وسواس قهري أم ماذا؟ وسواس قهري تعمقي !! م
وسواس قهري أم ماذا؟
أعلم أني أكثرت من إرسالي لكم ولكن كل يوم يزداد القلق أكثر وأكثر والأسئلة تزداد أكثر وأكثر، قرأت في موقعكم إحدى الاستشارات الذي رد عليها الدكتور أحمد عبد الله وأشار فيها عن شيء يسميه هو فقه الرعب، وللأسف الشديد أعتقد أني دخلت في هذا الوضع وأخاف التشدد الديني على نفسي.
أصحبت أقرأ كثيراً في مواقع غير مصرية وأشاهد شيوخاً على اليوتيوب غير مصريين يقولون فتواهم لأشياء معينة ووصلت لأن حتى رؤية الشيء الحرام حرام! وأن أصل الحرام حرام!! العنب مثلا يعصر ويصنع به الخمر فهو حرام! لو رأيت أحدهم في مسلسل أو فلم يشرب الخمر فهذا حرام علي!
وأنت تعلم يا دكتور أن المسلسلات لا تخلو الآن من هذه الأشياء حتى المصرية والمسلمة!! أيضاً أسئلة مثل خروج المرأة من المنزل أو أسئلة مثل عمل المرأة أو بخصوص المرأة عامةً وأجد أن كل شيء حرام حرام حرام.. هل أصبحنا في عصر فيه كل شيء حرام أم أنا التي جننت؟؟؟؟
أريد حلاً لأنني الآن أشعر أن ديننا متشدد جداً ولا أستطيع الاستمتاع لأنه كلما أستمتع بشيء أقول لنفسي إن الناس تقول أنه حرام الاستمتاع! أو أن وقت الفراغ وتضييع الوقت حرام! ألعاب البلايستيشين حرام! الهاتف حرام! التصوير والرسم وقراءة الروايات ومشاهدة المسلسلات كلها حرام!!
أنا أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية بدون هذه الأفكار
لأنني أشعر أنني أخنق ببطء.
26/9/2020
رد المستشار
الابنة الفاضلة "سارة" أهلا وسهلا بك على مجانين وشكرا على متابعتك خدمة استشارات مجانين بالموقع.
نعم صدقت لكن بينما كان يشير ابن عبد الله إلى فقه الرعب الذي يفرضه أصحاب رأي متشدد من الأئمة على مجتمع بأسره وهو ما مثله المذهب الوهابي المتشدد وقد رأينا كيف انقلب أهله عليه كما حذر جارودي (الفيلسوف الفرنسي الذي أعلن إسلامه منذ السبعينات) يرحمه الله... فأنت تتخوفين من فقه الرعب الذي توقعين نفسك في حباله مختارة مع الأسف وإن باحتيال الوسواس عليك.
وحيل الوسواس في هذا الشكل المرضي من الاضطراب تستغل خاصية معرفية شعورية في المريض هي التعمق ويشمل التورع المرضي (فرط حساسية دينية للذنوب، أو الأخطاء بشكل عام) وهو تعمق في الإحسان يدفع للتعمق والتشدد في العبادات والمعاملات وبالتالي يؤثر على حياة الإنسان بالسلب كما يدفع إلى التعمق في الاعتذار وكذلك في السؤال
وهو شكل ثانٍ واضح في حالتك هو التعمق في الأسئلة والمسائل الخلافية وهو تعمق في السؤال وللتعمق كخاصية معرفية صفاته الفريدة كما تشترك في بعض الصفات مع خصائص معرفية أخرى لمرضى الوسواس هي 1- الكمالية: الرغبة في الوصول إلى الإحسان 100٪ في الأداء الديني و2- عدم تحمل عدم التيقن (الشك) أو لا تحمل الشك (ل.ت.ش). وهو ما يجعلك تريدين الوصول إلى "رد مؤكد ١٠٠% .." ولا تصلين لأنك إن وصلت سرعان ما تشكين وربما أخيرا 3- الشعور بعدم اكتمال المهمة أي لا اكتمال الاقتناع بالرأي الفقهي وبالتالي البحث القهري عن سواه!.
ديننا ليس متشددا وإنما مجتمعاتنا التي صدمت بجبروت التقدم والتفوق الغربي ظلت لعقود وربما قرون تدافع ضد ما تعرف -على مستوى العلماء على الأقل- أنه انحلال لكل ثقافتها ومن ضمن الدفاعات التي يلجأ لها المصدوم والمشدوه معرفيا وإنسانيا أن يجز على ما يعرف من قديم تراثه وثقافته وقد حدث هذا لقرون ونتج عنه ما نتج من فتاوى وآراء تبدو بوضوح خارج السياق الحياتي الممكن للمجموع البشري الحديث.... وأظن قضايا فقهية مثل : (رؤية الشيء الحرام حرام!) هي دعوة لأن يصاب المسلم بالعمى كي لا يرى حراما ! فالأمر أصبح مستحيلا! بل وإن المفتي يناقض نفسه إذا صور نفسه فيديو ووضعه على يوتيوب لأن من يتصفح الإنترنت غالبا يرى حراما وكذلك قضايا (خروج المرأة من المنزل أو أسئلة مثل عمل المرأة أو بخصوص المرأة عامةً) فهي كذلك لا يناقشها اليوم إلا الفارغون.
وأخيرا قولك (كلما أستمتع بشيء أقول لنفسي إن الناس تقول أنه حرام الاستمتاع! أو أن وقت الفراغ وتضييع الوقت حرام! ألعاب البلايستيشين حرام! الهاتف حرام! التصوير والرسم وقراءة الروايات ومشاهدة المسلسلات كلها حرام!!) من قال لك أن هذا هو الإسلام ؟ هذا ليس إلا ما نتج كرد فعل ثقافي انتقى من الإسلام أكثره تشددا وهو رد فعل مرضي، ونسأل الله أن ينتهي هذا التوجه سريعا قبل أن نفقد غالبية الشباب..... باختصار اتركي هؤلاء جميعا ولا تهتمي لآرائهم فهي لا تستحق حتى الوسوسة واسمعي للمستنيرين دون سواهم إن أردت...
تقولين : (أنا أريد أن أرجع لحياتي الطبيعية بدون هذه الأفكار) والطريقة الوحيدة الناجعة هي التدرب على إهمال وتجاهل هذه الأفكار واقرئي : الوسواس القهري معنى التجاهل!! وأيضًا : الوسواس القهري تتفيه الفكرة
وأخيرا من فضلك ابدئي رحلة العلاج اللازمة كما بينت لك سابقا، ومرة أخرى أهلا وسهلا بك دائما على موقع مجانين فتابعينا بالتطورات.
ويتبع>>>>> : وسواس قهري أم ماذا؟ وسواس قهري تعمقي !! م2