عَنِ المِثْلِيَّة نَتَحَدَّثْ ف/خ المثليّة الجنسية
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
ابتداء: فضلا دكتور لا تهمل رسالتي هذه واقرأها إلى آخرها، جزآك الله خيراً.
أخي في الله الدكتور الكريم، أتقدم إليكم برسالتي هذه لطلب يد العون منكم لعل الله ينفع بكم وبنا،
فضلاً منكم، هل يمكنكم إفادتنا بمعلومات علمية عن أسباب الميول المثلية عند الإناث، لأن الطرح العلمي عن الميول المثلية عند الرجال متوفر وبكثرة، فجلّ المتخصصين شرحوها بطريقة طيبة وبسيطة، لكن المثلية الجنسية عند الإناث مسكوت عنها... لماذا؟ فبعض النساء يعانين من حالتهن ويعشن في اضطراب وجهل... ويتمنّين معرفة سبب حالتهن وهل من علاج؟ حتى وإن لم يكن هناك علاج، الأكثر أهمية هو معرفة المرأة نفسها وطبيعتها، وأيضا هل المرأة بطبيعتها (خِلقتها) تولد ثنائية الميول؟ وهذا ما تطرّقنا إليه في البحث...
بارك الله فيكم، بما أننا نهتمّ بالتوعية العلمية والدينية عن المثلية عند الذكور والإناث، وبالرغم من قلة الكلام عن المثلية عند الإناث، إلا أننا نحاول الوصول إلى نتيجة ما، والمتداول الآن عند الناس هو أن المثلية ليس لها حل، لكننا لا نظن ذلك بل نظن أن المثلية عند الذكور تتعالج أيّا كان نوعها، لكننا نظن أيضاً أن هناك حالة من المثلية عند الإناث لا تتعالج، ومن المثليين من سألنا هل المثلية عند الذكور تتعالج، وسنترك لكم البحث في الأسفل -إذا لم نُثقل عليكم- ونطلب من حضرتكم أن تجيبنا:
هل المثلية عند الذكور تتعالج؟ وهل النتيجة التي توصّلنا إليها عن علاج المثلية صحيحة (في البحث أسفل)؟ سنكون شاكرين لكم جداً إذا أعرتم لرسالتنا هذه اهتمامكم.
ملاحظة : لقد استدلّينا أيضاً في بحثنا هذا بآيات من القرآن (ليس للفتاوى أو الحكم...الخ) بل آيات تتكلم عن خِلقة الإنسان وعن فعله ولها علاقة بالمثلية طبعا :
نصّ البحث
1- الرّجل يعامل المرأة كما يعامل البالغ الطفل الصغير، فهو مصدر سيطرة وسلطة بالنسبة لها.
2- لذلك الرجل يمكنه الزواج بعدة نساء (4 في نفس الوقت)، إذا رجعنا إلى النقطة رقم 1، سنجد هذا منطقياً وصحيحاً، فالبالغ يمكنه تربية عدة أطفال في نفس الوقت ولكن الأطفال لن يستطيعوا فعل ذلك، فالرجل يمكنه السيطرة على 4 نساء في نفس الوقت، ولكن المرأة لن تستطيع ذلك مع عدة رجال في نفس الوقت وهذا الأمر خِلْقي موجود في التكوين النفسي والجسدي لكِلاً من الرجل والمرأة. والله جعلنا كذلك لأنها إرادته، ونحن صنعته وحكمة منه ومصلحة لنا....الخ.
3-قال تعالى : "زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ ...." (سورة ال عمران)، معناه : زُيِّن للناس محبة ما يشتهون من النساء... (هكذا فسره بعض الأئمة والله أعلم بمُراد كلامه)، إن كان التفسير صحيحاً، فالمرأة من النّاس، فإذًا، المرأة من طبيعتها الخِلقية اشتهاء المرأة وحبّ المرأة، فهي في النهاية ثنائية الميول خِلقياً.
4-أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم بالمرأة فقال: (استوصوا بالنساء خيراً) متفق عليه، وقال أيضا: "رفقاً بالقوارير"رواه البخاري بمعناه. (فسمّى المرأة بالقارورة = الزجاج)
5-قال صلى الله عليه وسلم: «إن المرأة خلقت من ضلع, وإن أعوج ما في الضلع أعلاه, فإن ذهَبْتَ تقيمُه كسرته, وإن استمتعت بها؛ استمتعت بها وبها عوج, فاستوصوا بالنساء » . و قد جاء في حديث آخر قوله صلى الله عليه وسلم : «فإن ذهبت تقيمه كسرته وكسرها طلاقها» . هنا أيضاً قال "كَسَرْتها" والزجاج إذا كُسِر لن يرجع إلى حالته الأولى.
