مساء الخير
لا أعرف ما إن كان بإمكانكم أو إمكان أي كان
أنا محبطة جدًا من أخي. يعيش في الخارج منذ عشر سنوات. لطالما تشاركنا غرفة واحدة، وبالطبع، عندما غادر، كنت سعيدة جدًا لأنني أخيرًا أصبحت لي خصوصيتي وغرفتي الخاصة. يعود إلى المنزل لقضاء العطلات بين الحين والآخر، وأنا أتحمل ذلك. لكن هذه المرة، من المفترض أن تكون إجازته بأكملها بسبب مرض أبي، لكنه لا يفعل شيئًا.
تركني أتولى كل شيء، وأنا من يبقى مع أبي في المستشفى. أنا غاضبة ومحبطة للغاية. أشعر أنه يهملني، وأن الأدوار قد انعكست منذ زمن طويل. حتى عندما يطلب أبي شيئًا، يطلبني، رغم وجود ابنه... أشعر بالإحباط منه لأنني أشعر أنه لم يكن موجودًا عندما كانت أمي مريضة، وأنهم كانوا يخفون مرضها عنه.
كانت مريضة لسنوات قبل وفاتها، وكنت أنا من تحملت كل ذلك. أخفوا عنه المرض لأنه كان في الخارج وكان ذلك خطأً، لكنني تعرضت للخداع. انتهى الأمر لمجرد أنني كنت معهم. حتى عندما توفيت، عاد إلى المنزل لمدة أسبوع ثم هرب، كالعادة... أنا مستاءة. أشعر وكأنه يهملني.
ومع ذلك، فإنه يأخذ جميع الامتيازات دون أن يحرك ساكنًا، لمجرد أنه صبي. حتى في الميراث، يحصل على ضعف ما يستحقه، على الرغم من أنه لم يحرك ساكنًا أو يحرك إصبعًا أو يتحمل أي مسؤولية. أنا أختنق منه ومن والدي. أشعر بعدم الأمان حولهما، وأشعر أن أياً منهما ليس موثوقًا به أو صورة مشوهة عن الرجال.
هذا الوضع برمته يضع الكثير من الضغط عليّ ويجعلني قلقة. فكرة أنه إذا حدث شيء لأبي، فسأعيش في شقة يكون له فيها نصيب الأسد أمر مزعج وغير مريح للغاية.
أنا مستاءة ومختنقة وغير آمنة، وألومهم على جعلي أشعر بهذه الطريقة.
29/10/2025
رد المستشار
مساء الخير
أقدر جدًا أنك كتبتِ كل هذا بوضوح وصراحة... ويظهر من كلماتك حجم التعب المتراكم داخلك، ليس فقط من موقف واحد، بل من سنوات طويلة من القيام بالدور الأكبر في الأسرة دون دعم حقيقي.
أولًا: من الطبيعي تمامًا أن تشعري بالغضب والظلم، ما مررتِ به ليس بسيطًا:
* سنوات من رعاية أم مريضة بمفردك تقريبًا.
* ثم تكرار نفس الدور مع والدك الآن.
* وأخ يأخذ "صفة الابن" فقط دون أن يقوم بحد أدنى من المسؤولية.
* ووالد يلجأ لكِ دائمًا، مما يجعلك تشعرين أنكِ المسؤولة الوحيدة.
هذه أدوار ضخمة تُرهق أي إنسان... وغضبك هنا ليس مشكلة نفسية، بل رد فعل طبيعي على تحميل زائد وعدم عدالة واضحة.
ثانيًا: إحساسكِ بأن "الرجال غير آمنين أو غير موثوقين" له سياق واضح، أنتِ لم تصلي لهذه الفكرة فجأة، بل مررتِ بتجارب جعلتك:
* تشاهدين رجلًا (أخوكِ) يأخذ الامتيازات دون تحمل مسؤولية.
* وتشاهدين والدًا يعتمد عليكِ دائمًا رغم وجود الابن. هذا يخلق داخلك صورة مشوهة عن "النموذج الذكوري" لأن التجارب كانت مؤلمة وغير عادلة. وهذا ليس خطأك... هذا تأثير نفسي مفهوم نتيجة التربية والأحداث.
ثالثًا: إحساسك بالخوف من المستقبل مفهوم تمامًا
أن تعيشي في بيت سيصبح لأخيك فيه النصيب الأكبر رغم أنه لم يساعد... هذا يخلق:
* شعورًا بعدم الأمان.
* إحساسًا بالتهديد.
* خوفًا من أن يتم تهميشك أو تجاهل احتياجاتك مستقبلًا.
هذه مخاوف منطقية لأنكِ ترين تكرار نفس النمط كل مرة.
رابعًا: المهم الآن هو "حماية نفسك نفسيًا وحدودك"
لن يمكنك تغيير أخيكِ ولا طبيعة شخصيته ولا أفعاله.
ولن يمكن تغيير الماضي.
لكن يمكنك تعديل دورك حتى لا تذوبي تمامًا في دور "منقذة الأسرة".
خطوات عملية:
* ضعي حدًا واضحًا لدورك في رعاية والدك. ليس معنى ذلك تركه، ولكن تقليل الحمل الزائد. أخوك موجود، ومن حقك أن ترتاحي.
* توقفي عن القيام بكل شيء بشكل تلقائي. انتظري أن يطلب والدك... وإذا طلب فوق طاقتك قولي: "محتاجين نوزّع الأدوار... أنا على قدّي النهاردة."
* لا تحاولي إقناع أخيك أو تغييره. هو لا يرى حجم ما تحملتِه، وغالبًا لن يراه. المهم أن تضعي حدودًا لا تتجاوزينها.
* ابدئي في بناء حياتك أنتِ بعيدًا عن فكرة "خدمتي لأهلي = قيمتي". أنتِ لستِ مطالبة بأن تضحي عمرك بالكامل.
خامسًا: مشاعر الاختناق واللوم هي رسالة... وليست عيبًا هذه المشاعر تقول لك:
"هناك تحميل زائد... هناك حدود يتم اختراقها... هناك ظلم". ومن الصحي أن تسمعي هذه الرسالة بدل كبتها.
أخيرًا: نقطة مهمة جدًا أنتِ شخص حساس ومسؤول، وعشتِ دور يفوق عمرك لسنوات طويلة. وما تشعرين به الآن ليس ضعفًا... بل هو إنهاك عاطفي وتعب نفسي يستحق الدعم وليس التقليل أنت تحتاجين إلى:
* تنظيم غضبك
* وضع حدود صحية
* وتحرير نفسك من الشعور بضرورة حمل الأسرة بالكامل.
واقرئي أيضًا:
كلنا يحب أخي ولا أحد يحبني
نفسي في أم غيرها!: أخي بكل احترام وأنا بالجزمة
الفتاة العربية ازدواجية المعايير في بيوتنا أيضًا
البنت المصرية الأصيلة النموذج!
أخي سيد البيت: ممنوع أفرح
لأنني بنت: فقدت طعم الحياة