أنا فتاة عُقد زواجي قبل فترة، وأحببت زوجي حبا كبيرا واحتجته كثيرا، والمشكلة تكمن في أن حبي له أصبح حياتي كلها! وليس دافعا للاندفاع للحياة بصورة جميلة وتفاؤل أكبر... فقبل عقد قراني وخطبتي عانيت كثيرا من جميع الجهات، حيث تركت أعز صديقاتي، وانتقلت إلى مدينة أخرى، ولم استطع إلى الآن تكوين أي صداقات أخرى، وكنت أشعر بالوحدة كثيرا وعانيت منها ما عانيت، وعندما جاءت الخطبة رسمت في داخلي أني سأشغل كل وقتي بخطيبي وبعد عقد الزواج أصبحت دائرة تفكيري تدور حول متى سيأتيني؟ لماذا لا يأتيني؟ حيث إني أحيانا أقوم من وسط نومي وأكلمه وأسأله هل سيأتيني أم لا؟ أو أستفسر على وقت مجيئه حتى أتجهز.. وإذا أخبرني أنه لن يأتي أصابتني الكآبة وغالبا ما أذهب وأبكي...
المشكلة كذلك أصبحت أني حتى لو جاءت أعز صديقاتي إليّ وكان هناك خيار أن أقابلهم مقابل خيار حضور زوجي أو مقابلتي له فإني بلا تردد أختار الذهاب معه مع أني لا أنكر معزة صديقاتي الكبيرة جدا جدا في قلبي واللائي لا أستغني عنهن، وإن كنت ذهبت مع صديقاتي ولم أذهب معه فإني أكون متضايقة بشدة.
أنا مقهورة بشدة لماذا هو يسعد ويجعل أهمية أصدقائه مقدمة علي فهو إن جاءه أي ظرف سواء كان يريد أم لا؟ فهو يفضل ذلك على المجيء لي، فمثلا كان في يوم قد وعدني لنتفرج سويا مباراة لكرة القدم منذ أسبوع، ولكن قبل المباراة بيوم أخبرني أنه يريد الذهاب إلى الملعب إن استطاع صديقه فإن لم يستطع فإنه سيتفرجها عندي... ووالله لحظة إخباره لي بذلك أصابتني كآبه شديدة، وبكيت كثيرا، وقد علم هو بذلك، ولكن كان رده أن المرات القادمة كثيرة بإذن الله، وسيتفرجها معي، أعلم أن وضعه هو الطبيعي، وأنا المفروض أن أكون كذلك، لكن ما يحز في نفسي هو ألمي الشديد واشتياقي كذلك له... وهناك الكثير من المواقف التي تشبهها وتكون نهايتي فيها البكاء رغم مصارحتي له بهذه المشاعر...
وأحب أن أوضح من أساسيات شخصيتي هي أني لا أحب أن أغصب على أحد مهما كان الجلوس أو المجيء عندي إذا لم تكن لديه نفس رغبتي، وهذا كان للأسف قبل انتقالي من المدينة التي عشت وتربيت فيها، وأنا كذلك أكره حب التملك حتى أني في كثير من الأحيان أخبره بأنه إذا كان سعيدا فأنا كذلك حتى وإن لم يكن بجانبي مع أني في داخلي أتقطع وأتمنى أن يكون معي.. أنا أتفهم في كثير من الأحيان ظروفه التي ليست من إرادته ولا ألومه في ذلك أبدا... والمشكلة الأخرى هو أننا أيام الخطوبة تحدثنا كثيرا عن الحب، ولكن كان ينتابني الشعور الكبير بالذنب لأنه ليس شرعا زوجي، وكنت أنتظر عقد الزواج بفارغ الصبر لأعبر عن حبي له مع أخذي للأجر بإذن الله.. ولكن تفاجأت بعد العقد أن المكالمات الهاتفية قلت جدا وأصبح أغلب كلامنا هو إعلام بعضنا بالخروج فقط... في نفسي الكثير والكثير من المشاعر التي أريد أن أعبر عنها، وأريد في نفس الوقت أن أشعر بحبه لي، أنا لا أنكر أنه قد يظهر حبه لي، وأنا في ذلك الوقت أسعد كثيرا، أنا لا أريده أن يقول لي كلمات حب ويظهره لي 24 ساعة، لكن تكفيني ساعة أو حتى أقل أن أحس باهتمامه وحبه لي فغالبا ما يحدثني قبل أن ينام وبالتالي يكون غير مستوعب للكلام في آخر المكالمة وأنا! أنتظر هذه المكالمة كثيرا طوال اليوم، صارحته بالموضوع، ولكنه أخبرني أن هذا شيء طبيعي، حيث إن عاطفة المرأة أكثر بكثير من عاطفة الرجل، وقد اقتنعت بذلك، لكن هذا لن يمنع عني العذاب أصبر نفسي بالله فقط هذا ما يريحني وأدعو الله أن يصلح حالي وأن يغنني عن خلقه جميعا.
