السلام عليكم ...
تحية وبعد...، لدي أخ صغير عمره الآن 14 عام يعاني من مشاكل منذ الولادة... لقد حصل نقص أكسجة عند الولادة مما سبب له اضطرابات كثيرة ومنها صعوبة التعلم والنطق أي أنه ينطق بكم كلمة فقط ولا يمكنه التركيز والتعلم...... قمنا بإجراء تخطيط سمع وجزع دماغ ودماغ ...
يوجد لديه اضطرابات كثيرة سريع الغضب -عدواني- اندفاعي- خطر في بعض الأحيان- يقوم بضرب أي أحد يقوم بتنبيهه أو ضربه من دون أي رادع إن كان أبا أو أما أو أخا أو عما -فرط نشاط حركي كبير -صعوبة التأقلم أو الاستيعاب- لا ينطق سوى قليل من الكلمات فقط
يتناول دواء اسمه ريتالين وعند المساء يتناول دواء زوفرينال..... قمنا بوضعه فترة في مركز لذوي الاحتياجات الخاصة للتأقلم مع الأطفال ولم نلاحظ فرقا واضحا... تصرفاته تدل على أنه أصغر من عمره
ونحن نلاحظ أنه يزداد وضعه سوءا يوما بعد يوم ويصبح عدوانيا أكثر خاصة بعد الأحداث التي نمر بها في سوريا ولا يقبل التعلم ولا النطق... لقد تعبنا كثيرا من وضعه ... لم نجد أي حل له وقمنا بأخذه إلى أطباء ولا فائدة من ذلك ...
أرجو المساعدة في إيجاد حل سريع لأننا بمشكلة كبيرة ولم يعد لدينا قدرة على التحمل، هل يمكن علاجه عن طريق أدوية أو جمعيات أو مركز طبي أو مستشفيات أو علاج في الخارج مثلا أو أي أحد يمكنه مساعدتنا في ذلك
علما أننا وضعنا له الكثير الكثير منذ ولادته من أجل العلاج والأطباء والأدوية ولم نستفد شيئا ووضعنا المادي والمعنوي سيء جدا خاصة بهذه الأحداث التي نمر بها في سوريا
أنا منذ فترة قمت بالتواصل مع الدكتور النفسي "............." في سوريا وقام بتشخيص حالة أخي بأنه تخلف عقلي ناتج عن نقص أكسجين عند الولادة معنى ذلك أن أخي عمره الآن 14 عاما ولكن عمر عقله اصغر من ذلك لأنه يتصرف تصرفات أطفال صغار أصغر من عمره وقال لنا بأن دواء ريتالين ليس لحالة أخي وإنما لحالات أخرى وقال لنا بأن هذا الدواء أثر على نمو عقله ووعيه وزاد حالته سوءا وقال أيضا أنه الصحة العالمية تمنع إعطاء هذا الدواء أكثر من تسع شهور ويجب إيقافه يومين في الأسبوع لأنه يسبب إدمان ...
أما أخي مع الأسف ونتيجة لأخطاء الأطباء يتناول دواء ريتالين منذ سبع سنوات دون توقف ولا يوم واحد ... مما أثر عليه بشكل سلبي وكنا كل مرة نقول فيها للطبيب بأن أخي تزداد حالته سوءا ولا ينفع معه الدواء يقول لنا هذا هو دوائه ولا يمكننا إعطاؤه أي نوع غيره .. وقال لنا الطبيب "............." باستغراب وتفاجىء شديد جدا من وضع الدواء والمدة بأنه يجب قطعا إيقاف الدواء بشكل تدريجي خلال 6 أسابيع وأنه يجب إعطاؤه فقط دواء ريسبريدين الذي هو نفس تركيب الدواء الذي يتناوله أخي في المساء زوفرينال ....
وقال لنا يجب أن يوضع أخي في مركز تخصصي يتابع حالته لهذه الحالات وأنه لا يوجد حاليا لدينا في سوريا أي مركز نتيجة للأوضاع فيها وعرض عليي بأن أسافر إلى مصر أو أي دولة أخرى في حال وجدت مركز تخصصي له ....
لذلك أرجو منك دكتوري الفاضل بتوجيهي إلى الطريق الصحيح ماذا أفعل وإلى من ألجأ لأن حالة أخي تزداد سوءا كل يوم أكثر من الآخر نتيجة الأوضاع التي نمر بها وعدم وجود مركز أو أخصائي ليتابع حالته ...
أتقدم بأفضل الشكر وأطيب وأرق التحيات لك ولحسن سماعك لمشكلتي ........
شكرا جزيلا لكم وأتمنى المساعدة ....
23/11/2019
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
من الواضح أن الحالة الموصوفة تعاني من أحد الاضطرابات النمائية العصبية كالتأخر الذهني والتوحد وفرط الحركة وقلة الانتباه، وكثيرا ما تختلط وتتواكب الأعراض الخاصة بهذه الاضطرابات الثلاثة في الحالات المشابهة، وهي عبارة عن خلل في النمو الخاص بمراكز مختلفة في المخ وتظهر الأعراض حسب المراكز المتأثرة بالخلل، وللأسف فلا يوجد علاج قاطع وشافي لمثل هذه الاضطرابات في أي مكان من العالم وإنما تهدف العلاجات المتعارف عليها إلى تخفيف الأعراض العدوانية والمؤذية للذات والغير بالإضافة إلى تحسين القدرات العقلية والانتباه والتركيز قدر الإمكان وتنمية المهارات التكيفية ومهارات الاعتماد على الذات عند المصاب.
ويتم ذلك من خلال برنامج متكامل يجمع بين العلاج الدوائي والعلاج السلوكي، ولا يوجد ما يمنع من إعطاء الريتالين مع الريسبردون إن كانا معا يفيدان المصاب، فالريتالين من الأدوية المنشطة للمخ والتي تزيد من التركيز وتقلل من الحركة والاندفاع بينما يقلل الريسبردون من الحركة والعدوانية والاندفاع ويساعد على النوم وليس له تأثير يذكر على التركيز.
وليس صحيحا أن الريتالين يسبب الإدمان إلا في حالات إساءة استخدامه وتناول كميات كبيرة ومتزايدة منه بغرض المتعة وهو ما لم يحدث وليس مرجحا أن يحدث في الحالة المذكورة ولا مانع من تناول الريتالين لفترة تزيد عن الـ 9 شهور وقد تمتد لسنوات إن كان يسبب فائدة ملحوظة للطفل المصاب من حيث التركيز وتقليل الحركة والاندفاع كما قلنا ويشترط المتابعة مع طبيب مختص باستمرار لضبط الجرعة وضمان فعاليتها، ولابد مع العلاج الدوائي من التأهيل السلوكي عن طريق مراكز ويفضل هنا مراكز الرعاية النهارية لضمان عدم فصل الطفل عن أسرته الطبيعية فإن لم توجد فيمكن الاستعانة بأي أخصائي مؤهل للتعامل مع الحالات ذات الاحتياجات الخاصة لعمل جلسات لتعديل السلوك وتنمية مهارات التكيف والاعتماد على الذات.
والله المستعان.