مشكله بسيطة..!؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة مستشاري مجانين المحترمين: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته تحيه طيبه واحترام لكم جميعا" على ما تقدمونه من حلول لمشاكل الشباب وجزاكم الله كل خير.
في البداية أعرف عن نفسي أنا شاب سوري مقيم في المملكة العربية السعودية عمري 30 سنة أعزب أعمل في شركة قطاع خاص بوظيفة مدير أحد فروع الشركة لقد علمت بموقعكم الجميل مجانين وتصفحت بعض مشاكل الشباب مما شجعني على الكتابة لكم مشكلتي باعتقادي أنها بسيطة ولكني أكتب لكم خوفا"من أن يكون لها مضاعفات في المستقبل أو بعد الزواج
لذا ارجوا من حضراتكم إفادتي بآرائكم السديدة,,,,, ولكم جزيل الشكر مقدما"
على المستوى العملي مشكلتي هي: أعاني من القرارات السريعة الغير صائبة في كثير من الأوقات وذلك للمحاولة مني بإظهار الشخصية القوية و(الشطارة) في العمل وأحاول تلافيها
على حساب مسؤوليتي الشخصية جهلي بتسلم دفة الحوار وتوجيهه والاسترسال في الكلام.
علما" بأني ناجح والحمد لله في عملي وهذا ليس كلامي بل كلام الأعلى مني وظيفة في الشركة التي أعمل فيها.
على المستوى الاجتماعي: فأنني لا أجيد التعامل مع أصدقائي وخاصة إذا تعرفت إلى أحد الأشخاص فإنني أجهل كيف أوطد صداقتي به بشكل أفضل وأشعر بأنني ضعيف الشخصية معه، علما" بأنني في العمل شخصيتي قويه بالنسبة إلى الموظفين أما بالنسبة إلى المدراء الأعلى مني فإن شخصيتي ضعيفة جدا" فمثلا": ألاحظ أحد الأشخاص الذين أعرفهم بأنه إذا تعرف على صديق جديد أن الصداقة التي بدأت بينهم أخذت تتوطد وتقوى بسرعة أما بالنسبة لي إذا تعرفت على شخص ما فإنني أجهل كيف أتعامل معه ويأخذ عني انطباع التكبر والتعالي وأنا والله بالعكس من ذلك تماما" فأنا خجول جدا" حتى مع أقرب الناس لي والدتي أو أخي أو أخواتي وأميل إلى الوحدة، أحب الهدوء، أهتم بالجنس الأخر، ولكني في الواقع ليس لدي أي علاقة.
في بلدي سوريه لي أصدقاء وإنما أصدقاء الدراسة وتجمعني بهم صداقة قوية (قوية بالنسبة لي ربما بالنسبة إلى غير فهي مجرد معرفة شخص)
أما بالنسبة للمستقبل فخوفي من الزواج و له عدة أبواب أولا: يوم الفرح فأنا لا أستطيع أن أتخيل بأنني جالس مع زوجتي في الفرح وجميع المدعوين ينظرون إلي والى زوجتي فقد سبق
وأن قلت لكم بأنني خجول وأتمنى من الله أن يرزقني ببنت الحلال التي تعفيني من هذه (المهمة) الفرح.
ثانيا" ليلة الدخلة (ليلة الرعب بالنسبة لي) فمجرد التفكير فيها يجعلني أشعر بأن كل من تزوج بطل.
ثالثا" خوفي في المستقبل أن تكون زوجتي هي المسيطرة وهذا الشيء صعب في مجتمعنا الشرقي ومحط سخرية وضعف كما تعلمون ارجوا من حضراتكم مساعدتي ولكم الشكر
المستشار الكريم أرجو عدم نصحي باستشارة طبيب نفسي بل إعطائي بعض النصائح على موقعكم مجانين وأنا أكون متبع جيد لنصائحك ولإفادة من يقرأ مشاركتي من الأخوة وتقبلوا
خالص التحية والتقدير ووفقكم الله
مدير
26/03/2005
رد المستشار
أخي الكريم كنت أتمنى أن تكتب لي عن صفاتك الجميلة ومواقفك النبيلة مع الآخرين فأنا متأكدة من وجودها!!
ولكنك بخلت بها وهذا هو سر مشكلتك فأنت تحتاج لأن تنظر إلى نفسك بعين أخرى منصفة تعطي لكل أمر حقه، فقد تتسرع حقا في اتخاذ بعض القرارات ولكن بالتأكيد -بشهادة رؤسائك
ومرؤوسيك- أنت مدير ناجح
فأنت ابن الثلاثين وقد حققت مركز مدير لفرع من فروع شركة سعودية ألا يعني ذلك عندك شيئا ما؟!! فلماذا لا تضع الأمور في حجمها الذي يليق بها؟؟
لكن دعني اهمس لك عدة همسات:
لا تضع نفسك تحت الميكروسكوب فأنت تعلم ما يفعله إنه يجعلنا نرى ما لا تراه العين المجردة ويرينا الذرة كبيرة واضحة حتى تتسنى لنا رؤيتها...هل تفهمني؟
.أعترف معك أن لديك بعض القلق والخوف وسوء تصور للأمور وأرى أنه يرجع لضعف ثقتك بنفسك وكذلك لرغبتك في تحقيق الشكل المثالي لك أمام الآخرين ونظرا لأن فكرة المثالية فكرة غير
صحيحة ووهم كبير فهذا يجعلك تتوتر في تكوين علاقاتك الاجتماعية أو عند مواجهة السلطة وبالتالي يؤثر على تقييمك لنفسك وتوقعاتك وبعض تصرفاتك
فهل لديك حقا دليل على أن أصدقائك السوريين لا يعتبرون علاقتهم بك قوية كما تظن أم ترى هم يوضحون لك ذلك ولكنك تتجاهل لأنك تقدر لنفسك أقل من حقيقتها
هل حقا كل من تزوج بطل!! ياله من عالم مليئ بالأبطااال
هل أخبرك أحدهم مثلا كيف كان حاله يوم زفافه؟
أم أنك تتصور الأسوأ وحدك
باسم..الأمر بسيط يحتاج منك أن تعي الآتي
.أن تثق في نفسك وقدراتك أكثر من ذلك ولقد تحدثنا في موقعنا عن برامج كثيرة عملية تعين على ذلك فأرجو أن تقرأها وتمارسها وحاول أن تزيد من قربك بأشخاص يثقون في أنفسهم
فالثقة بالنفس عدوى لذيذة لا تجعلها تفوتك
.اقبل نفسك وأحبها كما أنت وأنظر لها نظرة منصفة لتستطيع أن تدعم نقاط قوتك ولا مانع من تعديل نقاط ضعفك
.ليس هناك بطل مغوار في كل الأمور وليست هناك مثالية في كل شيء وعلينا أن نقبل ايجابيتنا وسلبياتنا معا فهكذا تكون الحياة
.العلاج.... هو صقل مرآة ذهنك بحيث تلتقط صورا حقيقية لما تحتويه الحياة، صورا لم تفسدها المبالغة ولم يشوهها الهوى
ثم الحكم على هذه الصور في نطاق النظرة الواسعة التي تضع النظائر والنقائص في جوار واحد فلا ننسى الخير إذا جاءنا الشر وبذلك يتلاشى أغلب ما يشعر به الانسان من شقاء وما يتورط فيه من أخطاء
وأخيرا... تعمدت ألا أصف حالتك من الناحية النفسية بتوهم أو رهاب اجتماعي لأني ما زلت أراك في المساحة المقبولة بين البشر على أنه إذا زادت معك تلك الأمور فلا مفر من استشارة المعالج النفسي.