تصفح الاستشارات والردود
| الأسئلة المتكررة FAQ   | طلب استشارة | بحث مفصل | تصفح الاستشارات بالتصنيف

تعليقات الأعضاء

العنوان: الصلاة : هل تضمن التفوق الدراسي ؟
التعليق: بعد بسم الله الرحمن الرحيم أسأل الله _عز وجل_ أن يجعل لك من اسمك نصيباً وأن يُصلحَ لك دينك ودنياك، وأَوَدُّ أن أُحَيِّيك يا أخي "صلاح الدين" على أنك مازلت تحرص على النجاح وتسعى خلفه رغم ما مررت به وتظنه أنت فشلاً (مع أنِّي لا أراه كذلك). وإن كانت الكلمة الصحيحة هي الإخفاق وليس الفشل الذي يعني الضعف .
من خلا الفقرة الأولى من رسالتك أرى أن لديك مغالطة فكرية تدل على فهم غير دقيق لقاعدة الأسباب والنتائج، لكن لا بأس دعنا نستبين ذلك سوياً:
1_ الله _عز وجل_ حين وضع نظام الكون جعل لكل نتيجة مجموعة من الأسباب تقود إليها وتعمل على تحقيقها إن نُفِّذت بالشكل الصحيح... دعني أوضح لك الأمر بشكل أفضل: أنت إذا أحسست بالجوع وأردت أن تصل إلى الإحساس بالشبع تذهب لتأكل، أليس كذلك؟ إذن فالأكل "سبب" ونتيجته "الشبع"... وإذا أردت أن تحصل على درجات مرتفعة (نتيجة) فعليك أن تبذل أسبابها من الاجتهاد في المذاكرة، والاستمرارية، والتدرب على الأنواع المختلفة من الأسئلة، والمراجعة قبل الامتحانات، وغير ذلك من أسباب التفوق.
2_ من خلال النقطة السابقة أنا وأنت نستطيع أن نرى بسهولة أنك تسعى لتحقيق هدف أو نتيجة معينة لكن تبذل أسباباً مُصمَّمة لتقودك إلى نتيجة أخرى، فالصلاة والصوم والابتعاد عن المحرمات كلها أسباب تقودك إلى رضا الله عنك وتحصيل الحسنات ودخول الجنة _بإذن الله_ ومع ذلك فكل هذه الأسباب والأفعال (المحمودة طبعاً) لا تصلح ولا تكفيك وحدها لتحقيق النجاح على صعيد الدراسة أو العمل أو الأسرة، ولتحقيق هذه النجاحات ابحث عن أسبابها بنفسك أو اسأل عنها من تعتقد أنه نجح فيها وحقق ما تسعى أنت لتحقيقه، ثم ابدأ فوراً باتِّباع تلك الأسباب، وأخبرنا إن كنت ستنجح وتحقق ما تريد أم لا... أسأل الله لك دوام التوفيق.
3_ لكي أساعدك أكثر في فهم النقطة السابقة إليك الآتي: لكي تنجح في العمل مثلاً عليك أن تحرص على تطوير نفسك على المستوى الفني والمهاري، وأن تحسن التعامل مع مديرك وزملائك، وغيرها من مقومات النجاح في العمل... كذلك لكي تحظى بعلاقات أسرية جميلة ومتزنة عليك أن تحرص على التودد من عائلتك والحديث معهم ومشاركتهم في الأحزان قبل الأفراح والمشاكل قبل الإنجازات.
4_ بعد كل ما سبق ألا تظن أنه من الغريب أن تتمسك بأسباب النجاح الديني فقط وإهمال غيرها حتى عندما تودُّ تحقيق نجاحات على أصعدة أخرى؟ أليس من الأولى لك أن تبحث عن الأسباب الحقيقية كما فعل زملاؤك الآخرين الذين تتعجب من نجاحهم وتقدمهم (دنيوياً) رغم أنهم أقل منك تديُّناً؟... الحقيقة هو أن حالك أنت هو ما يثير التعجب وليس حالهم، والسر بكل بساطة أنهم يبذلون الأسباب الصحيحة لتحيقيق النتيجة المرجوة (على خلافك أنت)، وكذلك عليك أن تتعلَّم وتفعل.
أما عن زملائك الذين تظن أنهم سبقوك وأنجزوا أكثر منك فلا أظن أنك ينبغي أن تهتم بهم إلى هذا الحد الذي يرهقك... أليس من الممكن أن تكون أهدافهم ووجهاتهم مختلفة عنك، وبالتالي من المنطقي أن تكون طُرُقُهم وخُطُواتهم وتوقيتات وصولهم مختلفة عنهم؟ إذن لماذا تؤذي فكرك بالمقارنات المستمرة معنهم؟!... غاية ما أقصده يا صديقي أن هذا عمرك وهذه حياتك، لذلك طالما أنك تنفقهما في التعرف على نفسك وعلى العالم، وتسعى دائماً للنجاح والإنجاز فلا تنظر إلى ذلك على أنه وقت ضائع أو عمرٌ مُهدَر حتى لو تخلَّلهُ العديد من السقطات والإخفاقات... هكذا ينبغي أن تُتَرجِم الأمر.
أخيراً: أتمنى أن أكون قد أحسنت فهمك، وصدقت في نُصحِك، وأنا كلي شوقٌ أن أسمع منك مجدَّداً فاحرص على أن تشاركنا جميع ما يسعدك أو يُضِيرُكَ مهما بدا لك تافهاً أو صغيراً.
أحمد عصام الدين
أرسلت بواسطة: 3sam17499 بتاريخ 03/12/2020 02:13:03
لإضافة تعليق يجب تسجيل الدخول أولاً أو الاشتراك إذا كنت غير مشترك

المواد والآراء المنشورة على هذا الموقع تعبر عن آراء أصحابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع - حقوق الطبع والنسخ محفوظة لموقع مجانين.كوم © Powered By GoOnWeb.Com