أحتاج توجيهكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أنا بسن الزواج لكن عندي رفض حالياً للفكرة قبل ما كنت أعاني من هذه المشكلة. رفضت أكثر من خطبة لأسباب غير مبررة.
أثناء فترة الخطبة كنت أمر بصراع داخلي بسبب عدم استعدادي نفسياً وبسبب ضغط الأهل وبعد الرفض كنت أمر بمشاكل عائلية وصارت عندي عقدة من هذا الموقف،
ما أحس برغبة أو بحاجة للزواج وعندي مشاعر وأفكار سلبية تجاه هذا الموضوع وأتوتر وأكتئب بمجرد الكلام فيه لكن فعلياً أتمنى تنحل هذه العقدة وأعيش التجربة.
ما أعرف إذا كانت هذه مخاوف قديمة عندي وزادت بسبب التجربة الفعلية أو إنها صدمة جديدة من التجربة ذاتها
علماً بأني أعاني من رهاب اجتماعي واكتئاب وأعتقد أنه جزء من المشكلة.
10/4/2020
رد المستشار
بسم الله الرحمن الرحيم، حضرة الآنسة "k" حفظك الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من المؤسف أن تبدئي رحلة الحياة على هذا النحو من التردد ورفض الجنس الآخر. إنما نحن نعتقد بأن هنالك أشياء قد تكون مرّت بك خلال الطفولة أو المراهقة وقد تركت أثرا على ردات فعلك تجاه نفسك وتجاه المجتمع.
إنّ الرهاب الاجتماعي الذي تعانين منه هو دليل عدم تكيّف مع المحيط الخارجي بالإضافة إلى عدم ثقة بأن انبعاثاتك وردات فعلك الاجتماعية جيدة وقد تعجب الآخرين. فلذلك نحاول الانعزال والانطواء كي لا نقع في الخطأ. فإن مشكلتك على صغرها تختصر بنود الحياة واحداً واحداً.
فأولاً يجب أن نعيد تقييم العلاقة مع الباري عز وجل فنعبده بصدق وإخلاص وتفاني ونحبه ونحب الآخرين فيه, فعندها تصبح النظرة الى الآخر كالنظر لوجه من وجوه الله المتجسد في خلقه. فنحب أن نلتقي بهم نكلمهم, نخفف عنهم أعبائهم كل ذلك قربة لوجهه الكريم فلا نغضب من أحدٍ أخطأ بحقنا بل نسامح ونسامح ونسامح ولا نحمل في داخلنا أي غل أو حقد أو كراهية أو حسد. عندها يكون الخروج لملاقاة الآخر هو في حب الله وخدمة الله بالإضافة إلى تسجيل كنوز من الحسنات نعبئها في حقيبة أعمالنا تنفعنا يوم نلقاه.
ثانياً بالنسبة للعلاقة مع الذات فأول من يجب أن يحبك هو أنتِ نفسك فتقدمين لذاتك أفضل ما ينفعك دنيوياً وأخروياً ناهيك عن احترام الذات وعدم التعرض لما يؤذي الجسد والروح آنياّ أو مستقبلياً.
ثالثاً بالنسبة للعلاقة مع الآخرين فيجب اعتبارهم بمثابة الأم والأب والجد والجدة والأخ والأخت فنعاملهم بحنان ورأفة دون التعرض لما يؤذيهم وقطعاً عدم مسائلتهم تجاه أي خطأ يرتكبونه. بل يجب علينا تلطيف الأسلوب ليكون قصصياً أو أو توجيهياً مخففاً لكي لا نؤذي شعور الآخر في حال ارتكابه الخطأ من أي جانبٍ كان.
أما الزواج فهو القفص الذهبي وأجمل ما تقدمه لنا الحياة إنه بنك الحسنات تصغر فيه الجنة لكي تسكن تحت قدميك وتطيب فيه أنفاسك لتصبح عبيراً يستنشقه الحبيب فتسكن أعصابه. لا تنظري إلى تجارب الآخرين السيئة بل إلى الكم الهائل من السعادات التي ستبلغينها إذا ما تزوجت. إذا خفت من شيء فقع فيه وعندها سنحاول معاً حل كل عقدة على انفراد.
آنسة "k" لك منا أفضل التمنيات لحياة ديناميكية فاعلة نشيطة مؤثرة ومعبرة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
واقرئي أيضًا:
الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي
النظريات المعرفية للرهاب الاجتماعي