وسواس قهري
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. مشكلتي الأساسية عن الوسواس القهري.. أنا لدي بعض المشاكل والأمراض.. فلدي قولون ومشاكل في التبول - أكرمكم الله - وهكذا.. ولدي ضعف في عضلة المثانة.. ولكن المشكلة هي أنني بسبب هذه الأمراض دخلت في دوامة لاتنتهي من الأفكار والوساوس.. ففي البداية بسبب الغازات كنت أعيد الوضوء كثيرا.. وأيضا بدأت مشكلة التبول أصبحت أدخل الحمام كثيرا.. وهذا متوقع فلدي ضعف في المثانة..
لكن الأمر زاد عن حده حتى بقيت أقضي قرابة الساعة في الحمام وأحيانا أكثر بسبب الشعور بعدم تفريغ المثانة.. أخبرتني طبيبتي أن الأمر ليس لهذه الدرجة وغير ممكن قضاء كل هذا الوقت في الحمام.. وبعد معاناة كبيرة.. اقتنعت أخيرا أنها وساوس.. خصوصا أنني موسوسة بالفعل في أمور أخرى.. قرأت هنا في منتداكم الطيب عن شيء يسمى البطئ الوسواسي القهري.. وشعرت بأنه يصفني تماما.. وهذه هي النقطة الثانية من المشكلة.. فأنا بطيئة بل بطيئة جدا.. وصدقا لا أعلم لم؟ أشعر عند دخول الحمام مثلا أنه قد مرت ١٠ دقائق فقط وعندما أخرج أجدها ٤٠ دقيقة أو أحيانا أكثر..
حاولت بكل الطرق أن أكون سريعة.. قرأت استشارة لكم مرة عن هذا الموضوع وحاولت تطبيقها لكن لم أستطع أبدا.. إذا أردت الخروج من البيت علي أن أجهز قبلها بأكثر من ساعتين وأشعر بأن كل شيء أفعله صعب جدا.. أرى الآخرين حولي يمشون بسلاسة ويستيقظون قبل مواعيدهم ب١٠ دقائق ويخرجون.. وأحاول أن أفعل مثلهم ولا أستطيع.. أشعر أحيانا وكأن شيئا يقيدني.. ونفس الأمر ينطبق على الحمام.. عندما أقترب من باب الحمام أصبحت أشعر بالخوف وتزيد ضربات قلبي وأشعر كأنني أدخل لثقب أسود يبتلعني.. وأفشل كل يوم في الخروج بسرعة..
تعبت كثيرا وأصبحت قبل النوم أتمنى أن لا أستيقظ كي لا يتكرر هذا الكابوس مجددا.. تحسنت قليلا في موضوع التبول - أكرمكم الله -.. لكن زاد موضوع القولون فجأة أصبحت أقضي الساعات في الحمام بسببه.. وعندما قررت تجاهله حال البدء في الصلاة.. أصبحت فجأة أشم رائحة حتى من دون أن أشعر بشيء.. أنا مرتبكة.. هل ممكن أن يشم الإنسان رائحة غير موجودة.. أم أنها حقيقية..
معلومات أخرى أرغب بأن أقولها.. وهي أنني أعاني من مشاكل في المشي وعملت عملية مسبقا في الظهر وأعاني من آلام كثيرة.. وأيضا خلال طفولتي أعتقد أنني كنت أعاني من اضطراب الآنية.. عرفت ذلك عندما كبرت - شخصت نفسي بنفسي - وكنت ومازلت أعاني من رهاب اجتماعي شديد.. لكنني تحسنت..
دائما لدي كوابيس وأصبحت لا أحب النوم بالليل وأنام عند طلوع الفجر بعد أداء الصلاة.. أحيانا أشعر أن الوسواس يقرأ أفكاري لا أعلم تأتيني هذه الأفكار بقوة وأشعر وكأن الوسواس يسيطر على عقلي.. لم أذهب إلى طبيب نفسي.. لكن وصف لي طبيب دواء سيبراليكس للقولون.. أخذت منه حبة واحدة وتعبت لذلك تركته..
شعرت بعدها لفترة بسيطة بشعور مختلف.. وعرفت أنني كنت أعيش في عالم آخر.. كنت وحيدة ولا أحب البقاء مع أفراد أسرتي وأشعر بأن الحياة ضيقة وأشعر وكأنني مقيدة.. لكن عموما لم أعد للدواء لأنني خفت منه خصوصا أن باطنيتي متعبة بالفعل وأخاف أن تزيد سوءا..
آسفة لأنني أطلت عليكم لكن حالتي متشابكة وكانت تحتاج توضيح..
سأكون شاكرة لكم حقا إن أعطيتموني إضاءات ما يحدث لي وما علي فعله..
9/2/2025
رد المستشار
شكراً على مراسلتك الموقع.
هناك من الاستشارات التي تصل الموقع تحتوي على وصف صارخ لأعراض اضطراب نفسي شديد، وأحدها استشارتك التي تحتوي على جميع أعراض اضطراب الوسواس القهري المزمن. هاك القلق المزمن، مشاعر اكتئابية، أفكار وسواسية حول النظافة، أفعال قهرية شديدة جداً، اختلال الآنية، وأعراض حسية. تتحسن بعض هذه الأعراض وتظهر أعراض أخرى، ولكن شدة سلوكياتك القهرية عالية ولا بد من العلاج تحت إشراف استشاري في الطب النفسي. لا شك أن الطبيب الذي وصف لك عقار سيبرالكس أدرك طبيعة مرضك ومع الأسف لم تعطي العقار أي فرصة وما شعرت به بعد استعماله هو بسبب مرضك وليس العقار نفسه.
لا مفر من استعمال مضادات الاكتئاب للسيطرة على اضطراب الوسواس القهري في حالتك وهناك عقاقير عدة من مثبطات استرداد سيروتونين الانتقائية م.ا.س.ا. لا تتوقعي استجابة سريعة للعقاقير وقد لا يظهر تحسن ملموس لمدة ثمانية أسابيع.
بعدها لا مفر من استعمال العقاقير في حالتك لفترة لا تقل عن عامين وربما أطول من ذلك بكثير. هناك احتمال كبير بأن طبيبك المعالج قد يضيف عقار مضاد للذهان بجرعة منخفضة للسيطرة على الأعراض وربما عقار آخر لفترة مؤقتة للسيطرة على القلق الشديد الذي تعانين منه.
بعد ظهور بعض التحسن في الأعراض تدخلين في جلسات علاج معرفي سلوكي تحت إشراف طبيبك المعالج أو معالج نفساني له خبرة في علاج الوسواس القهري. عدد الجلسات ومدة العلاج تعتمد على تجاوبك مع الإرشادات وتحسن أعراضك.
علاج الوسواس القهري في حالتك لا يتم عن طريق المراسلة ولابد من أن تقابلي طبيبك المعالج والمعالج النفساني وجها لوجه. لا تتأخري في طلب العلاج لاضطراب أحدث شللا في أدائك الوظيفي.
وفقك الله.
واقرئي أيضًا:
وساوس العبادات: وسواس خروج الريح!
وسواس خروج الريح: وضوئك صحيح ولو خرج ريح!
الوسواس القهري والقلق الاجتماعي هل مجرد تواكب؟
الظواهر الحسية في مرضى الوسواس القهري2
ويتبع>>>>: وسواس قهري مزمن: ولم تذهب لطبيب نفساني! م