جابر بن حيان هو عالم أثير حوله الكثير من الجدل بين أوساط المستشرقين فمنهم من أنصفه ووضعه في موضعه الصحيح بين علماء الكيمياء ومنهم من جحد فضله بل أن منهم من اعتبر جابرا شخصية أسطورية وهمية لا وجود لها على ارض الواقع حسدا من عند أنفسهم.
اسمحوا لي أن آخذكم في رحلة مع هذا العلم العربي الذي بلغ من براعته في علم الكيمياء أن سميت الكيمياء في عصره "صنعة جابر" فلنتعرف على جابر بن حيان وعلى إضافاته الرائعة في علم الكيمياء
المولد والنشأة
هو أبو موسى جابر بن حيان عبد الله الأزدي أصله من قبيلة أزد القبيلة العربية التي قطنت جنوب الجزيرة العربية واستوطن بعضهم الكوفة بعد أن تهدم سد مأرب فهو إذن كما تدل أكثر المصادر عالم عربي الأصل والثقافة ولا يوجد ما يدل على أنه فارسي أو يوناني.
أبوه حيان بن عبد الله من أقرباذين الكوفة والأقرباذي هو بائع الأدوية أو في وقتنا الحاضر الصيدلاني، كان والده من المخلصين للدعوة العباسية فهاجر إلى طوس تابعه لخراسان (مدينة مشهد حاليا بإيران) ليكون من دعاة العباسيين وفي طوس ولد له جابر عام 721 م .
شعر الأمويون بوالد جابر ودعوته فألقي القبض عليه وحكم عليه بالإعدام وفر جابر وعائلته إلى اليمن موطنهم الأصلي وهناك ترعرع جابر.
تتلمذ جابر أول أمره على يد حربي الحميري ثم تأثر بعد ذلك بالإمام جعفر الصادق وآرائه وتتلمذ على يديه ودرس بعض العلوم الدينية كما درس على يديه الكيمياء وأشار جابر كثيرا إلى الإمام جعفر في كتبه وكان يلقبه بسيدي جعفر.
ثم دخل جابر بعد ذلك مدخل الصوفيين ومال إلى الصوفية ولقب بالصوفي. كان جابر صديقا مقربا من البرامكة وعندما اغتاظ هارون الرشيد من البرامكة بطش بهم وفر جابر وعاش متسترا في مدن كثيرة وأكثر ما عاش عاشه في الكوفة وفى نهاية حياته عاد إلى طوس حيث مات ودفن هناك عن عمر يناهز التعسين عاما.
وصف جابر بأنه طويل القامة كثيف اللحية مشتهر بالإيمان والورع.
وتستمر الرحلة مع جابر بن حيان في اللقاء القادم بإذن الله.
اقرأ أيضاً:
عندما ننصح/ جوهر العلم1/ جوهر العلم2