى لاكتساح الأرض ومحق معالمها وملامحها الحضارية.
مصر التي تحتفل بالذكرى الخامسة لانطلاقتها الشعبية الجماهيرية التي تطلعت لتغيير قسمات الزمان، وتحرير المكان من قبضة السلطان، والتخلص من أصفاد الاستكانة والركود والارتكان.
مصر العربية الأبية الخالدة، التي ثارت على نفسها وثورتها التي تخاطفت، واستطاعت بإرادة ألمعية ووثبة تأريخية أن تتمسك بمقوّد أمجادها ومرتكزات كيانها، وتتفاعل بقدرات وطنية وعزائم ثورية ذات مفردات انبعاثية تنويرية، لإعادة ترتيب آليات الثقافة والرؤية والتفكير، ولغرس إرادتها في كيان العصر الذي يدعوها للتفاعل الأصيل، المنبثق من جوهر ما فيها من نداءات واعدة.
مصر نبع العروبة وجوهر العرب، الذين عليهم أن يؤازروها ويلتفوا حولها، ويساندوها بما يستطيعونه من قدرات اتستثمارية وإعلامية ومعنوية، لكي تنهض وتستنهض التطلعات العربية المدفونة في تراب التفاعلات السلبية، والتداعيات المريرة التي تستهدف محق العرب.
مصر القوية الباسلة الآمنة المطمئنة جوهرة العرب اللماعة وأيقونة صيرورتهم الفعّالة، وحاضنة مواهبهم وأمنياتهم الجميلة الوضاءة، فيها تتخلق الرموز وتتوالد الإبداعات، ومنها يستمد العرب طاقات عروبتهم، وملامح هويتهم، ومن نيلها يشربون زلال التألق والتنامي والانعتاق، ويتعلمون مهارات الجريان والتدفق والنماء.
مصر تاج الحاضر ونور المستقبل، تعيش ذكرى تخلّقها وتجددها وتواصلها الإنساني المعاصر، الذي أعلنه الشعب بنداءاته الواضحة الأبية المدوية في أرجاء الأرض والفضاء، حتى إنحنت أمامه أعتى القامات، فكانت ملحمة الثورة المصرية الرائعة، التي تأججت على مدى ثمانية عشر يوما لتسقط نظاما، اعتقل مصر في زنزانة العزلة والخمود، وأبعدها عن دورها الطليعي في قيادة العرب، وبسبب هذا الانقطاع أصابهم المرير والعسير، وأملنا أن تعود مصر لممارسة دورها فهي مشيمة الأمة، وعمود خيمة العزة والكرامة العربية.
تحية لمصر في عيد ثورتها الخامس، ولسوف تتجاوز مِحَنها، وتنتصر على المعوقات، وتكون نبراس خير ومحبة لأمةٍ تاهت في غياهب الأيام، حتى صارت تأكل ذاتها وموضوعها، ولا تدري بأنها تنحدر إلى قيعان الضياع والخسران والإتلاف.
وتحيا مصر بخزائن ما فيها من القدرات والطاقات، وإنها لمنتصرة!!
واقرأ أيضاً:
أين العيد؟!!/ الأمانة والهجرة!!/ الانكسار العلمي!!/ الجمال والاقتراب الأفلاطوني!!/ المُقسّم يتقسّم!!/ وحدة المعنى الإنساني!!