إغلاق
 

Bookmark and Share

أكذوبة اسمها الرجيم مشاركتان ::

الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/06/2009


أكذوبةٌٌ اسمها (الريجيم) الحميةُ المنحفة

أرسل فهد (25 سنة، السعودية، مهندس) يقول:

وجهة نظرك معقولة لحد ما.. لكن لماذا تعتبر الرغبة في كسر برنامج الحمية هي رسالة من الجسم بكسر هذه الحمية.. لماذا لا نعتبرها من منطلق أن النفس أمارة بالسوء..
فعلى سبيل المثال إذا عزمت أنا بالقيام بالرياضة ووجدت نفسي تأمرني بالاستراحة والاستلقاء أمام شاشة التلفزيون هل نعتبر أن ما أمرتني نفسي به هو عبارة عن ما يحتاجه جسمي؟
بالتالي لا تستطيع أن تفرق بين كون أن طلب الجسم للأكل (اللذيذ) هي عبارة عن شهوه أم عبارة عن حاجة لا سيما وأننا نعطي الجسم حاجته من الأكل..
وإذا سلمنا بصحة ما تفضلت به.. فإذن ما هي الوسيلة الأفضل في التخلي من الوزن الزائد؟

23/5/2009

أرسلت هدوء الليل والقمر (21 سنة، طالبه، مصر) تقول:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
ألف شكر على كل مجهودكم الأكثر من رائع دكتور آسفة جدا بس أنا وأنا أقرأ لحضرتك مقالاتك عن السمنة بجد بحس باكتئاب وإن دائما حضرتك تصرح لنا وتقر أن لازم حنرجع لوزننا الأصلي ثاني حتى بعد الرجيم ليه بس والله وعن نفسي أنا تعبت جدا من الرجيم ومن الأنظمة الغذائية لكن كل لما أشوف مقالات حضرتك أقلق جدا وأقول تعبي حيروح أكيد.

أستاذي الكريم حضرتك تقول لو الإنسان مشي على نظام غذائي أسابيع أنا متابعة نظام منذ سنة وخمس شهور مستمر وزني نزل حوالي 54 ك ولسه باقي كثير ومشكلتي مع أطباء السمنة كانت منذ الطفولة أنا ذهبت إلى 8 دكاترة وآخر دكتور ده أفضلهم والدليل أني كملت معاه المشوار لما يقرب من سنة ونصف.
 
سيدي العزيز لو الرجيم بيعمل مشكلة فالسمنة بتعمل مشاكل لا حصر لها والله العظيم دي أسوأ شيء ممكن يتخيله إنسان مع كل المواقف التي يتعرض لها الشخص السمين وأكثر شيء يحرج من نظرات الناس وغمزاتهم وكلامهم الأكثر من جارح لا بل قاتل ومعاملة الشخص السمين كأشبه بالحيوان.
 
سيدي كل المواقف المحرجة التي يتعرض لها الشخص دي أهون عليه ولا الرجيم وقسوته أهون والله أنا شايفة إن الرجيم أرحم بكثير من كل المواقف دي حتى ولو كان في بعض الأوقات يعمل مشاكل أنا بدأت في عمل الرجيم واتباع أنظمة غذائية وأنا عندي 8 سنوات ولكن للأسف عند دكاترة لا تتعامل مع بشر وللأسف سد الطريق أمامي وبدأ وزنى يزيد وأنا أتحطم نفسيا أكثر من جسديا ولو كان الجسد حيحس بمجاعة فأهون بكثير من أنه يحس بالإهانة.
 
أنا قرأت أكثر من مشكلة منها البدانة ليست ذنبا: حقوق الجسد والمشاركة عليها وأقول لو أني بحسب أو بقارن بيني وبين صاحبة المشكلة فممكن كانت مشكلتي ضعفها أما عن مشاكل الرجيم أكثرها النهام العصبي فأنا لم أتعرض له إلا مع فعلا الرجيم القاسي جداااااااااااااااااااا وده من أكثر من ثلاث سنوات وكنت متابعة مع دكتورة وكان النظام عبارة عن يوم 6 كوب ماء فقط ويوم آخر معلقتين أرز بدون ملح وزيت وثمرة خيار واحدة فقط ده طول اليوم بس ويوم ثاني 5 كوب عصير ليمون بدون سكر فقط وهكذا ولو نزلت 3 كيلو في الأسبوع دى طبعا يوم ماطلعتش له شمس تزعق معايا لأنها تنتظر المزيد ودي كانت أسوأ دكتورة تابعت معاها ونفسيتي تعبت جدا ولم أتعرض له مع من قبلها، ولكن لما كان الدكتور متسامح معي قدرت أني أنجز معه وأنزل في الوزن أكثر وبدأت مشاكل تتحل فأعتقد أن اختيار الطبيب ده جزء مهم.
 
بالله عليك يا دكتور أعطي لنا أمل أننا ممكن نحافظ على وزننا بدون رجعة أنا مش مشكلتي 3 كيلو زيادة ولا عندي مناسبة والفستان مش عارفة ألبسه ولا معامل كتلة جسمي 25 فياريت لو بقى 23 أنا مشكلتي سمنة مفرطة من الطفولة مش سهلة أبدا على طفل في سن 15 سنة يعامل من الناس معاملة شخص عمره 30 سنة بمجرد أنه سمين سيدي أعطي لنا الأمل بالله عليك.

