هل أنا مكتئب؟
السلام عليكم، أولا أشكركم شكرا جزيلا وأرجو الله أن يكون هذا العمل في ميزان حسناتكم،
وبعد فأنا شاب في 33 من عمري متزوج من عامين ولدي طفل عمره 15 شهر.
بدأت مشكلتي منذ حوالي عامين تقريبا وتزامن ذلك بعد عام من انتقالي من عملي في بلدي إلى آخر في بلد عربي.
الأعراض التي أشتكي منها تتلخص في:
- اضطرا بات في النوم تتراوح ما بين صعوبة في الدخول في النوم أحيانا ونوم عميق مع اقتراب الصباح مما يؤثر على انضباطي في مواعيد العمل
- حالة من عدم الاستمتاع بشيء تقريبا واللامبالاة مما أصابني بالملل الشديد
- كثرة الإصابة بأعراض تشبه أعراض البرد (من تكسير وأوجاع في الحلق ...)
- فقدان القدرة على تحديد الأهداف والشعور بالحيرة وصعوبة اتخاذ القرارات ولهذا توقفت أو أجلت أي قرارات يمكن أن تؤجل لحين تحسن حالتي
- أصبحت عصبيا وحساسا مما انعكس بالسلب على معاملتي لابني فلا أتحمل صراخه وأخطاءه وأصرخ فيه كثيرا
- أصبحت أنسى إلى حد ما. وإن كنت أعزو ذلك إلى عدم اهتمامي بما أعمله
- أنني أعاني من عدم المقدرة على إتمام أي شيء أبدؤه. مثل قراءة كتاب أو حفظ القران
- أشعر بمشاعر سلبية تجاه نفسي وخاصة عندما أقارن إنجازاتي العملية والدينية بإنجازات أصدقائي مما يشعرني بالإحباط أحيانا
لدي بعض الملاحظات والتفاصيل:
- أنا الابن رقم 2 من أربع أبناء كلهم بنات
- كنت طوال فترات الدراسة من المتفوقين وتخرجت في إحدى كليات القمة
- كنت طوال فترات عملي من المتميزين حتى أصابتني هذه الحالة فأصبحت لا أهتم كثيرا ومع ذلك أحاول أن أؤدي عملي على أحسن وجه أستطيعه
- عندي حدب بسيط وقد أثر ذلك على نفسيتي كثيرا في عمر المراهقة والجامعة
- أتمتع بشخصية قوية وقيادية بعض الشيء
- كنت أصاب بفترات من الإحساس بالضيق أثناء الدراسة وكنت أخرج منها بعد قراءة القران والتقرب إلى الله. وكنت أحيانا في هذه النوبات أنام لفترات طويلة تصل إلى 15 ساعة
- أختي الكبرى تعاني من مشاكل في حياتها الزوجية وعلى وشك الطلاق.
ودائمة الشجار مع أمي منذ كنا أطفال وهي مقيمة الآن بصفة دائمة مع أمي مما يؤثر علي كثيرا إشفاقا على أمي من الشجار وعلى أختي من غضب الله
- أصابتني مشاكل أختي الزوجية بضيق شديد جدا
- إلى حد ما أنا ملتزم بتعاليم الدين منذ المراهقة وذلك يتخلله فترات ملل. وهذا الالتزام يجعلني أضيق من دائرة معارفي (فلا أصاحب المدخنين وشاربي الخمر ولا اذهب إلى الحفلات المختلطة ولا الجلسات المختلطة...) فلم استطع أن أكون أصدقاء في الغربة ومع ذلك فلدي أصدقائي في بلدي الأصلي
- أعيش حياة زوجية مستقرة والحمد لله وأحب زوجتي وابني كثيرا
- حاليا لا أتمتع بقراءة القرآن كما كان الحال العام الماضي. وأصبحت لا أواظب على الصلاة في المسجد كما كنت من قبل.
- تراودني كثيرا رغبة شديدة في الاستقالة والعودة لبلدي حيث أظن أن ذلك قد يحسن من حالتي. فأنا أعاني في هذا البلد من فقدان الأهل والأصدقاء مع العلم أن زوجتي وابني معي ولكنهما يعانيان من نفس الأمر مما يشجعني على اتخاذ القرار.
