بصراحة قد تبدو مشكلتي غريبة بعض الشيء، فأنا أرغب بأن أكون مثقفة في جميع المجالات، ولكن لا وقت لديَّ، وأملُّ كثيرًا من قراءة الأخبار في الجرائد وخصوصًا الأخبار السياسية، وأحاول تغيير الصفحات لتتغير نفسيتي، وأقبل على القراءة ولكن بلا فائدة، وأحيانًا أقرأ العناوين، وأكتفي بها.
ولكن مع ذلك أشعر بالنقص، فما الحل؟
ولكم جزيل الشكر.
15/4/2025
رد المستشار
المرسلة الفاضلة، الثقافة العامة بحورها واسعة، وتحتاج لجهد كبير؛ لبلوغ درجة عالية فيها، وبداية نتفق على أن: "في استطاعة كل إنسان أن يعرف شيئًا عن كل شيء، ولكن من المستحيل أن يعرف كل شيء عن كل شيء، فهذا كمال والكمال لله وحده".
وأحسب أن المفهوم السليم للثقافة: أن يعرف الإنسان شيئًا أو بعض الأشياء عما يدور حوله في العالم في جميع المجالات، وفي الوقت نفسه يكون لديه موضوع ما هو بؤرة اهتمامه، يركّز فيه، ويتخصص فيه، وينهل من بحوره.
وأزعم أنه: لو أن كل فرد في الأمة الإسلامية سعى لتثقيف نفسه بهذا الأسلوب لبلغنا المعالي، وملكنا زمام أمورنا، ولكن المشكلة تكمن في أننا نكتفي بالأماني، ونتمنى أن تحقق هذه المعرفة، ولكن دون سعي وكد وأي مجهود يذكر.
أختي، لأني أراك جادة في سعيك لتحصيل المعارف، فأنصحك بالآتي:
1. أن تخصصي وقتًا لتثقيف نفسك، فلا تتركي الموضوع للظروف أو وقت الفراغ، ولا تفرطي في هذا الوقت المخصص مهما كانت ظروفك.
2. لا تقرئي بلا هدف، ولكن كوني يقظة وحاضرة الذهن، وحددي ما تريدين معرفته بالضبط فركزي فيه، وبعد قراءة كل جزء من الكتاب أو الجريدة قد يكون من المفيد أن تسجلي بدفترك بعض النقاط الهامة التي استفدت منها؛ فيشعرك هذا بالإنجاز وفي الوقت نفسه يُثبت المعلومة.
3. لا تسعي للمعرفة من طريق واحد، وهناك وسائل أخرى عديدة يمكنك اللجوء إليها، وبتعدد الروافد لا تشعري بالملل وتزداد استفادتك وخبرتك بالحياة ومن هذه الروافد:
1- البرامج الإخبارية والتثقيفية بالإذاعة والتلفزيون والإنترنت.
2- الندوات والمحاضرات العلمية والأدبية في المجالات المختلفة.
3-السياحة الداخلية والخارجية إن أمكن؛ لما تتيحه من التعرف على التاريخ والاحتكاك بالناس والتعلم منهم.
4- مصاحبة أهل العلم والمعرفة ومرافقتهم ما أمكن ذلك، وتابعي صفحات موقعنا المختلفة لعل فيها ما يفيد ويمتع.
وختامًا نتمنى أن نكون قد أفدناك، ومرحبًا بك دائمًا.
وبارك الله فيك.