هل أستمر؟
في البداية لا أجد من الكلمات ما أعبر به عن عميق شكري علي مجهوداتكم الجبارة في إنقاذ شباب أمه كانوا علي وشك الانهيار لما يعانونه من آفات خفية داخل النفوس لم يكن يدري بها إلا الله عز وجل وحده ثم سخركم أيها السادة الأفاضل كي تبحثوا فيها ويكون لكم الأجر بإذنه تعالي.
أرجو ألا أثقل عليكم ولكن أنا فعلا في حيرة من أمري وأحاول أن أستشير الأكبر سنا فأرى تناقضا في الآراء وذلك -لحداثة عهدي بهذا الأمر- فقررت أن أستشير حضراتكم والله المستعان.
أنا فتاة بداخلي خير كثير والحمد لله اعتدت منذ صغري أن أكون جادة في حياتي، ولا أقصد من الجدية الجمود أو العبوس بل بالعكس فكل من يعرفني يشهد لي بخفه الظل والمرح. منذ أن وعيت للحياة كانت نشأتي في أسرة مسلمة متدينة إلى حد كبير. فنشأت معي فكرة حرمانية العلاقة بين الولد والبنت فعشت أياما طويلة أعاني كبتا خفيا أحاول من خلاله أن أقنع نفسي أن الحب الحلال أتٍ لا محالة وأن الله عز وجل سوف يبدلني خيرا.
فرغم المجتمع المفتوح الذي أحيا به إلا أني دخلت الجامعة وانتهيت منها دون أن أكلم شابا إلا مرات تعد علي الأصابع للضرورة فقط، رغم أنى كنت محبوبة في مجتمع البنات إلا أني كنت مكروهة في مجتمع الشباب بشكل ملحوظ لأني أؤثر علي البنات حولي واجعلهن لا يكلمن الشباب بالتبعية.
أمضيت من حياتي حوالي ستة أعوام كاملة أحب ابن خالي في صمت ويأبى حيائي أن أتكلم معه في هذا الأمر, حينها كنت أراه الشخص المثالي في هذه الحياة ولا كنت أتخيل نفسي أرتبط بأحد سواه.
بعد تخرجي من الجامعة وتخرجه أيضا وجدت أن هذا هو الوقت المثالي لارتباطنا إذا كان فيه ارتباط أصلا, فحاولت أن أوصل إليه هذا الشعور إلا أنه كان يصدني في أدب –لكم كنت أشعر وقتها بالوحدة وعدم الاهتمام فقد كان عمري 23 عاما، ولم يتقدم لي أي شخص ومن أحبه لا يحفل بوجودي.
كنت أصبر وأحتسب وأقول لابد يوما يأتي يعوضني فيه ربي خيرا. وفي يوم نزل علي خبر كالصاعقة أن من أحب ارتبط بفتاة أخرى تصغرني بعامين من نفس مجاله المهني.. ياااه كانت أيام سيئة جدا.. شعور طاغي بالدونية وعدم تقدير الذات.
بعدها تعرفت عن طريق أحد مواقع الزواج علي شاب جاد يريد الارتباط -وقد تساوي في عيني الجميع بعد أن فقدت من أحب- حضر من محافظته كي يراني وقد حدث قبول من ناحيته وانقباض من ناحيتي ورغم ذلك كنت لا أعترض وذلك لمستواه المادي الذي أبهرني للأسف ولأنه للأسف أيضا أول عريس يتقدم لي. ولكنه علي ما يبدو قد لاحظ إنني غير مقبلة ومرحبة بالقدر الكافي فانسحب بهدوء وقد زاد من آلامي.
في نفس الشهر تقدم لي شاب يعمل في وظيفة دعوية ويعمل عملا إضافيا لم يكن كلا وجزءا هو حلمي المنتظر، ولكن عائلتي أقنعتني أنه شاب مكافح وقد توفي والده وأشرف إلى حد كبير علي تربية إخوانه الأصغر سنا. كانت ظروفه المادية ليست جيدة بالقدر الكافي، ولكنني تغاضيت وقلت لنفسي إنه إنسان علي خلق ودين وطيبة لعل الله يجعله زوجا صالحا لي.
