إدمان
أدمنت منذ ولادتي وضع الإصبع في الفم طوال اليوم ولا أقدر على إنهاء هذا الموضوع، مما يسبب لي إحراج ومشاكل نفسية مستمرة أمام الجميع وطوال الوقت.
ولم أجد من يقف بجواري ليساعدني على حل هذه المشكلة!
حاولت كثيرا أن أنهي هذا الموضوع ولكن بلا فائدة.. أرجو الحل!
17/1/2022
رد المستشار
عزيزتي شكرا على ثقتك بموقع مجانين.
أما بعد فإنه من المعروف أن مص الإبهام هو سلوك طبيعي انعكاسي يلجأ إليه الأطفال ليساعدهم على تهدئة أنفسهم وتعلم كيفية تقبل الطعام. في العادة يتوقف أغلب الأطفال عن عادة مص إبهامهم دون تدخل بمجرد بلوغهم سن المدرسة.
بينما يتوقف معظم مصاصي الإبهام في مرحلة الطفولة من تلقاء أنفسهم، إلا أنه في بعض الحالات هناك العديد من البالغين الذين يستمرون في مص إبهامهم، ربما يصل إلى 1 من كل 10 وقد تستمر في السر لعقود، أو بالنسبة للبعض، قد يكون مص الإبهام عادة مدى الحياة.
لا توجد أسباب مباشرة لاستمرار مص الإبهام عند البعض إلى سن متقدم ولكن قد يجد البالغون الذين يمصون إبهامهم أن ذلك يقلل من القلق والتوتر، ويساعدهم على الهدوء. وهناك دراسات أظهرت أنه من المحتمل أن يكون بعض البالغين الذين يمصون إبهامهم قد تعرضوا لصدمة أثناء الطفولة ومن ثم لجأوا إلى هذا السلوك لتهدئة أنفسهم خلال تلك الفترة واستمرت معهم كوسيلة متاحة لتخفيف التوتر، الملل أو الإجهاد، وفقًا للتحليل النفسي الفرويدي.
قد ينكص الشخص الذي يواجه أحداثًا صعبة إلى مرحلة مبكرة من التطور كطريقة للتكيف ويسمي علماء النفس هذا "الانحدار/النكوص العمري". والانحدار العمري يعني ببساطة أن الشخص يقوم بسلوكيات شخص أصغر منه. لذا عزيزتي توقفي قليلا وابحثي عن المنشأ أو لماذا؟ وكيف ظهر؟
وأود هنا أن أشير إلى أنه على الرغم من أن مص الإبهام حميدة نسبيًا، إلا أنه لا يخلو من الآثار الجانبية النفسية حيث قد تعرض ممارسها للتنمر وما يليه، وتأثيرها الأكبر على صحة الأسنان، فيمكن أن يتسبب مص الإبهام عند البالغين في العديد من الآثار الجانبية الأخرى:
• الأسنان المنحرفة (سوء إطباق الأسنان)
• تغييرات في سقف الفم
• التهاب اللثة
• التهابات في الإبهام
والآن بعد أن تطرقنا سريعا على المسببات والنتائج سنتحدث عن بعض الطرق التي قد تساعدك على التوقف عن مص إبهامك:
الخطوة الأولى هنا تكمن في السبب، ابحثي عن الإجابة للسؤال، لماذا ألجأ إلى مص الإبهام، ومتى؟
وفي الإجابة يكمن الحل فمثلا إذا لاحظتي أنك تلجأين لهذه العادة في أوقات التوتر أو القلق، فقد تساعد معالجة ذلك.
وحالما اكتشفتي السبب، كالقلق مثلا، الملل وصار لديك وعي به ننتقل إلى باقي الخطوات
يمكنك أن تحاولي:
• ارصدي الوقت أو المحفز لمص الإبهام، حاولي التخفيف منه لو كان بالإمكان.
• عند الرغبة من التخلص من عادة سيئة لابد من إيجاد البديل الصحي الذي مكانها فيمكن استبدال مص الإبهام بنشاط مختلف لتخفيف التوتر ، مثل التمارين أو التأمل أو حتى استخدام العلكة أو المصاصة
• يمكنك تجربة ،تضميد الإبهام أو استخدام كرات التوتر المطاطية
• ستكونين بحاجة إلى دعم من حولك لتنبيهك في حال بدأتي لا إراديا في مص إبهامك
• الهدف في هذه المرحلة ليس القضاء على هذه العادة دفعة واحدة لأنه ليس هدف واقعي، بل التقليل من تكرارها
لذا لابد من وضع أهداف واقعية، مقدور عليها، وصغيرة في البداية ثم تضيفي عليها فمثلا لو كنتي تمارسين هذه العادة خمس مرات في اليوم فليكن الهدف في الأسبوع الأول تقليلها إلى أربع او ثلاث مرات وإحلال البديل مكانها، واستمري على نفس القدر إلى نهاية الأسبوع ،ولا يدفعك الحماس لضغط نفسك للمزيد.
• يمكن أن تلجئي إلى معالج نفساني الذي قد يساعدك بالعلاج السلوكي المعرفي ع.س.م (CBT) لتغيير معتقدات معينة قد تساهم في قلقك، أو ربما يساعدك بتطبيق بعض التقنيات المتخصصة لكسر العادات ومساعدتك بوصف بعض الأدوية لدعم العلاج السلوكي في حال صعب الأمر. كذلك في حال كان منشأ العادة بسبب صدمات نفسية فسوف يساعد المختص في ذلك الشأن.
وفقك الله، والأمر ليس صعبا ولكن خذيه هونا وبلين على نفسك ولسوف يزول.
واقرئي أيضًا:
مص الإبهام بين المتعة والسخرية