كذلك أشعر بالذنب تجاه أمي وأختي الصغرى. حيث أنني الولد الذكر الوحيد وأمي كبيرة في السن واشعر أنها تحتاجني. كما أنني أمثل الأب والأخ لأختي لأن أبي توفاه الله وهي 13 عاما فهي تفتقدني بشدة (عمرها الآن 20 وتعاني من تعثر شديد في دراستها الجامعية)
- أيضا أشفق على ولدي من العزلة الشديدة التي يعيش فيها هنا إلا نادرا.
والسبب الوحيد الذي يبقيني في الغربة هو عدم وجود فرص عمل مناسبة في بلدي مما قد يعني بقائي فترة طويلة بدون عمل.
- كان والدي رحمه الله قد أصيب بمرض ألزهايمر الذي عانى منه لأكثر من عشر سنوات. وأظنه قد أصيب بالإكتئاب قبل ذلك وأشك في أنه قد تلقى علاجا للإكتئاب.
وسؤالي هو :- هل أعاني من مرض نفسي ما؟ وما هو؟ وهل أحتاج لمتابعة دورية لدى طبيب نفسي أم يكفي بعض الأدوية بعد زيارة واحدة. وبالمناسبة هل الزهايمر مرض وراثي؟
16/11/2004
رد المستشار
صديقي إن الأعراض التي ذكرتها تشير إلى الإكتئاب...
وقد يكون إكتئابك بسبب تقليص أو اختفاء دورك الذي كنت تلعبه في بلدك من اعتنائك بوالدتك وأختك وكونك رب الأسرة بعد وفاة والدك...
أحد أسباب الاكتئاب هو الغضب الموجه ناحية النفس والذي قد يتعلق بوجود مقدرة إبداعية عالية غير مستغلة، أو قرارات معلقة ومؤجلة وبالتالي تأنيب الضمير.
من ناحية أخرى فقد عزلت نفسك وعائلتك عن المجتمع الذي تعيش فيه وعن الناس عامة مما يقلص حجم المعلومات الجديدة التي تدخل في حياتك وبالتالي يقلص المقدرة على الاستمتاع بالحياة والسيطرة على البيئة.
عليك يا سيدي أن تستشير طبيبا نفسيا لكي يصف لك دواءا يساعدك على اجتياز فترة العلاج أو النقاهة الأولى ولكنك أيضا تحتاج إلى جلسات نفسية لكي تصل بمساعدة المعالج النفسي إلى تحديد الأهداف المناسبة والقرارات المناسبة لك ولعائلتك من جميع النواحي.
قد يكون في عودتك شئ من الراحة ولكنك تخاف من عدم وجود فرص جيدة للعمل في بلدك...
يمكنك تخطى هذه العقبة بشئ من التفكير الإبداعي والعصف الذهني ولكن يجب أولا التخلص من الإكتئاب حيث أنه يجعل الرؤية متشائمة وسوداوية وخالية من الأمل في النجاح إلى جانب عدم المقدرة على التركيز والتفكير الواضح..
بمساعدة المعالج يمكنك أن تسبر غور هذه المخاوف والأفكار المتشائمة وأن تجد في نفسك ما تحتاج للوصول إلى حلول أو قرارات ترضيك.من ناحية مرض الزهايمر فليس لدى معلومات أكيدة على أنه مرض وراثي وأنه بالضرورة أن يصاب به أبناء المريض...
هناك عامل وراثي لا يمكن إغفاله وهذا ينطبق على أي شئ وهو ما يعطينا الاستعداد لشيء أو لآخر ولكنه لا يحتم المصير...
فقد يرث الإنسان عن والده الاستعداد للإكتئاب أو أي شئ آخر ولكنه ليس بالضرورة وليس محتما عليه أن يصاب به.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب
ويضيف الدكتور وائل أبو هندي، الأخ العزيز أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على ثقتك وإطرائك، ليست لدي إضافة بعد ما تفضل به مجيبك الأستاذ علاء مرسي غير أن أحيلك إلى عدد من الردود السابقة لمستشارينا من على استشارات مجانين ففيها ما يفيدك إن شاء الله، فقط قم بنقر العناوين التالية:
السبه: خرف ألزهايمر (عته الشيخوخة)
الاكتئاب والإجراءات الخاصة
وأهلا وسهلا بك دائما فتابعنا بالتطورات.