إغلاق
 

Bookmark and Share

البدانة بسبب العقاقير مشاركة ::

الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/05/2009


البدانة بسبب العقاقير النفسية

أرسلت هدوء الليل والقمر (21 سنة، طالبة، مصر) تقول:

دكتور بعد إذن حضرتك هل كل أدوية معالجه الاكتئاب بتسبب سمنة أنا كنت قرأت مرة هنا على الموقع أن مدة علاجه طويلة ولا دي مش مع كل الحالات بتاعته وزيادة الوزن الناتجة عن الأدوية دى بتكون كبيرة.... أوي .

ملاحظة أنا آسفة في ناس لو زادت كيلو ممكن تعمل انقلاب، وفي حاجه ثانية بعد إذن حضرتك هل كل طرق علاج المرض لازم تكون معتمدة على الأدوية ولا في حاجات ممكن المريض يعملها تساعده على أنه يتعدى مرحلة المرض بدون أدوية وهل زيادة الوزن دى بتكون زيادة كاذبة بمجرد ما ينتهي مده العلاج يقل الوزن ثاني أو يرجع زي الأول. كمان حضرتك ذكرت رجيم قلة البروتين وزيادة الكربوهيدرات يعني رجيم كيماوي هل الالتزام بأي نوع من الأنظمة دى ممكن تعوض الزيادة؟

وبعد إذن حضرتك هو ممكن المريض يروح يتعالج لوحده يعني من غير ما أهله يعرفوا وينفض كده لأنه لو مخنوق منهم أصلا حيقولهم ازاي؟ ولو حاسس أنهم بيراقبوه في كل خطوة بيعملها ونفسه يتخلص منهم ومن نفسه كمان وبيتمنى الموت إما ليهم أو ليه ويحب يبعد عنهم وعن كلامهم وعن المكان الموجودين فيه ولو تكلم معهم تتحول كل كلامهم معه للوم وزهق وعمره ما حس براحه معهم والبيت اللي هم ساكنين فيه مع بعض ده سجنه!
آسفة لأني طولت عليك جدا وخرجت بره الموضوع
وجزاك الله عنا خير الجزاء

10/5/2009

كل عقاقير علاج الاكتئاب مع الأسف قد تسبب السمنة باستثناء عقَّار وحيد هو البوبروبيون الذي يعمل من خلال زيادة الدوبامين في المشابك العصبية وهو العقار الذي نجد الآن في آثاره الجانبية أنه قد يسبب النحافة الشديدة وتجرى دراسات عليه باعتباره علاجا محتملا للبدانة، ويعتبر أحد الأمثلة للعقار الذي يتحول أحد آثاره الجانبية إلى داعٍ رسمي للاستعمال! وأحيانا دون فهم لآلية حدوث ذلك الأثر الجانبي! أقصد العلاجي.

وكل عقاقير علاج الوسواس القهري تسبب البدانة أيضًا والمشكلة أن من لا يجرى له علاج معرفي سلوكي من المكتئبين أو الموسوسين سيحتاج غالبا إلى البقاء على العقاقير مدة تقارب السنتين على أفضل تقدير هذا باعتبار اكتئابه من النوع غير الرديد! (وأصلا لا يوجد)... ووسواسه من النوع غير المديد!

توجد طرق علاج أخرى دون عقاقير أو بمساعدة العقاقير لفترات أقل... ولكن للأسف لا يوجد معالجون نفسانيون لديهم الوقت بما يكفي لعلاج المرضى وإن وجدوا فإن كثيرا من مواد العلاج المعرفي التي تناسب ثقافتنا لا يعرفها المعالجون النفسانيون فهناك مواد في الغرب ترجمها بعضنا ويحاول تطبيقها... واقرئي مثلا هذه الترجمة لأحد كتب العلاج المعرفي الغربية نشرناها هنا على مجانين:
العلاج المعرفي للاكتئاب (17)

ولكن العلاج المعرفي المستمد من ثقافتنا والمتماشي مع مجتمعاتنا ما يزال حبيس كتب التراث القديمة وبالكاد يقرؤه البعض من غير المختصين بالطب النفسي ولا العلاج النفسي وبالتالي لا يستفيد منه المرضى.

واقرئي أيضًا:
بيولوجي وسلوكي ومعرفي، والبقية تأتي
العلاج المعرفي ذلك المسكوت عنه
الإحباط والاكتئاب والعلاج المعرفي
علاج الاكتئاب المعرفي: فتح الكلام
الحوار مع النفس: علاج معرفي
كره الذات: علاج معرفي

وأما المرضى فهم غالبا فقراء لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج النفساني وبالتالي يصبح الحل الوسط هو أن يصف الأطباء العقاقير للمرضى ويعالجونهم فقط بالعقاقير.... توفيرا لوقتنا وجهدنا ولأموال المرضى ولمجهودهم الذهني والسلوكي! ومثلما تحول الطبيب النفساني إلى طبيب كيميائي فإن المرضى أيضًا يتوقعون أنهم سيتحسنون دون تعب فالعقار النفساني يجب أن يحل كل المشكلات دون تعب!

أحيانا تكون الزيادة في وزن الجسد دائمة رغم إيقاف العلاج وأحيانا يعود الجسد إلى سابق وضعه ولكن هذا في الحالات التي يوقف فيها العقَّار -ولا أدري على مسئولية من سيوقف العقار؟- وهي حالات نادرة عمليا في بلادنا لأن المريض عادة لا يعالج نفسيا والطبيب عادة يخاف من اتخاذ قرار بإيقاف العقار لأنه سيندم عليه والنتيجة أنه في معظم الحالات يترك المريض العقار من نفسه وهو ونصيبه.

لم أذكر أيا شكل من أشكال الرجيم لا رجيم الكاربوهيدرات ولا رجيم البروتين ولا تنظري مني ذلك يوما بل أعتبر أن اتباع أيا من أنظمة الرجيم الكيماوي جريمة ترتكب ضد الجسد... فقط اقترحت برنامج جدد علاقتك بأكلك وجسدك لمن يستطيع الالتزام به ونصحت دائما بالاعتدال والتريض.

للأسف في بلادنا كثيرا ما يحاول المريض مضطرا العلاج بمفرده دون دعم أهله وذلك غالبا بسبب عدم الاقتناع بالطب النفسي أو عدم استعداد الأهل لمواجهة الاتهام بالتقصير... أو لأن معرفة الأهل بمرض الابن أو الابنة سيضر أكثر مما ينفع.... ويبدو أنك كنت مشحونة عاطفيا جدا تجاه أسرتك وأنت تكتبين لنا ونتمنى أن يصلح الله الأحوال وتجدين العون منهم إن شاء الله... تابعينا.



الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 23/05/2009