التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م16
ا.د على اسماعيل عبدالرحمن
أستاذنا الكبير.. شعرت بالرغبة الشديدة في التحدث مع حضرتك بعد الرد على آخر استشارة....
عاوز أقول بس إن كثير جدا بيشعروا في كلامي بشيء من الفراغ أو التحدث الل غرضه الهدم وخلاص بدون وجهة نظر.. ولكن قبل كل شيء أريد إخبار حضرتك بأنني متوقف عن علاج نفسي وأستخدام عقلي (كما تقول أنني أحاول علاج نفسي) لمدة ثمان سنوات كاملة وأنا أتردد على الأطباء النفسيين والغريب أن كل مرة أزور فيها طبيب يخبرني بأنه لم يتم تشخيصي بصورة سليمة.. والأغرب أن الطبيب في زيارتي الأولى له يخبرني بأنني لابد أن آخذ الدواء وأنه سيتحمل مسؤوليتي العلاجية بالكامل.. وفي الزيارة الثانية أخبره بأنني متعب من العلاج فيخبرني بأنه ليس لديه ما يفعله.. ودا يفيد يا دكتور بأني ما بحاولش أتمرد أو أتنمرد وأني بآخد العلاج وبمشي بالتعليمات ولكن الخلل في شيء آخر لا أريد ذكره... ما تفسير أن أذهب لطبيب نفسي فأخبره بأنني أعاني من شيء لم أكن أشعر به وإنما توقعت أنني أشعر به فكتب لي دواء له دون حتى محاولة معرفة السبب....
يا دكتور أنا كنت أخبر طبيب نفسي ما بأنني أعاني من الدواء فيخبرني بأن المشكلة عندي.. السؤال.أمال أنا هنا ليه.. ماهو لو المشكلة عندي أنا يبقى دور حضرتك تساعدني في حل المشكلة دي... ثم أن إحدى المواقف الأخرى أخبرت الطبيب بأنني أتعب من الدواء فأخبرني أن أتوقف عن زيارته وأجلس في المنزل إلى أن يزول القلق (اللي هو بعمله أنا دلوقتي وحضرتك رافضه)... وحتى أنا حين أتواصل معكم هنا لأريد حل أو تفسير فهذا ينفي إني مستكبر أو بحاول أمشي بدماغي.. الفكرة أني مالقتش حد يديني تفسير مقبول لحاجة بحسها أو بعاني منها... حتى لو أن التفسير كان أن الطب لم يصل لتفسير إلى الآن فأنا سأقبله.. ولكن يا دكتور إجابات هزيلة وضعيفة والزيارات كلها تنتهي ب.. ليس لدي حل أو فيما معناه هذا...
يخبرني طبيب بأن الأعراض الانسحابية لا تطول وبسيطة وأعرف صديق لي دخل مستشفى وأجرى جلسات كهربائية بسبب أعراض سحب الدواء... وقصص كثيرة جدا على الإنترنت عن استشارات على مواقع شهيرة تفيد بأن الأعراض الانسحابية من الأدوية شديدة وعنيفة ولا تمر عابرة... حضرتك عاوزني أصدق إزاي بقى.. وأنا شديد الكره لأسلوب التربسة.. عاوزني أعالجك يبقى تسمع كلامي.. طب والله هسمع الكلام بس لازم لما أحس بتعب معين من الدواء أبقى فاهم أنه عرض جانبي مثلا.. مش إني أروح لطبيب وآخد دواء وأفاجأ بأن له آثار جنسية لا أعلم عنها شيء أصلا.. دا ممكن يدخل الناس في دوامة كبيرة جدا...
حضرتك أنا عارف إنه أكيد سمعت الكلام اللي بقوله من مرضى كتير.. بس أنا برضو سمعت نفس الكلام من دكاترة كتير... وصدقني الخطوة الأولى والصحيحة هو أنه في مثل حالتي.. الابتعاد عن من تعاملت معهم من الأطباء هي أول خطوة نحو الاستشفاء... وأول خطوة أنا سأفعلها هي التوقف عن قراءة استشارات أو آراء لأي أطباء نفسيين.. لأن الكلام ممتاز جدا ولكن الفعل سيء جدا... تفسيرات لا تصف إلا نسبة قليلة جدا من المرضى... أنا لا أحاول في النهاية التشكيك في الطب الفسي.. هو موجود وأنا لسه عندي أمل أن اللي بعاني منه من تعب وقلق سأقابل مختص يستطيع بطريقة ما التعامل معي.. ولكن الأوضاع المادية والاجتماعية كافية بأني أستمر في المعاناة مع المحاولة المستمرة بكبت أو إخماد المعاناة...
عندي تجربة أخرى هي أنني توقفت مرة عن الدواء فشعرت بمعاناة مريرة جدا... لو أنا توقفت عند هذا الحد لأخبرني أحد الأطباء بأنه بسبب ترك الدواء وأن لدي قلق لابد من علاجه أما إذا أكملت بأنه بعد المعاناة والتعب هؤلاء بدأت أشعر بشيء من التحسن فإنه عند الأطباء (الذين أعرفهم) فإن ما كنت أعاني منه ليس أعراض انسحاب وإنما هو شيء آخر ومن الأفضل لهم ألا يجيبوني عليه وببساطة لأنهم مش عارفين...
هيكون إيه رأي حضرتك لو أخبرتك أني صرفت حوالي 100 ألف جنيه عند الأطباء النفسيين والعلاج.. بيتهيألي رقم ضخم كفاية إني أوقف الدايرة دي... أنا آسف على الإطالة بس محاولة التثقيف دي هي اللي عرفتني إني من البداية خالص ما كنتش محتاج غير حد يسمعني ويفهم شخصيتي ويوجهني بطريقة ما للتصرف..
أتمنى على الله أن اللي بعاني منه يكون أعراض انسحاب للدواء وأن يمر هذا بسلام حتى لو بعد فترة طويلة...
وشكرا لحضرتك كثيرا
1/5/2019
رد المستشار
عزيزي. أهلا وسهلا بك مرة أخرى. أنا لست محامي الدفاع عن الأطباء ولا أعتبر أننا ملائكة تمشي على الأرض بالعكس تعلمنا من أساتذتنا أن مواجهة النفس هي أولى خطوات التغيير وما أوتيتم من العلم إلا قليلا.
ولا زالت النفس البشرية بها من الأسرار والغموض الذي لم يكتشف بعد. ونعود إلى قصتك قد تكون معاناتك أكبر واضطرابك أعمق لكن في النهاية الأمر يحتاج إلى تكاتف العلاج الدوائي مع العلاج النفساني مع تفهم لطبيعة تجربتك ومرضك وتفهم من طرفك لصعوبة الحالة ومن طبيبك لصعوبة التجربة.
أهلا وسهلا بك صديقا مهما للصفحة
ويبع>>>>> : التردد وحدود الذات وما زاد شيء عما فات م18