كما قلت لكم في البداية إنني قليلة الخبرة جدا في مجال العلاقة بين الرجل والمرأة فأنا كنت معه دائما لطيفة أخاف أن يفهم إحدى كلماتي بصورة خاطئة يعني أعطيته شعور أنه أحسن إنسان في الدنيا رغم عدم اقتناعي الكامل بذلك. ما يواجهني ويجعلني أفكر جديا في الانفصال –مخطوبة من شهرين–
أولا: أرجو ألا تستهوِنوا بهذا العيب فهو جد يقتلني. هو أنه صاااااامت لا يحب الكلام، لو لا أتكلم أنا لظل صامتا لفترات طويلة جدا، يكلمني في التليفون مرة واحدة في الأسبوع لمدة دقيقة واحدة بالضبط، وإذا عاتبته يتعجب أن هذا أمرا مهما لي فهو ببساطة (مشغول) ويجب أن أقدر هذا.
أرثي لحالي عندما أسمع عن الذين يتكلمون بالساعات الطويلة. كيف سأعرفه أكثر؟؟ إذا كان كذلك في الخطوبة أمال في الزواج يعمل إيه؟؟ هتجنن والله
ثانيا: يصر أنه لن يكتب مؤخر إلا مبلغ معين متعللا أن كذلك تفعل عائلته وما يقوله هو مبلغ صغير جدا لا ترضي به عائلتي. ولكنه مصر علي رأيه بشكل غريب. ما يضايقني ليس المبلغ ولكن أشعر بسوء نية لتفكيره في المؤخر بهذا الشكل مع العلم أن أخاه انفصل منذ شهرين عن زوجته بعد العقد فقط واضطر لدفع نصف المؤخر. فهل يضع في حسبانه ذلك؟؟
لا أدري و الله ماذا أفعل هل لو أصر علي موضوع المؤخر ده أوافق وأترك الموضوع يمشي.. لكن لو أصر علي رأيه ونفذه وأنا في بيت أهلي أمال يعمل فيَّ إيه وأنا في بيته مش هيكون لي أي رأي مثلا؟
سوف أستند إلى رأيكم فأعينوني..
وجزاكم الله خيرا
10/8/2004
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته؛
أختي في الله أشكرك جدا على دعائك لأهل الموقع ويعلم الله حاجتنا له، فجزاك الله خيرا، وأعاننا على أن نكون عند حسن ظنك بنا، وأعاننا على ما علقت في أعناقنا من أمانة الحديث معك.
جعلت عنوان رسالتك لنا هل أستمر؟ وأنا أجيبك يجب أن تتوقفي لحظة مع نفسك قبل الآخرين.
عزيزتي لديك شعور خفي بالغبن وعدم الرضا، وأنك تستحقين دائما أكثر مما تحصلين عليه بالفعل، وهذا هو المسئول عن عدم رضاك عن خطيبك، وبلغة العلم لديك تضخم في قيمة الذات، فعدم تجاوب قريبك معك دفعك إلى حالة من الإحباط نتج عنها تساوي كل الآخرين ما لم تستطيعي أن تحققي حلمك، تقولين أنك منعت نفسك من الانخراط في علاقة لأسباب دينية بينما السبب الحقيقي أنك كنت مشغولة بالفعل ولو بينك وبين نفسك، تعتقدين أنك كنت مكروهة بين البنين لأنك تؤثرين في البنات وتبعدينهن عنهم، أختي هذه المبالغة في قيمتك ودورك في عيون وحياة الآخرين ليست في مصلحتك أبدا. وعبارتك "أرثي لحالي" تعبير حقيقي عن نفسك. ألا يحق لقريبك أن يكون له حرية القرار في قبول عرضك أو رفضه، وهل برفضه لك يحرم عليه حقه في الارتباط بمن يرى أنها أقرب له منك فيصدمك ارتباطه؟
جاء الخطيب فتبرمت في وجهه وحين انسحب سبب لك الألم؟؟ ألا يحق لمن زهدت فيه أن يدافع عن نفسه ولو بالانسحاب؟ هل وضحت لك طريقتك في التفكير، إنها طريقة لا تساعد في الوصول للسعادة مهما تخيلت أن مطالبك بسيطة.