6- قال تعالى عن فعل قوم لوط : " وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ" (سورة النمل) ، في هذه الآية تمّ ذِكر الفعل الجنسي المثلي للذكور.
7-وذكر الله تعالى فعل الفاحشة بين النساء أنفسهم وبين الرجال أنفسهم فقال تعالى : "وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15) وَاللَّذَانِ يَأْتِيَانِهَا مِنكُمْ فَآذُوهُمَا ۖ فَإِن تَابَا وَأَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ تَوَّابًا رَّحِيمًا" (سورة النساء)، فالزنا لا يكون إلا بين ذكر وأنثى بالغين عن رضا تامّ بينها، أما الفاحشة فقد تكون بين ذكر وأنثى أو بين طرفين من نفس الجنس كما فعل قوم لوط لأنه الله سمى فعلهم فاحشة أيضاً، فهذه الآيات تتكلم عن الجنس بين النساء والجنس بين الرجال، وليس الزنا لأن الله تعالى ذكر الزنا وذكر حَدَّه في آيات أخرى.
8-إذا تعرضت المرأة إلى الضرب والاغتصاب الكامل أو السطحي (أو التحرش الجنسي مع التهديد) وإلى الإهانة والظلم والاحتقار والشتم من الجنس الآخر كالأب والأخ والقريب والزميل في الدراسة (العنف النفسي والجسدي والجنسي من طرف رجل أو عدة رجال).... وإلى الإهمال واللامبالاة والقسوة من طرف الأم منذ الطفولة.....الخ، فإن ذلك سيكسرها وإن تكسّرت فلن تعود إلى أصلها أبداً، وعليه ستكْره الرجال كلهم، ولن تستطيع -ما حَيِيَت- أن تحبّهم من جديد، لأنها تعلم أنها مستضعفة، وأنهم أقوى منها، وأنها هي المملوكة والمُسيطر عليها، فباحتقار الرجال لها وبحكم عجزها عن تغيير ذلك بسبب طبيعة خلقتها النفسية والجسدية خاصة، فإنها صارت ترى نفسها كالغنم مع الذئاب، وبالتالي صارت تكره الرجل كُرْه اشمئزاز كُلّي : من تفكيره، من جسده... ولا تتخيل نفسها أبدا معه، لا عاطفياً ولا جنسياً، فهي تشمئزّ من العلاقة السّوية كما يشمئزّ السّوي (الغيري) من العلاقة المثلية (سواء عاطفياً أو جسدياً) لأنها تعرضت إلى الأذى من الجنس الآخر فمعظم المغتصبين للنساء والأطفال في العالم هم الرجال وليس النساء ولو مع وجودهن لكن النسبة ضئيلة جدا مقارنة بالرجال (الرجال 98% والنساء 2% ، مثلاً ).
من حيث ما تقدّم، أنا أظن أنه ليس كل حالات المثلية عند الإناث تتعالج لأن الميول المثلية جزء منها تماما كالميول الغيرية، فكما قولت سابقا، المرأة ثنائية الميول -هذا في طبيعة خِلقتها- فلمّا نضيف عامل العنف الذكوري لها فستزول منها الميول الغيرية نهائيا وبالمقابل تتثبّت الميول المثلية فيها نهائياً، فمثلاً، هذه الحالة التي ذُكِرت فوق لا حلّ لها. وأيضا تجد الكثيرات من المطلّقات تعزفن عن الزواج بسبب التجربة السيئة. أنا أظن أن العلاج يتعلق بنوع العوامل والظروف التي مرّت بها المرأة وليس بسبب تقدّم الشخص في العمر. لكن الرجال على عكسهنّ، يحاولون تجربة الزواج مرة أو أكثر... لأنهم هم الطرف القوي المسيطر نفسيا وجسديا.
أما الذكور المثليون فلهم الحلّ دائماً، لأنهم مصدر السيطرة والسلطة، ولأنهم ليس لديهم غريزة حب الشهوات من الرجال - فالله تعالى خالِقنا، لم يذكر هذا في القرآن- فمن طبيعة الرجل أنّه ليس جذّابا كالمرأة من حيث المواصفات الجسدية وغيرها، وإلا لما قال الرسول صلى الله عليه وسلم : " إنّ الدنيا حلوة خضرة، وإنّ الله مستخلفكم فيها فينظر كيف تعملون، فاتّقوا الدنيا واتّقوا النساء، فّإنّ أوّل فتنة بني إسرائيل كانت في النساء "رواه مسلم. فالنساء أكثر فتنة من الرجال، هذا معلوم ومشاهد عند الجميع.، حتى أن من النساء الغيريات من لا تنجذبن جسديا إلى الرجال بل إلى النساء الجميلات الفاتنات (أثبتتها الدراسات) أيضا والأكثر أهمية من ذلك هو أن أغلبهم تعرض إلى الأذى من نفس الجنس وليس من الجنس الآخر (التحرش والاغتصاب)، صحيح أن الرجال المثليين لا ينجذبون إلى النساء لكن نسبة كرههم لهنّ (في العالم) ضئيلة جداً.
