اكتئاب
الأخوة المحترمين في هذا الموقع الرائع، سلام من الله عليكم ورحمة من لدنه وبركاته،
في رمضان الماضي استخدمت حسابا وهميا لي وهاجمت سياسيا بعد أن ثبت تورطه في الفساد، إذ عبرت عن فرحتي عن كشفه وتنزيل رتبته في الوظيفة، وقد بلغ هذا الشخص الأجهزة الأمنية في بلدي عن هذا المنشور، فاستطاعوا الوصول إلي، فاستدعوني للاستجواب عن القضية، فبينت لهم أن ما صدر مني كان في ساعة غضب في رمضان، وعبرت عن أسفي لما قمت به.
وأثناء الاستجواب سألني رجل الأمن: لقد رأينا في حسابك صديقات أجنبيات، فقلت له: نعم لدي بعض الصديقات اللواتي أتحدث معهن اللغة الفرنسية كي أحافظ على لغتي الفرنسية التي أحببت تعلمها قوية، وهذا بالفعل ما أقوم به حيث أتواصل مع اثنتين منهن، نتحدث في أمور عدة بعيدة عن التصرفات الصبيانية اللاأخلاقية، ونتبادل المعايدات في أعياد الميلاد والمناسبات.
هنا انتهى الاستجواب ووقعت وغادرت إلى البيت، بعد أن وعدتهم شفويا بعدم تكرار ما صدر مني تجاه هذا الرجل. وكم كانت فرحتي غامرة لأنني لم أعتقل اعتقالا بل طلبوا حضوري عبر الهاتف، وكذلك كنت أكثر فرحا لأنني لم أوقف أو أسجن، فالاستجواب لم يتجاوز النصف ساعة.
ولا أبالغ بأنني نسيت الأمر وما حدث معي خلال ساعات، واستمر الأمر وكأن شيئا لم يحدث لمدة ثلاثة أشهر، لكن لشديد الأسف بعد أن عدت إلى وظيفتي في المدرسة بعد إجازة الصيف فجأة بدأت أتذكر سؤالهم عن الصديقات الأجنبيات على صفحتي وصرت أشعر وكأن سؤالهم لي حولهن سؤال مبطن يقصد من ورائه بأنني رجل لا أخلاقي، وقد استمر هذا الموضوع يطاردني منذ شهر ويعذبني مما أدخلني في حالة اكتئاب حادة أصبحت تؤثر بشكل مباشر على وظيفتي.
رغم ثقتي المطلقة بحقيقة علاقتي ومحادثاتي العادية بتلك الصديقات، لكن الوسواس صار يطاردني فصرت أتصور بأن مجرد المجاملات والتحيات معهن عمل لا أخلاقي، الأخوة في هذا الموقع أرجو أن تساعدوني للخروج من هذا الاكتئاب الذي لم أتوقعه، فهو يسيطر علي بشكل لم أتوقعه.
وشكرا لكم
وبارك الله في جهودكم
18/9/2019
رد المستشار
الأخ العزيز الأستاذ "بشير"
نظرا لما عايشته أثناء استجوابك من قلق وتوتر وخوف فإن سؤالك عن صديقاتك الأجنبيات قد أحدث حالة من الرعب بداخلك وبدأت تتشكك في نواياك الحقيقية من هذه العلاقات، هل هي فعلا لمجرد إجادة اللغة الاجنبية؟، أم أن ثمة أغراض خفية وغير أخلاقية تربص في أعماقك تجاههن.
كما أن انكشاف هذا الأمر للأجهزة الأمنية جعلك تشعر أنك مكشوف وربما تكون مراقبا، وهذا أيقظ "الأنا الأعلى" (الضمير) لديك وأصبح يحاسبك بقسوة، وأصبحت الأفكار والمخاوف الوسواسية تهاجمك وتعاودك.
أنصحك بالتوقف عن هذه العلاقات حتى تستعيد هدوءك النفسي وتتأكد من أهداف ودوافع تلك العلاقات، وأيضا يزول عنك تهديد الضمير وعقابه لك ويزول عنك اعتقاد مراقبة الأمن لسلوكياتك.
وفقك الله لما فيه الخير.