هل وسواس أم ماذا؟
السلام عليكم... أرسلت إليكم رسالتين سابقتين لكن لم أجد الرد عليهما، أرجوكم ساعدوني.
أنا في عراك مع نفسي منذ حوالي عام، كل هذا انطلق من صدمة أخذتها فأصبت بوسواس الموت، وعند التزامي تطور الموضوع إلى ما لا يُحمَد عقباه حيث أصبحت موسوساً في الدين، وكثرت عليَّ تلك الفترة أفكار مسيئة لله تعالى ورسوله وللقرآن إلخ.. كما زادت عندي الشكوك حيث أصبحت أشك في الدين، وفي هل هناك "الله"، وأنا أعلم أنه موجود لكن أحس أنا شيئاً في داخلي لا يريد أن يؤمن، وأشك في الرسول وفي القرآن وفي كل شيء.
كل شيء يصيبني أحس أنه علامة لي على قرب الأجل، وأنا لا أحب أن أموت لأني أحس أني ملحد وكافر وناكر للحق، وأنا لا أجد ذرة إيمان في داخلي كأني خالي من الإيمان، حتى في بعض الأوقات من كثرة الخواطر الرديئة والأفكار الكثيرة التي تفرض نفسها أضطر إلى أن أضرب نفسي كعقوبةٍ مني لأني كاره لنفسي الكافرة، كرهت نفسي كإنسان يأكل من نعم ربه ويعيش في أرضه ولا يتيقن بوجوده، أحس أني في جانب الكفار.
الآن أدعو الله لكن قليلاً لأني لست متيقناً، بل حتى أن دعائي لا يُقبل فسرعان ما أيأس من الدعاء، وأفرح عندما تدعو لي أمي بالهداية أو يقول أحد لي أنه دعا لي.
أنا فقدت الأمل وحياتي صارت كلها خوف من أن تُقبض روحي على الإلحاد أو الكفر وأُخَلَّد في النار... هل هذه هي نهايتي؟ هل سُلِبَ إيماني لأني غير صالح ولا أستحق الهداية؟... أنا أحس أني فارغ من الإيمان، أحس أني فارغ القلب، ولا أستطيع الخشوع في صلاتي، وعند الدعاء لا أشعر باليقين، حتى أني أصبحت لا أستطيع الدعاء، وأحس أني أصلي من أجل الانتهاء والقضاء فقط لا من أجل الله، وعند قراءة القرآن أحس أني أقرأ كتاباً عادياً ولا أشعر بالخشوع، بل لا يوجد لديَّ يقين في شيء، كما أني عند الذكرأاو سماع كلمة "الله" يأتيني سب لله وكلام بذئ أشعر أنه مني فأتحسر وأنطوي على نفسي.
1/11/2020
وأضاف بعد يومين :
أخوكم في الله، ساعدوني وأجركم على الله.
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته. أما بعد... فأنا مكتئب يائس كاره لنفسي وكاره للحياة التي ليس لها أي معنى، فقد سيطر علي الوسواس وتزعزت عقيدتي، وأظن أني مثل كتلة من الذنوب تمشي على الأرض.
حالتي تتمحور حول الوسواس على ما أظن، فقد سيطر عليَّ الشك، وشككت بكل ما لا يجب الشك فيه، وعند قراءتي للقرآن لا أستطيع التيقن بأنه كلام الله، وعندما أنظر إلى السماء أو في الصلاة لا يمكن أن أتيقن أن الله موجود، وعند الدعاء لا أتيقن من الإجابة، وكلما دعوت أدعو بثبات الإيمان واليقين وأن أموت على الإسلام.
يبدو أني قد تخليت عن ديني، ولكن أشعر بخوف شديد من أن أموت، كيف لي أن أموت على الكفر بالذي خلقني وليس فيه شك؟! كيف لي ألَّا أؤمن بالذي ألقاه عند مماتي؟! كيف لي أن أكفر بالذي أمشي على أرضه وآكل من رزقه؟!
أريد حلاً لمشكلتي... هل هذا وسواس؟ أم أن الله طبع على قلبي فلن يدخله الإيمان حتى لو أردت ذلك؟ هل هذه نهايتي؟
أنا أريد أن أموت على الإسلام، أريد أن ألقى ربي وهو راضٍ عني، حتى أني أتمنى أن يُغسَلَ دماغي ويُنشِؤوني على الإيمان من جديد...
تعبت وأريد أن أنسى بعض الوقت وأضحك، لكن سرعان ما أتذكر ما أنا فيه من مصيبة فأنطوي وأكتئب... أنا يائس كل اليأس من حالتي.
3/11/2020
رد المستشار
السلام عليكم ورحمة الله
لهذا السائل نقول إن ما تعاني منه هو وسواس قهري مرضي. والوسواس القهري هو عبارة عن أفكار غير منطقية تفرض نفسها على العقل دون رغبة منه نتيجة نشاط زائد في بعض الدوائر العصبية المخية الخاصة بالتفكير، وكثيرا ما تأتي مثل هذه الأفكار في شيء من أهم الأشياء في حياة الإنسان كالدين مثلا بالنسبة للشخص المتدين فتقوم بتشكيكه في أدائه أو اعتقاده في هذا الشيء.
وأول خطوة في التعافي هي أن تعلم أن هذه الأفكار وإن كانت نتاجا لعقلك فهي في الوقت نفسه غريبة عنك ولا تعبر عن شخصك أو ذاتك ولست مسؤولا عنها أمام الله أو أمام الناس، فالكافر أو الملحد هو الذي يتبنى فكرة الإلحاد ويعتقدها ويطيب بها نفسا ويدعو غيره إليها وهكذا وبالتالي فالملحد الحقيقي لا يعاني بسبب إلحاده ولا يرسل الرسائل إلى موقع مجانين ليطلب المساعدة من المختصين في الطب النفسي فهو متصالح مع نفسه ومع إلحاده ولا يرغب في التخلص منه.
أما أنت فمريض بالوسواس القهري الذي يهاجمك في أعز ما تملك وهو اعتقادك وأفضل ما يمكن أن تفعله أن تتجاهل هذه الأفكار وتشغل نفسك بالأعمال المفيدة الصالحة وتلجأ للطبيب النفساني المختص لتتلقى العلاج الدوائي والعلاج السلوكي اللازمين للتعافي من هذه المشكلة
وشكرا
واقرأ على مجانين:
الموسوس بالكفر لا يكفر ولو ظن أن أراد!
وسواس الكفرية حيل كالمعتاد عديدة
وسواس الكفرية لا إرادة ولا تعمد ولا نية !
هل حقا يعالج وسواس الكفرية ؟