فالأمر واضح وضوح الشمس : فالذكر المثلي يمكنه العلاج لأن عامل الكُره الإشمئزازي (Horror) للجنس الآخر تقريباً منعدم، فهو في الغالب لم يتعرض إلى كل تلك الأنواع من العنف من الجنس الآخر، على عكس الأنثى المثلية تماماً التي تعرضت إلى كل ذلك، فالمثلية عندها تصير مثبّتة بسبب الكره الإشمئزازي للجنس الآخر.
سأجعل كلامي في معادلات :
اكتساب الرجل للميول المثلية : ميول غيرية (خِلقَة) + عوامل = ميول مثلية (تزول بالعلاج)
اكتساب المرأة للميول المثلية : ميول غيرية (خِلقَة) + ميول مثلية (خِلقَة) + نوع من العوامل = ميول مثليّة (تزول بالعلاج)
اكتساب المرأة للميول المثلية المثبّتة : ميول غيرية (خِلقَة) + ميول مثلية (خِلقة) + نوع من العوامل = ميول مثليّة² + كُره اشمئزاري للجنس الآخر (مُثَبّتة لا تزول بالعلاج).
لكن الفعل يبقى محرّم، نحن لا نبرر الفعل لأحد، بل نتكلّم عن الميول كعاطفة وانجذاب فقط. - انتهى-
في انتظار ردكم، شكراً لكم.
Broken Glass
5/11/2018
رد المستشار
شكراً على مشاركتك الموقع بآرائك وفرضياتك وجزآك الله ألف خير.
الحقيقة هي عدم وجود أدلة علمية وبحوث ميدانية تشفي الغليل عن أسباب المثلية في الرجال والنساء على حد سواء. جميع البحوث العلمية بحثت في علاقة بين المثلية وصفات شخصية، ظروف بيئية، عوامل بيولوجية، وأزمات نفسية. جميع هذه الدراسات بحثت في قوة العلاقة بين التحرش الجنسي في الطفولة وسلوك مثلي، والنتيجة دوماً ضعيفة. الغالبية العظمى من الذكور مثلاً من ضحايا التحرش الجنسي في الطفولة توجههم الجنسي غيري، ووجود علاقة إحصائية في بعض الدراسات الضعيفة بين عاملين لا تعني أن أحدهما السبب.
يمكن القول بأن أفضل فرضية لتفسير السلوك المثلي هو ما نسميه الحتمية النفسية. توجه الإنسان الجنسي يتم تقريره بسبب عوامل بيولوجية في الدماغ، صفات شخصية، أزمات نفسية، جميعها تدفع الإنسان إلى التوجه المثلي. هذا التوجه في عمر المراهقة من نوعين:
١- غير ثابت وقد يتغير إلى غيري أو مثلي.
٢ ثابت ولا يتغير.
الدليل على وجود علاج للمثلية في الطب النفسي لا وجود له. ولكن لابد من الإشارة إلى نقطة الضعف في رسالتك. هناك خطأ كبير في الرأي الذي تطرحه في إشارتك إلى أن جميع النساء ثنائية الميول لأن ذلك في صميم طبيعتها. هذه العبارة بحد ذاتها لا تستند إلى أي دليل علمي وإنما تعكس تحيزك المعرفي ضد النساء. على ضوء ذلك ستلاقي صعوبة في قبول الغالبية من الناس بمحتوى رسالتك.
التوجه الجنسي والسوك المثلي عند النساء يظهر في عمر متأخر مقارنة بالرجال والسبب هو الظروف الاجتماعية.
الدليل القاطع على انتشار المثلية صدر من أكبر مركز إحصائي بريطانيا العام الماضي وهو:
المثلية في الرجال بعد عمر ١٦ عاما هو ٢.٣٪
المثلية في النساء بعد عمر هو ١.٦٪.
وفقك الله.
واقرأ أيضًا:
الدفاعات النفسية والرغبات الجنسية ثنائية التوجه
إسقاط النظرية في شرح وعلاج المثلية
صاحبنا يرى : كل النساء سحاقيات بدليل !