10/6/2009

تعليق الأستاذ الدكتور وائل أبو هندي

الأخ العزيز فهد أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك، للأسف لا ليس من الممكن اعتبار الرغبة في كسر الحمية من باب أن النفس أمارة بالسوء لسبب بسيط هو أن المتبع لنظام غذائي يهدف لتقليل الوزن لا يعطي الجسد حاجته من الأكل ولو أعطاه لما نقض وزنه جراما واحدا.... بالتالي أنت تعطي جسدك أقل مما يحتاج لكي يضطر الجسد إلى استخدام ما قام بتخزينه من دهون هذه هي الفكرة الأساسية والجوهرية لكل أنظمة الحمية المنحفة بغير استثناء وأما حكاية النفس الأمارة بالسوء فليست هنا.

فعلا تكون نفسك أمارة بالسوء عندما تفرط في تناول ما لذ وطاب استجابة لشهيتك لا لجوعك وفعلا تكون نفسك أمارة بالسوء عندما تستخدم السيارة لتشتري الجريدة من على بعد عشرين مترا في الشارع الذي تسكن فيه وغير ذلك كثير من أمثلة الخيارات التي تجعل الحياة رخوة طرية وتجعل المأكول أكثر من حاجة الجسد... ولكن تذكر دائما أن الحمية المنحفة تعطي الجسد أقل من حاجته.... وإجابة على تقريرك (بالتالي لا تستطيع أن تفرق بين كون أن طلب الجسم للأكل (اللذيذ) هي عبارة عن شهوه أم عبارة عن حاجة) أحيلك إلى مقالنا عن الجوع والشهية ومعامل الشبع.

وأما الطريقة أو الوسيلة الأفضل في التخلص من الوزن الزائد فهي اتباع البرنامج الذي ننصح به جدد علاقتك بأكلك وجسدك وهو على صعوبته يعطيك جسدا صحيحا ونفسا صحيحة وإرادة قوية.

الابنة العزيزة "هدوء الليل والقمر" أهلا... أهلا وسهلا بك دائما على مجانين وأشكرك مبدئيا على مشاركاتك الدائمة والمتعددة في شتى الصفحات على مجانين... تمنيت فعلا أن أستطيع القضاء على الوصمة الاجتماعية للبدانة مثلما تمنيت لو أنني أجد دراسة عليمة واحدة محترمة وموضوعية أو حتى لا محترمة ولا موضوعية تقول بأن الناجحين في إنقاص أوزانهم لا يعودون إلى ما كانوا عليه إن لم يكن خلال سنة فخلال اثنتين أو ثلاثة إلى تسع سنوات والذين لم يعودوا لأوزانهم السابقة بعد 9 سنوات هم فعلا الذين نستطيع اعتبارهم نجحوا وهم موجودون ولكن يعدون على أصابع اليد الواحدة على مستوى العالم!! ليس بيدي يا ابنتي أن أقول غير ما تبينه الدراسات التي تتابع الناجحين في إنقاص أوزانهم.

إذن يا هدوء يا بنتي المشكلة ليست في أن نجح في إنقاص أوزاننا ولا في أي أطباء التنحيف نتابع معه بقدر ما هي في جوهر فكرة إنقاص الوزن من خلال اتباع نظام غذائي معين لأجل معين ثم بعد ذلك الانتقال إلى ما يسمونه نظام التثبيت وكلهم يكذبون ويعرفون أنهم يكذبون أو فهم جاهلون بما يحدث لمرضاهم بعدما يتوقفون عن المتابعة طبعا بعد النجاح الباهر في الوصول إلى الجسد المنشود على المقاس.

كنت قد أجبت مرة على إحداهن وجعلت عنوان ردي مفيش فايدة هتتخنوا هتتخنوا وبقدر ما كنت محبطا بقدر ما ناقشت في ذلك الرد كثيرا من المفاهيم المهمة الغائبة وكثيرا من المفاهيم المغلوطة الشائعة والتي ألبست ثوب العلم مع كل الأسف وأرى من المفيد أن ترجعي إلى تلك الإجابة وأن تتبعي الارتباطات الموجودة داخلها... كذلك من المهم أن تقرئي إجابة: من قال إنها إرادة؟.. إنه الجسد صنع الله وكذلك تابعي ما بداخلها من ارتباطات.

المطلوب يا ابنتي هو أن نتبع أسلوب حياة نستمر عليه بحيث تصبح أوزاننا أكثر اتفاقا مع نقطة التسوية الجسدية المناسبة لجسدك... وتذكري دائما أن الكيفية التي نأكل بها قد تكون أهم بكثير من ماذا نأكل أو بأي كمية نأكل؟ أو هذا هو ما تشير إليه نتائج الدراسات الأحدث....... تمنيت ألا أكون محبطا ولكنني للأسف لا أستطيع التزييف.........



الكاتب: أ.د وائل أبو هندي
نشرت على الموقع بتاريخ: 11/06/2009