ويأتي دور الخطيب الذي لم تتحمسي له وقبلت به، وتتوقعين من جانبه اندفاع وتعلق في حين تمنين عليه (وان لم تذكريه صراحة له فلا بد انه يدركه) ما تقدمينه من كلام طيب!! لماذا يعتبر تفكيرك وأهلك في قيمة المتأخر مطلب عادي ونزيه ويفسر تردده في تحمل ما لا يستطيع من الأعباء المادية على أنه سوء نية من جانبه؟؟ فقد ينظر هو لإصرار أهلك على قيمة المتأخر بأنه تفكير مادي، ولا يلام إذا ذهبت به الظنون إلى هذه الوجهة.
تعترضين على طريقته في التفاعل وأنه صامت، وتعترضين على وضعه المادي والشخصي وتقولين عنه بداية أنه لم يكن كلا وجزءا هو حلمي المنتظر، أختي فكرتك الأساسية عنه هي المسئولة عن تبرمك منه، وهذا يشبه ما نقول في العامية من أن عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا! وهذا حقيقي وهو حالك معه.
قفي مع نفسك وقفة صدق وزني ما لها وما عليها حقا، بلا إفراط في قيمتك ولا تفريط في قيمة الآخرين والعكس صحيح، وإن وجدت بعد ذلك أنك ما زلت غير مقتنعة أو سعيدة بهذا الشخص، لا تقولي أهلي أقنعوني وتتخلي عما لك من دور ومسئولية في قرار مصيري يتعلق بحياتك بل اتبعي ما يقوله عقلك. فمن الظلم لنفسك ولهذا الشاب أن تبدئي حياتك معه بمثل هذا الأساس الواهن الذي لن يصمد في وجه مصاعب الحياة الطبيعية بعد ذلك، وإن رأيت أن رصيده لديك يؤهله لحبك والإعجاب به فوجهي نفسك للتفكير في إيجابياته كشخص، واقبليه كما هو دون مقارنته مع غيره ممن تسمعين عن قضائهم الساعات على الهاتف.
وتبقى كلمة أخيرة عن الزواج يجب أن تقال وهي أن الزواج ليس ساحة للعراك ولفرض الآراء، بل هو مساحة وعلاقة يظهر ويثبت فيها الإنسان قدرته على الحب والعطاء وما تعلمه من حسن التعامل مع الآخرين وما يتقنه من فنون الحياة. مع دعائي لك بأن ينير الله قلبك ويرزقك السعادة في الدارين.
*ويضيف الدكتور وائل أبو هندي الأخت العزيزة أهلا وسهلا بك على موقعنا مجانين وشكرا جزيلاً على ثقتك، ليست لدي إضافةٌ بعد ما تفضلت به مجيبتك الدكتورة حنان طقش، والتي استطاعت الغوص تحت حروفك الإليكترونية ببراعة المتمرسين، وأظهرت انطباع العارفين بما رأت، ليس لدي بعد ذلك غير إحالتك إلى بعض ما أحسبُ أنه إن شاء الله يفيدك من على مجانين، فقط قومي بنقر الروابط التالية بالفأرة واقرئي بهدوء:
اختيار شريك الحياة: هل من ضابط؟
حيرة الاختيار: في زواج الصالونات م. مستشار
على مائدة الاختيار: العقل والعاطفة.
التوافق بين الزوجين: قواعد عامة
"الكبرياء...يقطع العلاقات"
ماهو علاج الكبر؟
هذه الخدمة الحكم والرأي والأطراف!
وأهلا وسهلا بك دائما على موقعنا مجانين، فتابعينا بالتطورات الطيبة إن شاء الله.