أعرف أنه يحبني كثيرا، ولكن أشعر أني أريد الكثير الكثير لأني صبرت كثيرا على الأقل في هذا الوقت -حيث إنه لم يمض على عقد قراني 3 أشهر- وأعلم أنه مستقبلا سيحدث نوع من الروتين، ولكن على الأقل بعدما ما أخذت قدرا كبيرا من الحب والعطاء والآن أسأل هل إظهاري لحبي الشديد هو الذي يجعله لا يتحمس مثلي للقائه ومكالماتي له؟
جاءتني نصائح ألا أظهر له حبي بشدة، فبالتالي سيأتي إلى، ويحبني كثيرا، ويظهر لي ذلك... لكن ما الفائدة أن أتصنع شيئا ليس في داخلي؟ وأريد أن أتمتع لعشقي له بالحلال وأحصن نفسي تماما.. أنا محتارة جدا وهمومي تزيد ولا أعرف ماذا أفعل كيف أجعله يشعر أني غالية وذات قيمة كبيرة جدا جدا... دائما أتذكر كلامه لي أيام الخطوبة بأنه سيظهر لي حبه لي كثيرا بعد عقد الزواج، ولكني لا أدري الآن ولا أعرف ماذا أقول؟
أرجو منكم مساعدتي والدعاء لي
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
7/7/2024
رد المستشار
الأخت الحائرة، يقال عن الرجل إنه يشبه شريط المطاط حيث تعتمد قوة ارتداده لزوجته وحبيبته على المسافة التي ابتعدها عنها، فهل ندرك نحن النساء هذه الحقيقة ونعطيهم حق التنفس بعيدًا عنا؟ وهل نسمح لهم بالحرية التي تمكنهم من الابتعاد حينما يرغبون في ذلك؛ لنستمتع بعدها بقوة اندفاعهم نحونا؟!
ستقولين وماذا أفعل بنفسي –وماذا تفعل كل زوجة بنفسها- ونحن نصل الليل بالنهار ننتظر الحبيب والزوج ونتلهف على كلمة منه، نسترق السمع لنسمع رنين الهاتف أو جرس الباب أو صرير مفتاح الباب؟
الحقيقة أنني أتعجب كلما تأملت حال المرأة العربية والمسلمة، حيث تفضل الكثيرات منا أن تلعب دور بركة الماء الراكد التي تنتظر أي حجر يلقى فيها ليحرك بعضًا من سكونها وركودها ومواتها، ومعلوم أن ركود الماء يفسده ويفقده خواصه ويسمح لكل الكائنات الضارة بالنمو فيه، ورغم هذا فإننا ما زلنا نعشق هذا الدور ونرفض التحول إلى نموذج البحر بأمواجه المتلاحقة وبحركته وحيويته التي تسمح بتجديد الماء وتسمح بنمو كل الكائنات البحرية الجميلة والمفيدة.
وأذكر في هذا الصدد تعليقًا لإحدى صديقاتنا قالته عندما حضرت مهرجان القاهرة السينمائي الأخير؛ حيث قالت إن العالم من حولنا يموج بالحركة ونحتاج للكثير من الجهد والوقت لمتابعة وملاحقة واستيعاب هذه الحركة؛ فهل نحن راغبات؟ أم أننا سنظل ندور في دوائرنا الشخصية المحدودة والضيقة والمملة ونلقي بالشباك لندخل الرجال معنا في نفس الدوائر فيفرون منا؟!!
الحياة بين الزوج وزوجته ليست تبادلاً لكلمات الحب فقط كما تتصوره المرأة، وليست جنسًا فقط كما يتصور بعض الرجال، إنها حياة بكل ما تعنيه كلمة حياة؛ فيها التعاون والتواصي على كل الطرق الخير، وفيها المشاركة في الاهتمامات والهوايات، وفيها حوارات ونقاشات حول هذه الاهتمامات، فهل وجد زوجك عندك شيئا من هذا؟ هل حاولت التعرف على هواياته واهتماماته وشاركته فيها؟ هل حاولت أن تتعرفي على طبيعة عمله لتشعريه باهتمامك به؟
وللأسف لم يجد إلا زوجة توقظه من نومه لتسأله متى ستأتي أو تعاتبه لأنه لم يأت، والتعبير عن الحب لا يكون فقط بالكلمات؛ فالاهتمام والمشاركة ومعرفة ما يحبه والحرص عليه مهما كان بسيطا وكذلك معرفة ما يغضبه وتجنبه؛ كل هذا يمثل قمة التعبير عن الحب.
أختي الحبيبة، زوجك يحبك وقد عبر لك عن حبه، فإن كان مقلاً في هذا أو لا يحسن التعبير فعلميه برفق ما تحبينه وما يسعدك، فإذا كنت مثلا تريدين منه أن يقدم لك الورود، فلا تطلبي منه ذلك ولكن كوني أنت البادئة، اهديه وردة وحدثيه عن جمال وروعة لغة الورود، واشغلي حياتك وذهنك ووقتك بالأنشطة المختلفة، وتذكري أن لربك عليك حقوقا، ولأهلك ولصديقاتك وجيرانك ولمجتمعك أيضا حقوقا واجبة الأداء.
يجب أيضا أن تعطي لعقلك حقه من التنمية والاهتمام، واشغلي نفسك عندما يغيب زوجك بهذه الأمور وانشغلي بالاستعداد للقياه، والاستعداد لا يكون فقط بالتزين له وإعداد الطعام، ولكن اجعلي هدفك أن يكون اللقاء بينكما متجددًا وشيقًا، وعندما تنجحين في ذلك فلن تحتاجي لسؤاله متى ستأتي؟ فسيأتي دون أن تطلبي زيارته، وتابعينا بالتطورات.
واقرئي على مجانين:
خلطة سحرية للسعادة الزوجية!
فنون الحياة الزوجية شكرا عمرو!
خيبة حواء العربية: عزلة وسذاجة وأحلام!!