تذكرت وأنا أسجل تاريخ الزيارة لبعض مرضاي أني نسيت كتابة أي شيء بمناسبة هذه الليلة ؟ بالأمس كانت ليلة العيد الخامس عشر لمجانين ؟ ولم أتذكر حتى استلهام ما يجود به مستشارو مجانين من كتابة عن الموقع كما فعلت في العام السابق فاستكتبت سدادا وكذا استكتبت حسن خالدي .... نسيت تماما ... رغم أني لا أنسى التاريخ وأهمية الاحتفاء باكتمال النصف الأول من العشرية الثانية لموقعنا مجانين.... رغم ذلك جدا .... فلقد نسيت هذا العام ... وعزائي الوحيد أن سبب ذلك ليس إلا اضطراري الفقير إلى مناجزة أجزاء كبيرة من دوران عجلات مجانين اليومي عرضا لاستشارات أو إبداعات أو مدونات، أو مقالات علمية أو متنوعة لا سيما ما يخص قضيتنا الأكبر فلسطين.... اضطراري الفقير إلى متابعة الاستشارات بداية من استقبالها وتوزيعها على المستشارين ثم تصنيفها وتسميتها -غالبا- ثم مراجعتها بعد العرض ما تيسر لي ذلك .... ثم التزامي الكلي بمناجزة ما يعرض ضمن المقالات والمدونات والإبداعات منذ استلامه من صاحبه وحتى تحريره وعرضه.... ألم أقل أنه اضطرار فقير.
يا ترى ما هي الحواجز التي تمنعني من الانطلاق مغردا بما يقوم به الموقع الذي شاء له الله أن يكون متفردا ولكن يكون مجانين الذي يتولى أعباءه غيري ..... ولا مديح مني يحتاج مجانين ... ما هي الحواجز المانعة ؟ ..... أهمها قاطبة هو اللغة ... اللغة العربية التي أخشى إن تغاضيت عنها قليلا أن يذنب مجانين في حقها.. يليه المفاهيم النفسية الاجتماعية السليمة ... والأخيرة ربما سهل أن يتولاها غيري لكن الأولى ... وما أدراك ما الأولى ؟ لغتنا التي تضيع وفي السنوات الأخيرة صار بيننا من لا يستسيغ سماعها ولا يخجل من عجزه عن نطقها بشكل سليم ...
هل أنا موسوس حين تشغلني الهمزة والياء والألف المقصورة ؟ هل يكون مقترحا مقبولا أن نطلب من العرب إغفال الهمزة أو غض النظر عن موضعها من الكلمة ؟ إن الكتابة على الأيفون تزعجني جدا لهذا السبب فهو لا يحس الهمزة كما أحسها ولا يمكنني من كتابتها، ... يعني ماذا أقول وأنا أعلم أن بعض صفحات مجانين برغم كل هذا تحوي بين سطورها أخطاء إملائية أفلتت خاصة في السنوات الأولى للموقع التي كنت أفوض فيها غيري في كثير مما يتعلق باللغة وأحيانا لم أكن أراجعه أو كنت أعتمد على برنامج التدقيق الرقمي ...
من يستطيع استقبال الاستشارات واختيار من تناسب من المستشارين وتصنيفها واختيار أسمائها ؟ ووضع الارتباطات المناسبة من صفحات الموقع ضمن الإجابة، أليس يشترط أن يكون من أهل الاختصاص النفسي ؟ بالتأكيد نعم ... وهذا موظف يحتاج 8 ساعات يوميا على الأقل، ومفترض أن يكون هناك موظف للتدقيق اللغوي إذا أردنا الاستمرار باللغة العربية، ومفترض كذلك أن يكون موظف أو موظفة أخرى لكل ما غير الاستشارات ويفترض كذلك أن يكون من أهل الاختصاص النفسي الاجتماعي، وموظف للمهارات الصحفية ومهارات التحرير والتعامل مع الميديا صورا وفيديو ويحتاج أيضًا 8 ساعات يوميا، ثم موظف لمتابعة صفحات مواقع التواصل الاجتماعي وهذا موظف يحتاج إلى 6 ساعات عمل يومي... كم يا ترى نحتاج من الموظفين ؟ فحتى الآن يقوم بكل هذا أنا ومعي المهندس السوري تمام نجاتي ... والصديقة المتطوعة إيمان سعيد التي تقوم بجهد رائع على صفحات الفيسبوك واليوتيوب..... أنا متعب وهم متعبون....
