مساء الخير
كل التحية لموقعكم الذي يقدم المشورة مجانا، أنا شاب أبلغ من العمر ١٩ عامًا، لدي شكوى وتساؤلات ولا أدري إلى أين ستؤدي بي معاناتي الحالية، أبدأ بالتساؤل كيف يمكن لامرأة أن تبني رجلًا عظيمًا قادرًا على فعل أي شيء بمجرد وجودها معها؟ من ناحية أخرى، يمكنها هزيمته وتحويله إلى ميت سائر. هذا ينطبق على كلا الجنسين، لكنني أعتقد أن النساء أكثر قدرة على ذلك من الرجال. لقد فقدتها قبل ثلاث سنوات. حميتها بكل الطرق. كنت بمثابة الأب الذي يبحث عما يسعدها ولا يركز على نفسه. ساعدتها على إدارة حياتها بالطريقة الصحيحة.
كنت ملاذها الآمن في وقت لم يكن فيه أحد بجانبها. ساعدتها على التعافي من مشاكلها مع والديها وأصلحت علاقتهما. شهدت أنها لم تكن تعرف ماذا تفعل بدوني. كانت تقول لي دائمًا إنها ستفقد حياتها بدوني. عندما تعافت، تركتني وحدي، كما لو كنت لا شيء. كانت طريقي وهدفي. أستطيع فعل أي شيء بجانبها.
الآن، أخشى المشي وحدي. على الرغم من صغر سني، أعيش وحدي. الوحدة تقتلني ببطء. الآن أعاني من ارتفاع ضغط الدم وأكثر من... أحد الأسباب هو تفكيري المتراكم لثلاث سنوات، وصحتي ليست في أفضل حالاتها. هذه آخر سنة دراسية لي، والوضع صعب. لا أحد يعلم بمرضي.
أعامل بعض أصدقائي كما لو أنني بخير، ثم عندما أعود إلى المنزل أكره حياتي ونفسي، لأني أعود إلى غرفتي وحدي دون أن يطمئن عليّ أحد أو يرسل لي رسالة لأخبره عن يومي.
الساعة الآن الخامسة مساءً، ولدي درس الساعة التاسعة، وامتحان، وأنا مستلقي على السرير أشعر بالبرد، وجسدي منهك.
أرجوكم ادعوا لي،
وأحبوا بعضكم البعض.
05/5/2025
رد المستشار
صديقي
ما زلت صغيرا جدا على كل هذا.... وبدأت في حمل الهموم وأنت أصغر من الآن بثلاثة سنوات وهي ما يقارب ١٩% من عمرك آنذاك.
الآخرون يساعدوننا على النجاح أو الفشل بقدر ما نعطيهم من قيمة في نظرنا... ولكننا في النهاية مسؤولون عن نجاحنا وفشلنا في أي مجال في الحياة.
خطأك مع هذه الفتاة أنك تفانيت وأسرفت في خدمتها وربما تدليلها ووضعت نفسك بدون أن تنتبه في مركز خادم لها مع أنها لم تكن متعلقة بك أو مهتمة بك عاطفيا كما كنت تتمنى.
هناك من يقدرون المساعدة ويمتنون لمن يساعدهم وهناك من لا يفعلون هذا.
إن كانت تضحيتك ومجهودك لوجه الله فلا ضير من أن تتركك بعد أن أديت دورك في إنقاذها، أما إذا كنت تفعل هذا من أجل أن تحبك وتحبها فممل لا شك فيه أنك أسأت الاختيار لشخصيتها وللكم الذي أعطيته لها من تضحية... أغلب الظن أنها تنجذب لمن لا يقدرها ويحترمها.
انعزالك لا داعي له.. إن كنت تتألم أو تمرض فلا ينقص من قدرك أن تشارك هذا مع من يحبونك ومع أصدقائك.. طلب المساعدة والمساندة عندما تحتاجها لا يعني الضعف أو الشكوى.
في المستقبل أحسن الاختيار وصدق ما تراه من شواهد بدلا من أن تتبع ما كونته في خيالك... لا تتفانى في التضحية إلا بالقدر الذي ترضى عن إعطاؤه بلا مقابل.. هذه هي المحبة الحقة.
وفقك الله وإيانا لما فيه الخير والصواب وتابعنا دائما بأخبارك