هذا الموقع يحتاج إلى 5 موظفين على أقل تقدير فمن أين لي بهم ؟ وإذا بقي الموقع يقدم خدماته مجانا فهل يمكن أن يستمر 15 عاما أخرى مثلا ؟ وقد أصبحت تكاليف الاستضافة على الإنترنت بعد تعويم الجنيه المصري حملا لا يستهان به، فما كان يضرب في سبعة أصبح يضرب في 18 أي أن 800 دولار بعدما كانت تساوي 5600 جنيه مصري أصبحت تساوي 14,400 .... وهكذا ... دواليك.... وفكرت جديا في تسجيل وإنشاء مؤسسة أو جمعية أهلية ليكون مجانين جزءًا من نشاطها إلا أني حين بدأت التنفيذ وجدت الإجراءات المطلوبة محبطة بشكل لم أكن أتخيله، وما زلت أفكر وأحاول... لكن الكرب المستمر الذي تبثه رعاية مجانين في حياتي أصبح فعليا فوق الاحتمال... وأصبحت لا أجد الوقت حتى للرد على أحبائي على مرسال الفيسبوك أو الواتساب أو غيره، وأصبحت إذا أردت إعداد محاضرة مضطرا إلى اختزال ساعة أو أكثر يوميا للعمل عليها عندما يقترب موعدها ...
وأختتم بمثال صغير على ما يحدث فقد سافرت يوم الثلاثاء الماضي 7 أغسطس إلى رومانيا العاصمة بوخارست وسأكتب لاحقا عن هذا.... وكنت غالبا أستيقظ قبل الجميع لأعمل بعض ما علي لمجانين، وهكذا دأبي وعادتي في كل سفر أحمل حاسوبي الصغير معي حتى أتمكن من المتابعة وإنجاز ما يمكن إنجازه أثناء السفر وكان مقال أخي سداد عن الثناقطبي قد عرفت من خلال الهاتف أنه أرسله لي وكنا عائدين يوم مساء الجمعة من بوخارست إلى مطار استانبول ومنه إلى القاهرة ... كنت بحاجة إلى إنترنت أدخل به من حاسوبي لأتمكن من تحميل المقال والصور المرفقة وتحريره ليكون جاهزا للنشر يوم السبت ... ولهذا السبب رحبت بفكرة دخول صالة رجال الأعمال في المطار رغم بعدها وضيق الوقت....، وكانت النتيجة أن الطائرة أقلعت إلى القاهرة من دوني واثنين من زملائي وسنعود لوصف كيف حدث ذلك عند الكتابة عن رحلة رومانيا.
كان مفترضا أن أعود إلى القاهرة في الساعات الأولى من صباح السبت لكن ما حدث جعلني أنتظر في مطار استانبول دون نوم حتى ما بعد عصر السبت لأطير بعدها إلى أثينا ومنها إلى القاهرة ... وكان من العادي أن تجدني جالسا في صالة الانتظار في المطار وأنا أحرر مقالا لمجانين لأعرضه في موعده، وبينما كان زميلاي يحاولان النوم كنت أستعين بعد الله بالقهوة لأتمكن من التحديث ... وكان ذلك صباح السبت 11 أغسطس... ثم كان علي بعد عودتي إلى الزقازيق في ساعات السبت الأخيرة وقد أكملت يومين بلا نوم أولا أن أنام لأتمكن من مناجزة مرضى السبت والأحد معا يوم الأحد 12 أغسطس ... والأحد كان بداية ذي الحجة كل عام وأنتم بخير ... وقد أنجزت ما علي بفضل الله لكنني نسيت كتابة ما يجب أن ينشر في ذكرى انطلاق مجانين ولعل لي عذرا ترونه ... وحسبي أني تذكرت في منتصف يوم الاثنين وها قد تداركت وكتبت شيئا عن أحوال مجانين، ولعل يعينني أحد المستشارين... كل عام وأنتم ومجانين طيبون.
واقرأ أيضاً:
عيد ميلاد مجانين 12 فاق العشر بسنتين! / عيد ميلاد مجانين الرابع م1 / عيد ميلاد مجانين 13 -8 -2007